مطالب سكان كوباني بتوزيع تغذية المدينة بالكهرباء على النهار والمساء

كوباني – نورث برس

منذ اعتماد هيئة الطاقة في إقليم الفرات نظام تقنين للكهرباء، يضطر محمد قطاش (25عاماً) وهو صاحب محل صناعة أبواب وشبابيك في مدينة كوباني، شمال شرقي سوريا لتشغيل مولدة كهرباء خاصة لاستمرار عمله.

ويقوم “قطاش” بإضافة تكاليف تشغيل المولدة على أسعار منتجاته وعمله، “وهذه تكلفة إضافية على السكان.”

وعلى خلفية انخفاض منسوب مياه نهر الفرات، خفضت هيئة الطاقة في إقليم الفرات عدد ساعات تغذية مدينة كوباني بالكهرباء من 16 ساعة في اليوم إلى ثماني ساعات فقط.

ويتم تغذية مدينة كوباني بالكهرباء من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة الرابعة صباحاً، فيما يتم تغذية ريف كوباني من الساعة السادسة مساء حتى الساعة الثانية عشر ليلاً.

ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تحبس تركيا المياه في ست سدود، أكبرها سد”أتاتورك” ثاني أكبر سد في الشرق الأوسط، مخالفة بذلك الاتفاقية الدولية.

وبحسب اتفاقية عام 1987 الموقعة بين دمشق وأنقرة والمتعلقة بنهر الفرات، تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب في الثانية أي ما يعادل 2500 برميل.

ويقتصر الوارد المائي في نهر الفرات، الآن، على أقل من 200 متر مكعب، بحسب الإدارة العامة لسدود شمال شرقي سوريا.

“لا نستفيد من الكهرباء”

ويشتكي سكان وأصحاب محلات تجارية في مدينة كوباني، من عدم توزيع ساعات تغذية المدينة بالكهرباء على فترات النهار والمساء، واعتماد تغذية المدينة بالكهرباء في ساعات المساء والليل فقط.

وقال “قطاش” إن عمله يعتمد على الكهرباء بالدرجة الأولى، ولا يستفيد من ساعات تغذية المدينة بالكهرباء ليلاً.

ورأى أنه يجب تغذية المدينة بالكهرباء في ساعات النهار بدلاً من ساعات التغذية بعد الساعة الثانية عشر ليلاً “لأن السكان يحتاجونها في النهار أكثر.”

وتتسبب قلة الوارد المائي بتأثيرات سلبية على مختلف مناحي الحياة، حيث تضررت محاصيل زراعية كانت تعتمد على مياه الفرات، إضافة إلى تقنين في الكهرباء في معظم مناطق شمال شرقي سوريا، نتيجة انخفاض مناسيب البحيرات.

كما تسبب انخفاض منسوب المياه بخروج المضخات الخاصة بالشرب عن الخدمة في معظم المناطق، إضافة لتأثيرات سلبية على تأمين مياه الشرب للسكان والثروة السمكية والزراعة والأمن الغذائي للمنطقة بشكل عام.

وطالبت إدارة السدود العامة، في أكثر من مناسبة، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، للتدخل من أجل الضغط على تركيا للعودة إلى الاتفاقيات الدولية بخصوص كميات المياه، “لأن الوضع الحالي يهدد بكارثة إنسانية وبيئية.”

وقبل يومين، قال إداري في السدود العامة في شمال شرقي سوريا، إن تدفق نهر الفرات يواصل الانخفاض إلى نسب وصلت إلى 181 متر مكعب في الثانية.

مشروع قيد الدراسة

ويشتكي جيران خليل علي (31عاماً) وهو صاحب محل بيع لحوم من الصوت “المزعج والمرتفع” لمولدته، إلا أنه  مضطر لذلك “للحفاظ على اللحوم من الفساد في ظل ارتفاع درجات الحرارة.”

ويحتاج “علي” كجميع أصحاب محلات الصناعة والمطاعم والفروج وصناعة المعجنات والحلويات للكهرباء خلال ساعات النهار، في ظل صعوبات يواجهونها في تأمين مادة المازوت لتشغيل المولدات الخاصة.

وطالب بائع اللحوم بتوزيع ساعات تغذية المدينة بالكهرباء، “لتصبح أربع ساعات في النهار وأربع ساعات في المساء.”

لكن روكن أحمد وهي الرئيسة المشاركة لمديرية الكهرباء في مقاطعة كوباني في إقليم الفرات، قالت إن سبب تغذية المدينة بالكهرباء في ساعات المساء والليل،  تأتي “لضرورات أمنية.”

وأضافت في حديث لنورث برس أن  “المدينة قريبة من الحدود مع تركيا من جهة، وخوفاً من حدوث السرقات والجرائم في ساعات الليل إذا كان هناك ظلام بالمدينة.”

وتدرس مديرية الكهرباء في المقاطعة مشروع وضع مولدات كهرباء كبيرة لتغذية المدينة بالكهرباء في ساعات النهار وفق نظام الأمبيرات، بحسب “أحمد”، دون أن تحدد موعد البدء بتنفيذه.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: عمر علوش