دورة تعليمية محدودة بدروس مكثفة تثقل كاهل طلاب البكالوريا في كوباني

كوباني – نورث برس

زاد حسين حسين (18عاماً) وهو طالب بكالوريا علمي في مدرسة “الشهيد هوكر” بمدينة كوباني، شمالي سوريا ساعات دراسته لأكثر من عشر ساعات يومياً حتى يستطيع مجاراة المدرسين في الدروس التي تم تحديدها في الدورة التعليمية.

ويجد “حسين” وطلاب آخرون صعوبات في استيعاب الدروس المكثفة وخاصة أنها تترافق مع ارتفاع في درجات الحرارة.

ورأى الطالب أنه يجب منحهم مهلة إضافية لمدة 15 يوماً، “حتى نستطيع التحضير للامتحانات ودراسة المنهاج.”

وفي السادس والعشرين من نيسان/ أبريل الفائت، أعلنت هيئة التربية في إقليم الفرات إعادة دوام طلاب البكالوريا بفرعيها الأدبي والعلمي في مدارس مدينتي كوباني وصرين وريفيهما إلى جانب ريف تل أبيض، “لتعويضهم عن الفاقد التعليمي بسبب إجراءات الإغلاق.”

وأدت إجراءات الإغلاق المتعلقة بكورونا خلال الفترة الماضية إلى إغلاق المدارس في كوباني وابتعاد الطلاب عن الدراسة لمدة شهر كامل.

وبدأت الدورة في الثالث من شهر أيار/ مايو الجاري، ومن المقرر أن تستمر حتى العاشر من شهر حزيران/ يونيو القادم.

لكن طلاب الشهادة الثانوية في المدينة اشتكوا من “ضخامة” الدروس، حيث أنه من المقرر تدريس أربعة وحدات تعليمية بشكل مكثف من كل كتاب.

وقال “حسين” إن المنهاج المقرر يثقل كاهل الطلاب “وخاصة أن فصل الصيف غير مناسب للدراسة.”

معلومات مكثفة

لكن سرخبون أحمد وهو مدرس مادة الرياضيات في مدرسة “الشهيد هوكر” رأى أن المنهاج المحدد “ليس ضخماً كما يصفه الطلاب.”

وأشار المدرس في حديث لنورث برس إلى أن تكثيف المعلومات خلال هذه الدورة، هو “بسبب عدم تلقي الطلاب معلومات كافية من المنهاج المقرر خلال الفصل الدراسي الأول.”

وأرجع السبب إلى قلة معرفة الطلاب بالأساسيات لدى وصولهم إلى صف البكالوريا، “ما دفع المدرسين لتأسيس معلومات الطلاب ومراجعتها لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر من الفصل الأول.”

وتم اختيار وتحديد دروس الدورة بالتنسيق مع جامعة كوباني والمشرفين على المفاضلة الجامعية وفحص المقابلة مع الطلاب لدخولهم الجامعة، وفقاً لما ذكره المدرس.

وستتخصص الامتحانات الدراسية لهذه الدورة الإضافية من هذه الوحدات المحددة، “ويجب على الطالب أن يكون ملماً بالمعلومات الموجودة فيها ليستطيع استكمال دراسته في الجامعة”، بحسب “أحمد.”

وحددت هيئة التربية تاريخ الثاني عشر من حزيران/ يونيو المقبل موعداً لبدء الامتحانات الدراسية المتعلقة بالدورة التعليمية ومن المقرر أن تستمر حتى السادس والعشرين منه.

وستحدد نتائج امتحانات الدورة نجاح أو درجات الطالب بنسبة 40 بالمئة، فيما ستكون نسبة 60 بالمئة لتقييمات الطلاب خلال الفصل الدراسي الأول والثاني.

ويبلغ عدد طلاب البكالوريا في إقليم الفرات (كوباني وصرين وريف تل أبيض)، لهذا العام، نحو 800 طالب وطالبة موزعين على 24 مدرسة ثانوية ويشرف على تدريسهم 175 مدرساً من ذوي الاختصاصات.

ضغط كبير

ورأت نسرين أحمد (18 عاماً) وهي طالبة بكالوريا علمي في مدرسة “الشهيد هوكر” أن تحديد أربع وحدات من الكتاب وخاصة مواد مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء “أمر صعب حيث لا يمكن الانتهاء من دراستها وتعلمها خلال شهر واحد.”

لكن محمد العيسى نائب الرئاسة المشتركة لهيئة التربية في إقليم الفرات، قال إن ما تم تحديده من المنهاج خلال هذه الدورة “هي أبحاث مهمة ليستطيع الطلاب استكمال دراسته في المعاهد أو في الجامعة مستقبلاً.”

وأشار إلى أنه وصلتهم اعتراضات الطلاب حول الدروس المقررة، “لكنها مهمة لتعويضهم عما فاتهم خلال فترة إغلاق المدارس.”

لكن الطالبة أشارت إلى أن هناك ضغط كبير على الطلاب، “فخلال الفصل الأول الذي استمر عدة شهور أخذنا فقط وحدة واحدة من كل كتاب،  فكيف سنتعلم أربع وحدات خلال شهر واحد؟.”

وتخصص الطالبة جل وقتها لدراسة كافة الدروس، على أمل أن تستطيع التسجيل في كلية الطب في جامعة روج آفا، رغم مخاوفها من عدم تحقيق هدفها بسبب الضغط الدراسي عليها.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: عمر علوش