حالات التسمم في مخيم واشو كاني نتيجة المياه الملوثة وموجة الحر
الحسكة – نورث برس
أصيب سالم الأحمد (47عاماً) وهو نازح من مدينة سري كانيه (رأس العين) ويسكن في مخيم واشو كاني 13 كم غربي مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، هو وأطفاله بالتسمم والإسهال، حيث راجع النقطة الطبية في المخيم للحصول على الأدوية الخاصة بالعلاج.
وقال النازح إن المياه التي يعتمدون عليها في الشرب واستخدامات أخرى “ملوثة وفوهات الخزانات مفتوحة. لا أغطية لها وهي مليئة بالأوساخ والدود، كما أنها تكون مرة ومالحة في أغلب الأحيان.”
وفي الآونة الأخيرة، سجل المخيم العديد من حالات التسمم والإسهال، أرجعها وائل أحمد وهو طبيب أطفال يعمل في النقطة الطبية للهلال الأحمر الكردي في المخيم، إلى المياه الملوثة وارتفاع درجات الحرارة.
وقال الطبيب إن ارتفاع درجات الحرارة والمصادر المنوعة للمياه والتي تعتبر بعضها ملوثة وغير صالحة للاستعمال البشري تقف وراء حالات التسمم.
ويومياً، تستقبل النقطة الطبية ما بين من 15 إلى 20 حالة تسمم، وفقاً لما ذكره الطبيب.
وقبل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها على سري كانيه، كان سكان مدينة الحسكة وريفها يعتمدون على مياه محطة آبار علوك.
وتعتبر المحطة المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدن تل تمر والحسكة والشدادي والهول وأريافها والمخيمات التابعة لها.
وأواخر عام 2019، سيطرت تركيا رفقة فصائل المعارضة على منطقتي سري كانيه وتل أبيض إثر هجوم عسكري تسبب بنزوح الآلاف من السكان.
مصادر متنوعة للمياه
ومنذ ذلك الحين، أوقفت تركيا ضخ المياه في المحطة لأكثر من عشر مرات، استمرت بعضها لأكثر من شهر، في ظل تفشي وباء كورونا وارتفاع درجات الحرارة.
ويعتمد سكان الحسكة وريفها فيما يخص الغسيل والنظافة على المياه المالحة والمرة للآبار التي حفروها في الأحياء، فيما يعتمدون على شراء مياه الشرب من الصهاريج.
وترفض تركيا حالياً تشغيل المحطة باستطاعتها الكاملة، الأمر الذي دفع بإدارة المخيم إلى الاعتماد على آبار قرى شموكا أو الحمة وغيرها من المصادر في شمال غرب الحسكة.
ويتوزع غالبية نازحي سري كانيه على مخيم واشو كاني غرب الحسكة ومخيم سري كانيه شرقها، بالإضافة إلى 47 مدرسة داخل المدينة تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين الذين تقطعت بهم السبل.
وقالت ستيرة رشك، الرئيسة المشاركة لمخيم واشو كاني إن “اليونسيف تشرف على عملية توزيع المخيم في المخيم وتم التعاقد مع عدد من مناهل المياه غرب الحسكة.”
وذكرت “رشك” في حديث لنورث برس أن المناهل المعتمدة حالياً تعد “أقل ملوحة وتحققت فيها الشروط الضرورية، إلى جانب عمليات تعقيم يومية للمياه.”
لكن ووفقاً للطبيب فإن المياه تحتاج بعد عملية التعقيم لفترة من الزمن حتى تصبح صالحة للاستخدام.
غياب وسائل التبريد
وفي خيمة مغطاة بالنايلون بالمخيم تسكن سلمى محمد (38 عاماً) رفقة زوجها وأطفالها السبعة في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية مع حلول فصل الصيف واشتداد موجة الحر.
وقالت النازحة التي تنحدر من سري كانيه، إنها تبقي أطفالها خلال فترة النهار ضمن أوعية مليئة بالمياه لتخفف عنهم تأثير الحرارة.
وتعيش “محمد” مع عائلتها في خيمة تفتقر لوسائل التبريد من مراوح أو مكيفات أو حتى وسائل لتبريد المياه.
ورأت “محمد” أنه على إدارة المخيم تعقيم خزانات المياه، ” الخزانات لم تعقيم منذ أكثر من عام ونصف.”
لكن وبحسب إدارة المخيم فإنه سيتم وضع أغطية على خزانات المياه وتعقيمها الأحد المقبل وذلك بالتعاون مع منظمة “أكتد”.
ويتحسر عمر الصالح (46عاماً) وهو نازح من سري كانيه، عما آلت إليه أحوالهم في المخيم، “لم نكن في سري كانيه نعاني من هذه الأمور، هجرنا من منازلنا واستوطن سكان مناطق أخرى فيها.”
وأشار “الصالح” الذي أصيب هو الآخر بحالة تسمم إلى أن طعم الكلور في المياه بات واضحاً أثناء شرب المياه.
وأضاف: “لو كنا في سري كانيه لما كان وضعنا سيء هكذا.”