نقص الأكسجين يهدد حياة مصابي كورونا بريف دير الزور

دير الزور – نورث برس

خرج شهاب العساف )29 عام(، مع أشقائه الخمسة في مهمة البحث عن أسطوانة أوكسجين لوالدته المصابة بفيروس كوفيد 19، في مشفى الكيصوم في مدينة هجين شرقي دير الزور.

ما بين الخوف على صحة والدته وشح الأوكسجين في المنطقة، تشتت انتباه العساف الذي سيظل طوال شهر يدأب كأمثاله من سكان ريف الشرقي لدير الزور في البحث وتحمل معاناة نقص الاوكسجين في المنطقة لتوظيفه في مجابهة ضيق تنفس مصابي  كورونا وغيرها.

ويهدد نقص الأكسجين في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، بزيادة معاناة المصابين بفيروس كورونا والامراض المزمنة الأخرى، التي أدت الى بعض الوفيات في مشافِ الريف.

وأصبح توفر أسطوانات الأوكسجين لجميع مرضى كوفيد ١٩، شحة ونادرة بريف دير الزور الشرقي لكثرة استهلاكها الطبي، خاصة بعد تفشي الموجة الثالثة للفيروس.

وحذرت منظمة طبية عاملة في ريف دير الزور، بداية الشهر الجاري، من اتساع انتشار الإصابة بجائحة “كوفيد 19” بسبب النقص الحاد في أسطوانات الأكسجين، إضافة إلى نقص المستلزمات الطبية والمعدات الوقائية ما ينذر بفقدان السيطرة على احتواء الوباء.

وفي التاسع عشر أبريل/نيسان، الفائت، وجه فريق “الفرات” الطبي ومشافٍ عدة بريف دير الزور الشرقي، نداء استغاثة بعد نقص في مادة الأكسجين الذي تسبب بتدهور حالة بعض المصابين بكوفيد 19، وحدوث مضاعفات خطيرة مثل فقدان الوعي والشلل.

وقال العساف لنورث برس، إنه كان يجب عليه تأمين قنينة اوكسجين إضافية خوفاً على حالة امه الخطرة مهما بلغ ثمنها، “في اغلب الأحيان كنت اعتمد على الأصدقاء الصيدليين في تأمينها”.

وأضاف العساف، أنه لم يتوفر الأوكسجين في مشفى الذي تمكث فيه والدتي وحاجتها الماسة للأوكسجين الذي كان لا بد من تأمينه، بعد تشخيص الطبيب لحالتها، التي وصفها بالخطرة.

وأشار العساف، إلى أنه نقل والدته للمنزل لعدم توفر الاوكسجين في المشفى ولوضعها في الحجر بعد أن علم أنه سيقتصر معالجتها على استنشاق الاوكسجين  ولا توجد ادوية او لقاح للفيروس.

وطالب العساف، المنظمات المعنية والإدارة الذاتية بدعم كل ما يلزم من مشاريع خاصة بتوفير مستلزمات طبية، مشيراً إلى أن ريف دير الزور الشرقي يشهد واقعاً صحياً مزرياً من حيث عدم توفر إمكانيات تحصر تفشي فيروس كورونا المستجد.

والثلاثاء الماضي، أعلن معمل لصناعة الاوكسجين الاصطناعي عن إعادة افتتاح المعمل في بلدة الكشكية، شرقي دير الزور، شرق سوريا، وهو الأول من نوعه في المنطقة، بهدف تأمين الأكسجين اللازم لعلاج المصابين بفيروس كورونا.

وقال حمد العلاوي، وهو صاحب المعمل يوفر المختبر الأكسجين بدرجة عالية من النقاء، وهو مناسب للاستخدام في المستشفيات والعمليات الجراحية والحاضنات، إلا أنه بحاجة للدعم.

وتأسس المعمل في الرابع والعشرين من أيار/مايو 2020، وتم تشغيله قرابة عشرين يوماً، العام الماضي، ثم توقف عن العمل لقلة خبرة عامليها في تشغيل بعض آليات المعمل، وعدم توفر قطع غيار بديلة عن التالفة في المنطقة، بحسب العلاوي.

وأشار العلاوي، إلى أن من أكبر التحديات التي تواجهه لاستمرار الانتاج، هو تأمين أجزاء من القطع التالفة مثل الرنغ، وضاغط الأكسجين، ومحروقات مدعومة ذات جودة جيدة.

وأضاف العلاوي، أن لقد تواصلنا مع بعض الشركات في الصين وتركيا، لكنهم رفضوا البيع إلا بعد الحصول على سجل تجاري معترف به دولياً وحساب بنكي، ونحن لا نستطيع تحقيق تلك الشروط.

وأضاف العلاوي، أنهم طلبوا من الإدارة الذاتية ومجلس دير الزور المدني توفير مادة مازوت الديزل اللازمة لعمل المولدات، بالإضافة إلى رخصة الكهرباء، وهذه الطلبات لم تتم الموافقة عليها حتى الآن.

ويعمل “مصنع الأوكسجين بأقل من نصف طاقته الإنتاجية، ويجب على المنظمات الإنسانية والطبية في المنطقة بتقديم المساعدة لمثل هذه المشاريع”، بحسب العلاوي.

وبحسب مصادر محلية، فإن هذا المصنع غير قادر على تلبية متطلبات المنطقة من اسطوانات الأكسجين، بسبب “العمل الروتيني ووقت الانتظار الطويل الذي يتطلب الحصول على أسطوانة أكسجين.

وفي تصريح سابق من لجنة الاقتصاد لنورث برس في الريف الشرقي لدير الزور أن بعض مؤسسات الإدارة المدنية في دير الزور ما تزال الآن في طور التشكيل لكنها تفتح أبوابها أمام أي مستثمر وتقدم له جميع وسائل المساعدة.

وفي وقت سابق، دعت الإدارة الذاتية، الجهات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، إلى توفير لقاح كورونا للمنطقة الشمالية الشرقية لسوريا في أسرع وقت ممكن، بسبب تزايد عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس في المنطقة رغم إعلانها إغلاق كامل وجزئي في كافة مناطقها.

إعداد أنور الميدان – تحرير: عمر علوش