كوباني .. مزارعون محبطون من إنتاج الموسم الزراعي

كوباني – نورث برس

يراقب المزارع قادر في كوباني، شمالي سوريا، محاولة الحصادة التقاط السنابل القصيرة وحصد أكبر قدر ممكن ضمن أرضه الزراعية، ليتعرف بعدها نسب الإنتاج، رغم حكمه المسبق أن غلة الموسم الحالي أقل بكثير من العام الفائت.

ويحصد مزارعون في ريف كوباني، منذ العاشر من هذا الشهر، ما لم يتلف من محاصيل الشعير وسط مؤشرات بإنتاج متدنٍّ لا يغطي نفقات المزارعين على الأراضي البعلية، بسبب عدم هطول أمطار كافية خلال الشتاء الفائت.

وتجاوز إنتاج مناطق شمال وشرقي سوريا من الشعير في العام الفائت 800 ألف طن، والقمح أكثر من مليون طن، لكن توقعات المزارعين ومسؤولين في الإدارة الذاتية تقول إن الموسم الحالي لن يصل نصف إنتاج العام الفائت.

وقال قادر آبو (70 عاماً)، وهو مزارع في كوباني، إنه زرع هذا العام 12 هكتاراً من الأراضي الزراعية، واضطر لبيع زروع خمسة هكتارات منها لأصحاب المواشي بسعر 200 ألف ليرة لكل هكتار لأنها “لم تكن صالحة للحصاد بسبب قصر طول النبتة.”

وأضاف أن أربعة هكتارات من أرضه أنتجت حوالي عشرة أكياس فقط (حوالي 800 كغ)، أما القطعة الثانية بمساحة ثلاثة هكتارات فلم يكن إنتاجها أفضل.

ويشير “آبو” أنه الموسم بالمحصلة كان خاسراً، لأنه تكلف شراء الأسمدة والأدوية وأجرة الجرار الزراعي وثمن بذار الشعير.

ويستذكر إنتاج العام الفائت من الأرض نفسها ، ويقول: “الموسم كان جيداً فكل هكتار أنتج 25 كيساً من الشعير، كل سنة هذه الأرض تعطيني ما بين 20 و30 كيساً لكل هكتار باستثناء هذا العام.”

ويعتبر المزارع السبعيني أن نسبة الإنتاج في هذا العام هي أقل بـ 75 بالمئة مقارنة مع العام الفائت.

وانحصر أمل المزارعون هذا العام من حصاد أرضهم، الحصول على كمية جيدة من مادة التبن- التي يعتبر سعرها جيد –  أو الحصول على بذار كافي لأرضهم لموسم العام القادم.

بدوره يقول علي شمه (50 عاماً)، وهو صاحب حصادة، إن الموسم الزراعي الحالي هو “خاسر” بالنسبة للمزارعين ولأصحاب الحصادات على حد سواء.

ويضيف أن موسم العام الفائت كان جيداً، فالهكتار كان يعطي ما بين 20 و25 كيساً، وكان أصحاب الحصادات يأخذون نسبة 15 بالمئة من الإنتاج.

لكن إنتاج الهكتار هذا العام لا يتجاوز أربعة أكياس، ما دفع أصحاب الحصادات لحصاد المحاصيل بأجر متفق عليه لأن “أخذ نسبة من المحصول لا تناسبهم”، على حد قوله.

ويرى “شمه” أن أغلب المزارعين يلجؤون لحصاد أراضيهم من أجل الحصول على مادة التبن، وغالب الظن إنتاج الشعير لن يغطي مصاريفهم.

ويشير إلى أن غالبية المزارعين لا يحصدون محصول الشعير هذا العام لأنه غير قابل للحصاد بسبب عدم هطول الأمطار، ويضطرون لبيع المحصول لأصحاب المواشي للرعي.

ويقوم أصحاب الحصادات بحصاد هكتار الشعير بمبلغ 70 ألف ليرة سورية إذا تضمن حصاد التبن، بينما يتم حصاد الهكتار بدون تبن بمبلغ 40 ألف ليرة.

ومن جهتها، قالت سوسن دابان، وهي الرئيسة المشاركة لمديرية الزراعة في مقاطعة كوباني، إن نسبة الإنتاج لموسم الشعير البعلي بريف كوباني، والذي بدأ في العاشر من شهر أيار/ مايو الجاري، لا تتجاوز 15 بالمئة من إنتاج العام الفائت.

وتبلغ مساحة الأراضي البعلية في مقاطعة كوباني 102 ألف هكتار أغلبها مزروع بالقمح، بينما تعتبر المساحات المزروعة بالشعير قليلة جداً بسبب انخفاض أسعار الشعير في العام الفائت.

وأضافت “دابان” أن أجور حصاد محصول الشعير تم إقرارها من الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بأربعة آلاف ليرة للدونم الواحد بالنسبة لمحصول الشعير البعلي بدون تبن، وستة آلاف ليرة للدونم الواحد مع التبن، أو بنسبة تتراوح بين سبعة بالمئة وثمانية بالمئة بالمئة من الإنتاج.

وتضيف دابان أنه بالنسبة لأجور حصاد محصول الشعير المروي بدون تبن وبـ /8/ آلاف للدونم الواحد و /10/ آلاف مع التبن، أو بنسبة تتراوح بين /6و7/ بالمئة من الإنتاج.

وسيتم استلام مادة الشعير من المزارعين الراغبين ببيع محصولهم للإدارة الذاتية في صوامع الجلبية، 45 كم جنوب شرق كوباني، بدءاً من الخامس والعشرين من أيار/ مايو الجاري على أن يتم تحديد سعر الشراء بقرار من هيئة الاقتصاد والزراعة في شمال وشرق سوريا.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: هوشنك حسن