القامشلي – نورث برس
دمر القصف الإسرائيلي في الأسبوع الماضي، العديد من الأبراج والمناطق السكنية في قطاع غزة، وكان من ضمنها مكتبة سمير منصور التي تناثرت كتبها أشلاء مبعثرة كثرت الصور عنها.
ودأبت إسرائيل خلال التاريخ على “سرقة المكتبات داخل فلسطين، ونهب المؤسسات والمكتبات خارجها.”
وعام 1982، اجتاح الجيش الإسرائيلي بيروت، وأول خطوة قام بها هي مهاجمة مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية واستولت على المكتبة وكل الوثائق والأرشيف المركزي فيه.
وذكرت صفحة مكتبة “منصور” على فيسبوك، أنه “يعود تاريخ المكتبة إلى تسعينات القرن الماضي، وقد شكلت منبراً ثقافياً، ومتنفساً علمياً طوال ثلاثة عقود في قطاع غزة”.
كما ساهمت بشكل بارز في “التعريف بالثقافة الفلسطينية، بعدما نشرت لأكثر من 150 كاتب فلسطيني، وشاركت بمؤلفاتهم في معارض عربية ودولية.”
وذكرت الصفحة: “فقدنا الذكريات والمواقف السعيدة والمؤثرة التي لم يكن يومنا يخلو منها؛ فقدنا الحكايات والقصص التي كانت تأويها الزوايا، همسات وأمنيات الأطفال الذين كانوا يأتون لزيارتنا متلهفين لحمل كل ما تقع عليه عيونهم البريئة.”
وأثناء انتفاضة الأقصى عام 2000، ومع الاجتياح الإسرائيلي للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، قام بسرقة ونهب وتدمير من جديد، ليحارب المكتبات الفلسطينية.
وتعلم إسرائيل مدى خطورة هذه المؤسسات على كيانها، حيث أقدمت حينها على “نهب” مكتبة مؤسسة الحق في رام الله، ومكتبة المجلس التشريعي، ومكتبة بلدية رام الله، ومكتبة بلدية نابلس، والعديد من المؤسسات الثقافية الأخرى.
ومع حروبها على قطاع غزة استمرت إسرائيل في حربها ضد المؤسسات الثقافية، وعلى رأسها المكتبات.
ودمر العديد من تلك المكتبات مثل: “مكتبة الجامعة الإسلامية المؤلفة من خمسة طوابق، والتي تحوي مئات الآلاف من الكتب والمراجع والمصادر، مكتبة جامعة الأزهر، مكتبة جامعة القدس المفتوحة، مكتبة دار الفتوى والتشريع، مكتبة خالد الحسن العامة بالنصيرات.”
وتحول تدمير مكتبة سمير منصور في غزة إلى قضية رأي عام ثقافي، إذ تبرع الروائي العراقي علي بدر بمكتبته الخاصة.
وقال: “بعد تهديم مكتبة سمير منصور في غزة الصامدة من قبل العدوان الإسرائيلي، أهدي مكتبتي الشخصية لها من أجل إعادتها كما كانت مكتبة عامرة بكتبها وقرائها.”
وفي حي الشيخ جراح، أنشأوا مكتبة صغيرة أطلقوا عليها اسم “مكتبة سمير منصور”، تضامناً.
واقترح علي سفر وهو شاعر وناقد سوري يقيم في فرنسا، على المشرفين على مكتبة سمير منصور، أن يعرضوا الكتب التي أصابها الضرر في مزاد في الإنترنت، بحيث يتم توثيق الكتاب وعليه آثار القصف الهمجي، كي تتوزع الكتب حول العالم مع الإشارة إلى ما جرى لها.
وذكرت بعض المعلومات أن موقع “GoFundMe” جمع مبلغ 70 ألف دولار أميركي لإعادة بناء المكتبة.