في ظل الفلتان الأمني.. حوادث قتل وسرقة وخطف تتزايد في شمال غربي سوريا

إدلب – نورث برس

لا تكاد تفاصيل حادثة السرقة التي تعرضت لها سامية تناري (37 عاماً) وهو اسم مستعار لنازحة من معرة النعمان إلى مدينة سرمدا، تفارق مخيلتها، فهي لم تكن تتوقع يوماً أن تعيش تلك اللحظات.

وبهلع كبير ودون أي تفكير سوى بالبقاء على قيد الحياة، رضخت “تناري” لمطالب ثلاث نساء سطون على منزلها مطلع هذا الشهر، وأخذن كل ما تملك من مال ومصاغ تحت تهديد السلاح.

وشهدت إدلب مؤخراً ازدياد حوادث القتل والسرقة والاغتيالات في ظل حالة الفلتان الأمني التي تشهدها مناطق سيطرة حكومة “الإنقاذ” الجناح المدني لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في المنطقة.

ومعظم شبكات السرقة والخطف تنتهج أسلوب هيئة تحرير الشام في المداهمات والتجول، من حيث السيارات التي يستخدمونها أو الزي الذي يرتدونه إن كانوا نساءً أو رجالاً، ويقتادون المستهدف بحجة مراجعة المحاكم الأمنية مما يسهل عمليات الخطف، تقول “تناري”.

استغلال وطلب فدية

وتضيف لنورث برس: “تلك المجموعات تقوم بخطف النساء والأطفال بهدف الاستغلال وطلب فدية مالية أو بهدف سلب المال والمصاغ.”

الأمر ذاته حدث لأحمد المرعي (38 عاماً) وهو اسم مستعار لصائغ نازح من بلدة حاس جنوب إدلب إلى مدينة الدانا، حين اقتادته عصابة تمتهن الخطف، قالوا إنهم عناصر أمنيين لهيئة تحرير الشام، وذلك بحجة بيع “ذهب مخالف للمواصفات” ليتبين فيما بعد أنهم عصابة خطف.

وأجبر “المرعي” على دفع مبلغ “40 ألف دولار أميركي”، لقاء إطلاق سراحه، بعد تعرضه لضغوطات وتهديد بالقتل، حيث وجد نفسه أمام خيارين، إما أن يدفع أو يقتل.

ويخضع الرجل اليوم  لمحاكم “الإنقاذ” وهو مهدد بالسجن، بعد أن رُفعت بحقه عدة دعاوى من أشخاص كانوا قد أودعوا لديه مبالغ مالية بغرض التجارة، اضطر لدفعها كفدية لقاء حريته.

ولكن “المرعي” كان أفضل حالاً من الصراف خالد الصطيف، الذي قتل على يد عصابة سرقة أمام منزله وسط مدينة إدلب، بعد أن نهبت جميع ما يملك من نقود وعملات.

ووصف الحاج أحمد (62عاماً) والذي كان شاهداً على حادثة  قتل الصراف “الحياة في إدلب بأنها محكومة بقوانين الغاب حيث القوي يقتل الضعيف.”

“حاميها حراميها”

ويتهم زكور السليم (25عاماً) وهو ناشط إعلامي من مدينة إدلب، عناصر يتبعون لهيئة تحرير الشام، وفصائل معارضة بعمليات الخطف والسرقة وخاصة تلك التي تتم على الحواجز العسكرية التابعة لها في المنطقة.

وفي الواحد والعشرين من شباط / فبراير الماضي، لاقت محاولة سرقة لمحل صرافة قام بها شخصان، حالة من السخط والغليان الشعبي في مدينة كفرتخاريم شمال إدلب، خاصة بعد أن تبين أن أحد “اللصين”، تم إلقاء القبض عليه، يحمل الجنسية التركية وينتمي للهيئة.

ولم يخف مصطفى صبحي وهو اسم مستعار لأحد رؤساء المجالس المحلية بريف إدلب الشمالي، الخلل الأمني الواضح لدى الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الإنقاذ.

ويشير “الصبحي” إلى أن عصابات الخطف والقتل والسرقة يتنقلون بحرية بين قرى وبلدات إدلب، “وهو ما يفسر خطف الشخص من مدينة والعثور على جثته في منطقة أخرى.”

ومنذ بداية العام الحالي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل نحو 45 شخصاً بينهم 13 مدنياً قضوا ضحية الانفلات الأمني في مدينة إدلب والأرياف المحيطة بها.

إعداد: سمير عوض – تحرير: فنصة تمو