وحدة إطفاء في ريف السويداء.. نقص الكوادر ومستلزمات العمل مع مهام واسعة
السويداء – نورث برس
تعاني وحدة إطفاء في مدينة صلخد بريف السويداء الجنوبي الشرقي، منذ سنوات، من قلة في عدد كوادرها ونقص المستلزمات اللازمة للعمل وغياب الدعم والحوافز المالية وبدل الإطعام، في ظل المساحة الجغرافية الواسعة المطلوب تغطيتها والتي تبلغ حوالي خمسين قرية وبلدة.
وتضم الوحدة سيارة واحدة وستة عناصر، بينهم ثلاثة سائقين، ما يجبرهم على توزيع العمل على ثلاث مناوبات وفي كل منها عنصر إطفاء واحد مع سائق.
وخلال الأعوام السابقة، شهدت السويداء حرائق كبيرة أتت على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية.
وفي أيار/ مايو العام الماضي، اندلعت حرائق في عدة مناطق من السويداء، ما أدى لأضرار فادحة في المحاصيل الزراعية وتسببت بخسائر للمزارعين.
واتفق حينها معارضون سوريون مع ما ذهبت إليه حكومة دمشق على أنها مفتعلة، ولكنهم حمّلوا أطرافاً مختلفة مسؤولية الحرائق “لأهداف استراتيجية.”
وأحصت مديرية الزراعة مساحة الأراضي المتضررة من الحرائق التي اندلعت في السويداء بـ 450 دونماً، معظمها كانت مزروعة بالقمح، بحسب مزارعين في المنطقة.
وقدر عماد وهبة، وهو خبير اقتصادي ومهتم بالشأن الزراعي والبيئي في السويداء، مساحة الأراضي الزراعية المتضررة بسبب الحرائق بما يزيد عن 16 ألف هكتار من القمح والشعير والحمص والأشجار المثمرة والحراجية.
“بيضة واحدة”
وكانت حكومة دمشق قد خصصت مليارين و 370مليون ليرة لمتضرري حرائق الساحل، الأمر الذي أثار انتقادات من ناشطين بحكم أن مناطق أخرى في سوريا واجهت نوائب أقسى ولم يتم مساعدتها حكومياً.
وقال عرين شامخ (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد عناصر الوحدة، إنهم يعتمدون في ظل افتقارهم للأجهزة اللاسلكية على الهواتف الخليوية الخاصة وهو ما يكلفهم أعباء مالية إضافية، “في كل مناوبة نصرف ما لا يقل عن 500 ليرة.”
كما أنهم في بعض الأحيان لا يستطيعون التواصل مع العنصر والسائق المناوبين أثناء عدم توفر شبكة الاتصال.
وأشار “شامخ” إلى أنه مضى على عمله داخل وحدة الإطفاء أكثر من 12 عاماً ولم يتمكن من أخذ إجازة نتيجة نقص العناصر.
والعام الفائت، أخمدت الوحدة وبالتعاون مع السكان المحليين نحو 780 حريقاً في ريف السويداء الجنوبي الشرقي، بحسب أحد العناصر.
وقال زين السعدي (44 عاماً)، وهو اسم مستعار لعنصر آخر ضمن وحدة الإطفاء، إن قيمة بدل الإطعام اليومي في كل مناوبة يبلغ 300 ليرة سورية فقط “لا تشتري أكثر من بيضة واحدة.”
وتعويضات طبيعة العمل لا تتجاوز 1800 ليرة شهرياً, أما قسيمة اللباس العام الماضي فكانت عبارة عن 20 ألف ليرة سورية سنوياً، بينما يبلغ الراتب الشهري للعناصر 50 ألف ليرة شهرياً.
“آذان غير صاغية”
ولا يجد “السعدي” أي أمل في الحكومة لدعم الوحدة بالمستلزمات وزيادة عدد العناصر إلى الضعف كأقل تقدير، “معاناتنا لن تلقى أي آذان صاغية من قبل الحكومة فهي على دراية كافية بالواقع منذ سنوات.”
لكن سعيد نمور(52 عاماً)، وهو اسم مستعار لمسؤول حكومي، قال إنه تم إبلاغ وزارة الإدارة المحلية في دمشق والتي تتبع لها وحدات الإطفاء وعبر مراسلات خطية عديدة ومكالمات هاتفية وزيارات إلى مقر الوزارة بواقع الوحدة “ولكن دون أي تعاون يذكر”.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن جميع أفواج الإطفاء والوحدات التي تتبع إلى الدفاع المدني بالسويداء تعاني من المشكلة ذاتها، “وبات العديد منهم يفكر في الاستقالة والبحث عن أعمال أخرى.”