الشاحنات التركية تهيمن على النقل بريف حلب وتحرم سائقين سوريين من دخلهم

ريف حلب – نورث برس

يبحث أحمد الخالد، وهو اسم مستعار لسائق شاحنة في مدينة أعزاز بريف حلب، شمالي سوريا، عن حافلة صغيرة للعمل عليها في نقل المسافرين بين مدينتي أعزاز والباب بعد بيعه لسيارة الشحن خاصته.

وأصبح “الخالد” وآخرون من العاملين في نقل البضائع عاطلين عن العمل بعد سيطرة الشاحنات التركية على الخط التجاري بين الأراضي التركية وشمال وشرق حلب.

ومنذ الخامس من آذار/ مارس من العام الماضي،  سمحت السلطات التركية للشاحنات التركيّة بالعبور من تركيا إلى ريف حلب وإفراغ حمولتها من البضائع في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة الموالية لها.

الشاحنات السورية ممنوعة

وقال “الخالد” إن “قرار منع دخول الشاحنات السورية إلى الداخل التركي والسماح للتركية بالدخول إلى مناطقنا بمثابة المسمار الأخير في نعش المهنة التي نزاولها منذ قرابة 15 عاماً.”

وأضاف:” قبل بدء الثورة، كنت أعمل على شاحنتي في نقل الخضار والفواكه إلى دول الخليج، وكانت تدر عليه مالاً وفيراً.”

وفي المقابل كان يجلب معه التمور من دول ذاتها لبيعها في أسواق المنطقة.

وأشار إلى أنه مع بدء الحرب في سوريا، وشل حركة النقل التجاري للشاحنات، أمست أعمالهم محصورة في نقل البضائع بين مدن المنطقة فقط.”

وأجبره هذا الواقع في نهاية الأمر على بيع شاحنته والبحث عن حافلة يعمل عليها في نقل المسافرين بين مدن المنطقة لتأمين قوت عائلته.

وقال زكي حسانو (52 عاماً)، وهو اسم مستعار لتاجر يعمل في استيراد البضائع من تركيا، إن التعامل مع السائق التركي بات مفروضاً عليهم “بطريقة شبه إلزامية.”

 ويتم إدخال البضائع التركية إلى المنطقة عبر شاحنات تركية، بعد منعها دخول أي شاحنة تحمل لوحات من المناطق السورية إلى أراضيها.

وأضاف “حسانو” أنه يلجأ أحياناً إلى شراء بضائعه من ولايات تركية بعيدة كإسطنبول وعنتاب، الأمر الذي يجبره على التعامل مع السائق التركي.

استغلال سائقين للتجار

وقال شاهر حسام ( 46 عاماً)، وهو اسم مستعار لعضو في غرفة تجارة أعزاز، إن التعامل مع الشاحنات التركية بات من الحتميات، في ظل إغلاق كافة المعابر مع مناطق الحكومة.

وفضّل “تهميش عمل الشاحنات السورية على حرمان المنطقة من البضائع وفي مقدمتها المواد الأساسية والوقود، ناهيك عن تأثيرها على اقتصاد بشكل عام.”

ووصف رؤوف المصري (47 عاماً)، وهو نازح من دمشق يقيم في أعزاز، التعامل مع السائق التركي بـ”الصعب” للغاية فيما يتعلق باللغة .

وقال إن سائقي الشاحنات التركية يستغلون تلك القرارات لاستغلال التجار فيما يتعلق بأجور النقل من الولايات التركية للداخل السوري.

وإن التاجر السوري يجد نفسه مضطراً للرضوخ لعدم وجود منافس أو بديل للسائقين الأتراك في ساحة النقل من تركيا إلى شمالي سوريا.

وأضاف:” وأحتاج في عملي المستمر في استيراد البضائع من تركيا تعين مترجم لمعاونتي في التعامل مع السائقين الأتراك، كذلك لترجمة الفواتير التي يتم استلامها كونها مكتوبة باللغة التركية.”

وتعيق الشاحنات التركية في مدينة أعزاز حركة المرور أثناء تفريغها للبضائع “لكبر حجمها”، خلافاً للأوضاع في السابق حيث كان الشاحنة تفرغ حمولتها في المعبر ويتم نقل البضائع باستخدام سيارات شحن صغيرة.

إعداد: فاروق حمو – تحرير: فنصة تمو