“عبارة منمقة ومضمون فارغ” شعار حملة الأسد الانتخابية

نورث برس – دمشق

رأى سكان من دمشق، الاثنين، أن شعار الحملة الانتخابية للرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية “إنشائي ولا ينسجم مع الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون في مختلف المناطق والمحافظات.”

وأمس الأحد، بدأت الحملات الانتخابية بشكل رسمي على أن تستمر إلى الرابع والعشرين من أيار/مايو الجاري.

واختار الأسد عبارة “الأمل بالعمل” كشعار لحملته الانتخابية في الانتخابات الرئاسية التي تواجه رفضاً من المجتمع الدولي.

عبارات منمقة

واعتبر هيثم العلي (46 عاماً)، وهو اسم مستعار لأستاذ جامعي مقيم في المزة بدمشق، أن شعار الأسد “لا ينسجم مع حجم المأساة التي يعيشها السوريون في مختلف المناطق السورية خاصة من الموالين لحكومة الرئيس السوري.”

وقال: “اعتاد الأسد اختيار مفردات منمقة في خطاباته الرسمية وغير الرسمية، فهذه المفردات والعبارات لا يمكن الأخذ بها في السياسة.. فمن المفترض قبل كل شيء أنه رئيس دولة ويجب أن يكون كلامه وشعاراته ضمن هذا الإطار.”

وأضاف: “بيد أن الأسد يلعب دور الشاعر المرهف حينما يتعلق الأمر بمخاطبة الفئة الموالية له التي أغلبها من الناس البسيطة والتي تقتنع بكلامه بعد أن يدغدغ مشاعرهم دون أن يقدم لهم أي انجاز ملموس.”

وستجرى الانتخابات الرئاسة السورية على مرحلتين تبدأ الأولى في العشرين من أيار/مايو الجاري للسوريين المقيمين في الخارج، فيما ستجرى للمقترعين في الداخل يوم السادس والعشرين من الشهر نفسه.

مخالفة دستورية

واختار المرشح عبد اللـه سلوم عبد اللـه عبارة “قوتنا بوحدتنا” كشعار لحملته الانتخابية، بينما جاء شعار المرشح محمود أحمد مرعي بعنوان “معاً نحو حكومة وحدة وطنية تشاركية.”

وقالت إلهام الخن (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لمحامية تقيم في حي ركن الدين بدمشق، إن الرئيس السوري بدأ حملته الانتخابية منذ مطلع شهر أيار/مايو الجاري، وهذا مخالف للدستور.

ورأت “الخن” أن شعار” الأمل بالعمل” لا يصلح للسياسيين وإنما يصلح “للجمعيات الخيرية أو للفرق التطوعية التي تقوم بنشاط معين.”

وأضافت: “من شعار الأسد نرى بوضوح أنه لا تغيير يذكر سيطرأ على الوضع المعيشي والسياسي للبلاد، لأن هكذا شعار بمثابة استمرار استغباء السوريين البسطاء دون أي رؤية واضحة تضع النقاط على الحروف.”

“والأسد وعبر إعلامه يتحدث عن انفتاح سعودي خليجي مرتقب على حكومته للإيهام بأن هناك انفراجاً سياسياً واقتصادياً ستعيشه البلاد والكثيرون من مواليه يؤمنون بذلك”، بحسب ما قالته “الخن.”

مضمون فارغ

واعتبرت خلود الطحان (29 عاماً)، وهو اسم مستعار لإعلامية مقيمة بدمشق، أن عنوان الحملة الانتخابية للأسد “فارغ المضمون ويوحي بأن المأساة القائمة في سوريا وستستمر تحت سلطة هذه العقلية التي ورثها الأسد من والده.”

ولم تخفِ “الطحان” قناعتها بأن الأسد سيفوز في هذه الانتخابات التي وصفتها “بالشكلية” في ظل عدم وجود أي بوادر تدل على نزاهة الانتخابات، حسب وصفها.

وذكرت أنه “لا شك في أن سوريا تتجه نحو مصير مجهول في ظل إصرار النظام السوري على الاستمرار بنهجه التفردي في ظل غياب معارضة حقيقية تعبّر عن تطلعات السوريين في الحرية والكرامة وحياة ديمقراطية.”

ورجحت الإعلامية السورية بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستشهد أقل إقبال شهدته الانتخابات منذ تولي الأسد الابن.

إعداد: وحيد العطار – تحرير: محمد القاضي