القامشلي ـ نورث برس
تواصل إيران سعيها لزيادة تغلغلها وترسيخ نفوذها في سوريا، إذ افتتحت السبت الماضي، القنصلية الإيرانية العامة في مدينة حلب بمباركة من وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والسوري فيصل المقداد عن طريق الفيديو كونفرانس.
وحضر الافتتاح السفير الإيراني في دمشق، مهدي سبحاني. واعتبر وزير الخارجية السوري أن افتتاح القنصلية “يعكس رغبة البلدين في تطوير العلاقات الاقتصادية الثقافية والاجتماعية، ويعطي دفعة جديدة للعلاقات الثنائية.”
بدوره، أشاد ظريف بالتسهيلات التي قدّمتها حكومة دمشق لافتتاح القنصلية “في حلب الثقافة والتاريخ والاقتصاد.”
واعتبر أن هذه الخطوة “تمثل الرغبة في الحضور الفاعل في سوريا خلال مرحلة إعادة الإعمار.”
ونقلت تقارير صحفية عن مراقبين، أن إيران تتجه لزيادة تغلغلها في سوريا عبر استبدال أدواتها، وتعمل على تثبيت وجودها وسط البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السورية، لتضفي الطابع الرسمي على مختلف أنشطتها وتحركاتها في مناطق سيطرة حكومة دمشق.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلنت طهران, عن افتتاح مكتب للتقنيات الإيرانية في سوريا، سيكون مهمته نشر المحتوى الديني الإيراني على السوريين.
وطغى التواجد الإيراني والظهور “العسكري والأمني”، على السنوات العشر الماضية، ولا يزال.
وتواصل إيران تطويع مقاتلين من سوريا ضمن فصائل تابعة لها، متبعة سياسة ترغيبية عبر تقديم العديد من العروض لهم واستغلال الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تمر بها سوريا.
وفي الثاني عشر من هذا الشهر، أعلن وزير الخارجية الإيراني في زيارة مفاجئة لدمشق، عن أنه سيفتتح قنصلية لبلاده في مدينة حلب شمالي سوريا، وذلك بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد.
وربط ظريف بين افتتاح القنصلية ومراقبة الانتخابات الرئاسية.
ومبنى القنصلية الإيرانية يقع على أطراف حي الزبدية القريب من حي الإذاعة وجامع المشهد (النقطة) وسط المدينة، وتقع القنصلية بالقرب من مغسل سيارات مشهور في الحي.
وبدأت عمليات بنائها منذ بداية العام 2021، وهذه المنطقة كانت تحت سيطرة المعارضة السورية في الفترة بين عامي 2012 و2016.
ونقلت قناة “العربية” في تقرير لها نشرته إبان زيارة “ظريف” إلى دمشق، تحذيرات لخبير أميركي حول ما أسمته “أهدافاً خفية لإيران من عملية افتتاح قنصلية جديدة لها في سوريا.”
وقال نيكولاس هيراس كبير المحللين في معهد نيولاينز الأميركي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إن “طهران لا تخفي استراتيجيتها في تحويل سوريا إلى دولة تابعة لها لتتخذها قاعدة عمليات طويلة الأمد للحرس الثوري الإيراني استعداداً لأي حرب محتملة مع إسرائيل.”
وأضاف: “افتتاح القنصلية الإيرانية في حلب، هو جزء أساسي من جهودها الرامية إلى بناء روابط قوية مع السكان خاصة.”
ومع ذلك لا تريد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن يكون الوجود الإيراني في سوريا “عائقاً أمام هدفها في تأمين اتفاق نووي جديد مع طهران”، بحسب “هيراس”.
وأشار إلى أن فريق بايدن يهتم فقط “باستخدام الحرس الثوري لسوريا كمعبرٍ لتزويد حزب الله في لبنان بصواريخ موجهة بدقة، وليس بمهمة إيران الاجتماعية أو السياسية وتغلغلها في المجتمع السوري.”