خبراء إيزيديون وأميركيون: التطهير العرقي للإيزيديين مستمر في مناطق سورية تحتلها تركيا
القامشلي – نورث برس
أعلن ناشطون إيزيديون وخبراء وسياسيون أميركيون، يوم أمس الأربعاء، أن التطهير العرقي للأقلية الإيزيدية مستمر في مناطق شمال شرقي وشمال غربي سوريا التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها.
وأوصوا بإجراء تحقيقات مستقلة وإعادة التفاوض مع تركيا وفق شروط جديدة وفرض عقوبات عليها من أجل الضغط على الفصائل لإيقاف انتهاكاتها.
جاءت هذه التصريحات، خلال حلقة نقاش عبر الإنترنت، بعنوان “الإيزيديون في العراق وسوريا: الإبادة الجماعية والتعافي والتحديات الجيوسياسية”، والتي عقدها مركز ويلسون الأميركي، وهو مؤسسة بحثية وسياسية عالمية غير حزبية.
وشارك في النقاش نادين ماينزا، مفوضة لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية الدولية, والمؤلفة والباحثة إيمي أوستن هولمز، ومراد إسماعيل، الرئيس المشارك لأكاديمية سنجار، وباري إبراهيم، مديرة مؤسسة “فري ايزيديس”، وجيمس جيفري، الممثل الخاص للولايات المتحدة للمشاركة في سوريا والمبعوث الخاص للتدخل العسكري الدولي في سوريا.
“تطهير عرقي تدريجي”
وعلق المشاركون على الوضع الحالي للإيزيديين في كل من العراق، ولا سيما في موطن الإيزيديين في سنجار، وفي شمالي سوريا.
وقال الرئيس المشارك لأكاديمية سنجار إن الانتهاكات المرتكبة بحق الأقلية في المناطق التي تحتلها تركيا في عفرين منذ عام 2018 وسري كانيه (رأس العين) منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019 ، تعرف على أنها “تطهير عرقي تدريجي.”
وشاركت “هولمز” مع المشاركين في حلقة النقاش نتائج بحثها في التطهير العرقي للإيزيديين.
وقالت إن مجموعات متعددة مدعومة من تركيا، بينها فيلق الشام وأحرار الشرقية والسلطان مراد وآخرون يحتلون 22 قرية إيزيدية بالقرب من عفرين.
وأضافت: “يحاولون تدمير التراث الثقافي للإيزيديين وغيرهم في سوريا، تماماً مثل داعش, حيث تم تدمير أو تدنيس أكثر من نصف الأضرحة الأيزيدية في سوريا. واختطفوا الإيزيديين وحاولوا إجبارهم على نبذ الدين واعتناق الإسلام كما فعل داعش “.
“تركيا سهّلت الاضطهاد”
وأشارت الباحثة “هولمز” إلى أنه مقارنة بالمناطق التي تحتلها تركيا، فإن الإيزيديين يتمتعون بقدر كبير من الأمان والحرية الدينية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في سوريا.
وذكرت أنه “عندما سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة من سوريا و أسسوا خلافتهم، ولم يتمكنوا من شن هجوم إبادة جماعية بالطريقة التي فعلوها في سنجار في العراق، لأن معظم المستوطنات اليزيدية كانت محمية آنذاك.”
ومثل “هولمز”، أشادت “ماينزا” أيضاً بظروف الحرية الدينية الموجودة في شمال شرقي سوريا الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ووصفتها بأنها “منطقة واعدة بشكل فريد من حيث شروط الحرية الدينية.”
وأدانت الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المدعومة من تركيا ضد الإيزيديين، والتي قد ترقى إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وقالت “ماينزا” “إن الوجود التركي في شمالي سوريا سهّل النزوح والاضطهاد المستمرين للإيزيديين في المنطقة، ما أدى إلى المزيد من الانتهاكات ضد مجتمع عانى بشكل لا يمكن تصوره على مدار العقد الماضي.”
وأضافت أن “هذه الفصائل ترتكب انتهاكات ضد الإيزيديين والأقليات الأخرى, بدعم وقيادة تركية مباشرة.”
توصيات بتحقيقات وعقوبات
وقدم المتحدثون توصيات حول كيفية إنهاء اضطهاد الإيزيديين في سوريا, حيث دعا مراد إسماعيل إلى انسحاب الجماعات المدعومة من تركيا من شمالي سوريا ، واصفاً عناصرها بـ “الإرهابيين وأحفاد داعش. “
وأضاف أنه يجب دعوة تركيا للتوقف عن دعم الجماعات التي قد تصبح “نواة للجيل القادم من الإرهاب في سوريا.
كما اقترح الرئيس المشارك لأكاديمية سنجار قيام فريق تحقيق مستقل بزيارة القرى الإيزيدية في شمالي سوريا للتحقق من تقارير التطهير العرقي، وتحديداً في القرى التي يتم فيها بناء المساجد والمستوطنات العربية الإسلامية على أراضي الإيزيديين.
وأوصت “هولمز” بإعادة التفاوض بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم تشكيله بعد الهجمات التركية على سري كانيه وتل أبيض في أكتوبر 2019، وهذه المرة بمدخلات من قوات سوريا الديمقراطية.”
ودعت لفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا من أجل الضغط عليها للسيطرة على الفصائل التي تعمل بالنيابة عنها و والتي يواصل عناصرها الإبادة الجماعية للإيزيديين.