المياه.. مشكلة مستمرة في ريف حلب الشمالي ووعود حكومية متجددة لم تثمر

حلب – نورث برس

منذ عدة سنوات وإلى الآن، يضطر محمد سعيد البابا (35 عاماً)، وهو من سكان بلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي لشراء المياه من الصهاريج الجوالة بمبالغ يقول إنها “تثقل كاهله” في ظل تردي الوضع المعيشي.

ويبلغ سعر صهريج ماء سعة عشرين برميلاً 15 ألف ليرة سورية، حيث يحتاج “البابا” إلى أربعة صهاريج شهرياً.

وقبل 2013، كان سكان بلدات وقرى بريف حلب الشمالي يعتمدون بشكل رئيس على الآبار الارتوازية الحكومية، حيث تضم كل قرية وبلدة بئراً ارتوازياً موصولاً بخزانات رئيسة كانت تضخ المياه وعبر شبكات إلى المنازل بشكل أسبوعي.

ونتيجة المعارك التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية بين القوات الحكومية وفصائل تناوبت السيطرة عليها منذ 2012، تضررت تلك الشبكات والخزانات والآبار وخرجت أقسام كبيرة منها عن العمل في بلدات وقرى كحيان وبيانون وعندان ونبل والزهراء وغيرها.

وحالياً، يعتمد قسم من السكان على الصهاريج، فيما يلجأ آخرون لتجميع مياه الأمطار في برك وآبار صغيرة كانوا قد حفروها في منازلهم.

“مطالب متكررة”

وفي شباط / فبراير العام الفائت، سيطرت القوات الحكومية على بلدات عندان وحريتان وكفر حمرة بريف حلب الشمالي، تزامناً مع انسحاب فصائل المعارضة.

وسيطرت اللجان الشعبية في نبل والزهراء، المدعومة إيرانياً، على بلدتي حيان وبيانون وقرية تل مصيبين الواقعة على الطريق الدولي بريف حلب الشمالي الغربي.

وقال “البابا” إنه ورغم مطالبهم المتكررة لمؤسسة مياه نبل بضرورة صيانة الشبكات والخزان والبئر الذي يغذي البلدة،  “لكن دون جدوى.”

وحمّلت العائلات الجهات الحكومية المعنية مسؤولية توفير مياه الشرب وضرورة قيامها بصيانة شبكات وخزانات المياه، في ظل عدم قدرتهم على حفر آبار على نفقتهم الخاصة لارتفاع تكاليفها.

ويحتاج سامر أسمة (45عاماً)، وهو من سكان بلدة بيانون بريف حلب الشمالي، إلى 50 ألف ليرة شهرياً لتأمين مياه الشرب لعائلته.

واتهم “أسمة” أصحاب الصهاريج باستغلالهم، “يتذرعون بغلاء المازوت ويرفعون أسعار نقل المياه دون حسيب أو رقيب.”

وتحتاج شبكة المياه في بيانون لصيانة الأجزاء المتضررة فقط، حيث أن البئر الحكومي والخزان الرئيس لم يتضررا وهما قابلان للعمل وإعادة التشغيل، بحسب سكان محليين.

وفضلت العديد من العائلات في بيانون وبلدات أخرى الانتقال للسكن في المدينة، في ظل استمرار المشكلة.

وقال “أسمة” إنهم طالبوا مؤسسة مياه نبل والبلدية وحتى المحافظة بضرورة حل المشكلة في ظل تفاقم الوضع كل عام خاصة مع حلول فصل الصيف “ولكن لم تقم أي من تلك الجهات الحكومية المعنية بحلها.”

وعود حكومية

وبحسب سكان محليين، فإن المطالبات الشعبية بضرورة توفير مياه الشرب الحكومية وتخفيف الأعباء المالية لم تثمر سوى عن مزيد من الوعود التي لم تترجم بعد على أرض الواقع.

وبداية هذا الشهر، زار حسين دياب محافظ حلب مدينة نبل والتقى بفعاليات من سكان ريف حلب الشمالي، وشدد حينها على تواصله مع مؤسسة مياه الشرب بحلب وأن أعمال الصيانة وتأهيل الشبكات ستبدأ بداية شهر حزيران/ يونيو القادم.

لكن مصدراً في مؤسسة مياه نبل، قال إن “صيانة الشبكات المتضررة وتجهيزها يحتاج لمبلغ ملياري ليرة سورية في الحد الأدنى، في حين أن المؤسسة لم تحصل سوى على مليوني ليرة لإتمام وتجهيز البنية التحتية المائية في ريف حلب الشمالي.”

وأشار المصدر إلى أن “المؤسسة تحاول جاهدة صيانة الشبكات الرئيسة وتوفير المياه للمناطق ذات التجمعات السكانية الكبيرة ضمن الإمكانات المتاحة.”

إعداد: نجم الصالح – تحرير: سوزدار محمد