طلبة وموظفون بحماة: الحكومة تجبرنا على الخروج في مسيرات مؤيدة تحت طائلة المحاسبة

حماة – نورث برس

قررت مرام الغفير (22عاماً) وهي طالبة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة حماة، التغييب عن كليتها إلى انتهاء ما أسمته بـ”المهزلة” في إشارة إلى المسيرات المؤيدة لترشح الرئيس السوري بشار الأسد لدورة انتخابية جديدة.

وأوقفت إدارة الجامعة جميع المحاضرات وأجبرت الطلاب، الخميس الفائت، على الخروج في مسيرة مؤيدة.

وعمدت الإدارة إلى إغلاق باب الكلية الرئيسي لثلاث ساعات متواصلة ومنعوا الطلبة من الخروج، فيما حاول البعض الهروب من فوق سور الكلية، بحسب “الغفير”.

وفي التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل، أعلنت لونا الشبل انطلاق الحملة الانتخابية للرئيس الحالي في الخامس من الشهر الجاري.

“تهديد

ويشتكي موظفون وطلبة في المدينة، من إجبارهم على الخروج بمسيرات مؤيدة للأسد، تحت طائلة المحاسبة لمن يرفض الخروج.

وقال طارق الحسن (21عاماً) وهو طالب في كلية البيطرة لنورث برس: “قام عناصر الهيئة في الكلية بتوزيع صور الرئيس الحالي والأعلام السورية على الطلبة للمشاركة في المسيرة بساحة العاصي.”

وشبه “الحسن” الجامعة بأنها “فرع أمني من شدة التضييق علينا.”

وعمد دكاترة الكلية، بحسب ” الحسن”، إلى تحديد الامتحانات العملية للطلبة ضمن أسبوع الانتخابات المقررة في السادس والعشرين من هذا الشهر، بهدف إجبارهم على الدوام وضمان مشاركتهم في الانتخابات والمسيرات.

من جانبه قال هيثم الخوام (48عاماً) وهو معلم رياضيات في مدرسة إعدادية في حي طريق حلب لنورث برس: “أجبرنا مدير المدرسة على الدوام حتى انتهاء الانتخابات.”

وأضاف: “كما تم إجبارنا على توزيع الجلاء المدرسي على التلاميذ يوم الانتخابات، لاستقطاب السكان ودفعهم للانتخاب.”

وتم تهديد المدرسين من قبل إدارة المدارس برفع أسمائهم لفرع حزب البعث للمحاسبة والمسائلة القانونية “إن لم نلتزم بالدوام والخروج في مسيرات مؤيدة.”

ويخرج المدرسون بشكل يومي من المدرسة للتجمع بساحة العاصي للمشاركة في المسيرات،  ويتم أخذ تفقد لهم على مدى كل ساعة لضمان بقائهم وعدم الهروب من الخيمة الانتخابية، بحسب “الخوام”.

“استنفار”

وقالت هدى الريس (46عاماً) وهي موظفة حكومية، من مدينة حماة، إنها تقدمت بطلب لإدارتها للحصول على إجازة مرضية بسبب حالتها الصحية.

ولكن المدير رفض إعطائها الإجازة وقال: “الإجازات الساعية واليومية والمرضية ممنوعة مهما كان نوعها في أسبوع الانتخابات.” بحسب “الريس”.

وأضافت: “الأمر تجاوز المنع حتى أصبح تهديداً بالأفرع الأمنية لإجبار الموظفين على المشاركة في المسيرات.”

وتساءلت في لهجة لم تخلو من السخرية: “من أين سيأتون بمنتخبين ومشاركين في المسيرات إن لم يجبروا الموظفين.”

وأشارت إلى أن أحد الموظفين قام بجمع أموال من كافة الموظفين في الدائرة أيضاً تحت التهديد وبأوامر من الجهات العليا من أجل وضع صور الرئيس لتكون تقدمة من موظفي المديرية.

ووصفت الموضوع بـ”سرقة علنية للموظفين بالرغم من أن الراتب لا يكفيهم لسد احتياجاتهم على حد تعبيرها.

وقالت: “يريدوننا أن ننتخب بشار بالإجبار والإكراه.”

من جانبه قال مهند الملقي (39عاماً ) وهو موظف في البلدية الخدمية بمدينة حماة، لنورث برس، إنه تم تخصيص كافة السيارات في المديرية لتعليق الصور واللوحات والأعلام.

وأضاف: “تم استنفار كافة الموظفين العاملين ضمن البلدية، والعمل لساعات إضافية بعد الدوام وإجبارنا على البقاء منذ الصباح للمساء وبدون أي أجور إضافية.”

وأشار إلى أن المدير قال لهم إن “هذا الأسبوع هو أسبوع استنفار لجميع عمال البلاد من أجل إبراز محبتنا وتأييدنا للأسد ومنعونا من الإجازات اليومية والساعية.”

وقال:” كل هذا العمل مجبرون عليه ولا نستطيع أن نخالف. لأن النظام وضع بيننا مخبرين من بين الموظفين من أجل نقل تحركاتنا وحديثنا للشبيحة والأفرع الأمنية.”

إعداد: علا محمد – تحرير: قيس العبد الله