في ظل استمرار التهديدات التركية.. بدء الدورية الأمريكية التركية الثالثة شرقي تل أبيض
تل أبيض – محمد حبش – NPA
بدأت صباح اليوم، بقرية رفح /16/كم شرقي تل أبيض، الدورية المشتركة الثالثة بين الجيشين الأمريكي والتركي في إطار تفقد الخنادق الهجومية التي دمرتها قوات سوريا الديمقراطية قبل انسحابها ضمن المنطقة المتفق على إنشاء "آلية أمنية" فيها.
ودخلت المدرعات التركية عبر أحد منافذ الجدار الحدودي، للكشف على الخنادق الهجومية التي دمرتها قوات سوريا الديمقراطية قبل انسحابها الكامل وتسليم المنطقة لمجلس تل أبيض العسكري.
وسيبلغ مدار الدورية الثالثة المشتركة /45/ كم، يبدأ من قرية رفح وينتهي بقرية محيسنة بالقرب من سلوك شرقي تل أبيض، وتتألف الدورية المشتركة من /4/ مدرعات تركية و/4/ أمريكية، حسبما أفاده مصدر عسكري لـ"نورث برس".
كما أكد المصدر العسكري بأن المدرعات التركية ستدخل هذه المرة بعمق /6/ كم داخل الأراضي السورية بالتنسيق مع الجيش الأمريكي الذي كان قد أشرف على عمليات ردم الأنفاق والخنادق وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية.
وسُيِّرت في الـ24 من أيلول/سبتمبر الماضي، الدورية الأمريكية التركية المشتركة الثانية، والتي كانت مؤلفة من /4/ مدرعات تركية و/13/ أمريكية، قامت بالكشف على مسار طوله /30/ كم وعمقه /9/ كم ممتد على قرى لخويتلة وتل النفرق وقلاج وعمر حالول وجنداوي.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية انسحبت في وقتٍ سابقٍ على شكل مجموعاتٍ، من المنطقة الممتدة بين تل أبيض/كري سبي ورأس العين/سري كانيه، وسلّمت نقاطها العسكرية لقوات مجلسي تل أبيض ورأس العين العسكريين، اللذين قاما بدورهما بردم الخنادق الهجومية بالتنسيق مع التحالف الدولي.
واشتركت القوات الأمريكية مع القوات التركية في الثامن من أيلول / سبتمبر الماضي، بأول دورية على الحدود السورية التركية تطبيقاً لاتفاق "الآلية الأمنية"، حيث كشفت المدرعات التركية على قرى الحشيشة وغويلان ومشرفة العباد والرواية والمستريحة.
وكانت الدورية الأولى قد دخلت الأراضي السورية بعمق /6/ كم، مؤلفة من ست مدرعات تركية وأربع مدرعات أمريكية، وكاسحتي ألغام للجيش الأمريكي، كشفت حينها على النقاط التي انسحبت منها قوات سوريا الديمقراطية وردمت فيها خنادقها ونقاطها الهجومية.
واجتمع في الخامس عشر من الشهر الماضي، العميد تورنر نائب قائد القوات الخاصة بعملية "العزم الصلب" التي يخوضها التحالف الدولي، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مع إدارة مجلسي تل أبيض المدني والعسكري لتقييم الدوريات البرية المشتركة بينهم وبين المجلس العسكري من جهة، والدورية المشتركة الأولى مع الجيش التركي من جهة أخرى.
فيما كانت قيادة مجلس تل أبيض العسكري قد صرحت في أوقاتٍ سابقةٍ لـ"نورث برس" بأنّ الدوريات المشتركة ستكون بالتنسيق مع قواتهم، التي انتشرت في المنطقة تماشياً مع اتفاق "الآلية الأمنية"، مؤكدين بنفس الحين بأنهم شكلوا قوى لأمن الحدود، كما شددوا على التزامهم الكامل ببنود اتفاقية "المنطقة الآمنة".
وكان وزير الدفاع التركي صرح بأن قوات بلاده ستبدأ بتسيير دوريات مشتركة مع الجيش الأمريكي في المنطقة المتفق على إقامة "المنطقة الآمنة" فيها في الثامن من أيلول/سبتمبر الماضي.
كذلك كانت اتفقت الولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية على "منطقة آمنة" سيتم إخراج وحدات حماية الشعب منها، وفقاً لتصريحاتٍ أدلى بها جيمس جيفري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا، منتصف الشهر الماضي.
وانسحبت المجموعة الأولى من قوات وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية بشكل رسمي مع أسلحتها الثقيلة من النقاط الحدودية مع تركيا غربي سري كانيه/رأس العين في الـ 24 من شهر آب/أغسطس، لتحل قوات مجلس سري كانيه العسكري مكانها، تنفيذاً لاتفاقية "الآلية الأمنية".
وتم البدء بردم الخنادق في اليوم ذاته من قبل قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية غربي رأس العين.
فيما تستمر الرئاسة التركية بتهديداتها ببدء عملية عسكرية في شرق الفرات في حال "مماطلة" واشنطن في تنفيذ اتفاق "المنطقة الآمنة".