غلاء الاسعار يقلص بهجة العيد في ريف الحسكة

تل تمر – نورث برس

قبل يوم من عيد الفطر، قصد صلاح خليل سوق بلدة تل تمر، شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، لشراء مستلزمات العيد لعائلته، ليعود دون شراءه الكمية المطلوبة بسبب غلاء أسعار المواد هذا العام.

ورغم الحركة الكثيفة التي شهدتها الاسواق، إلا أن أسعار البضائع شهدت ارتفاعاً مع حلول العيد بنسب ملحوظة، مما زاد حملاً ثقيلاً على كاهل سكان البلدة الواقعة على خط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها.

ويقول ‘‘خليل’’ /45/ سنة لـنورث برس، أثناء شراء حلويات العيد في سوق البلدة، ‘‘الغلاء يوجد في جميع مستلزمات العيد لقد قمت بشراء الالبسة والاحذية لأطفالي بمبلغ فاق 100 ألف ليرة سورية’’.

ويعمل ‘‘خليل’’ في أحد مؤسسات الإدارة الذاتية بالبلدة، وهو أب لسبعة أطفال، واعتبر شراء ما يمكن شراءه عملية اضطرارية “لإدخال البهجة لقلوب أطفاله رغم الغلاء في أسعار مستلزمات العيد.”

وأضاف ‘‘الوضع المعيشي لم يسمح لنا بشراء الكمية المراد شراءها، لذا اكتفينا بالأساسيات دون الكماليات، نتمنى من أصحاب المحلات التجارية أن يراعوا الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة’’.

ويحل عيد الفطر هذا العام، في وقت تشهد الليرة السورية هبوطاً كبيرة في قيمتها أمام الدولار الأميركي، ما يجعل الكثير من التجار يبررون رفع الأسعار، ويربطون ذلك بتراجع سعر صرف العملة أمام الدولار.

ضعف القدرة الشرائية للسكان لشراء مستلزمات العيد، يأتي بعد انهيار الموسم الزراعي الذي يعتمد عليه 70 % من سكان المنطقة بسبب شح الهطولات المطرية هذا العام، ما سبب ضائقة اقتصادية لشريحة كبيرة من السكان.

ويقول خلف النهر /62/ سنة الذي قصد سوق البلدة قاطعاً مسافة نحو /20/ كم من قريته في جبل كزوان (جبل عبدالعزيز) جنوب الحسكة، لشراء مستلزمات العيد، إلا أنه تفاجأ بالغلاء الكبير بأسعار السلع.

ويقول ‘‘النهر’’ الذي يعمل كمزارع وراعي ماشية، بأن ‘‘الاسعار هذه السنة غالية جداً بسبب الدولار، وكما نلاحظ هناك حركة في الاسواق لكن الاقبال قليل’’.

وأضاف ‘‘فأنا أعمل كمزارع وراعي أغنام، لكن بسب شح الامطار ليس هناك مردود من الموسم الزراعي والاغنام لم تعد تباع فهذا ما يؤثر كثيراً علينا للشراء’’.

ويشير الرجل الستيني بأنه كان يمني النفس بشراء مستلزمات إضافية للعيد مثل اللحوم والحلويات كضيافة للعيد لكن لضيق الحال لم يستطع ما كان يخطط له.

ورغم تحذيرات هيئة الصحة بضرورة التقيد بإجراءات الوقاية لمنع تفشي وباء كورونا، شهدت أسواق البلدة حركة كثيفة دون مراعاة التدابير الاحترازية للوقاية من الفيروس.

كما شددت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) من إجراءاتها ضمن البلدة مع حلول عيد الفطر، حيث أغلقت الطرق المؤدية إلى الاسواق التي تشهدها ازدحام كثيف كما منعت التجوال بالدراجات النارية لحين انتهاء فترة العيد.

وفي ظل ضعف القدرة الشرائية وغلاء الاسعار، يطالب السكان بتشديد الرقابة على المحلات التجارية ليتماشى دخلهم مع أسعار السلع وسط انتقادهم لتباين الاسعار من محل لأخر.

وعلى غرار سابقيه، يترجل الشاب محمود العلي من قرية الكوزلية بريف تل تمر، وسط السوق الرئيسي بالبلدة، استعداداً للعودة إلى المنزل وهو فارغ اليدين دون استطاعته شراء ملابس للعيد بسبب الغلاء وضعف قدرته الشرائية.

ويقول الشاب العشريني لـنورث برس، ‘‘ جئت إلى السوق لشراء لباس للعيد، لكن بسبب الغلاء لم أشتري شيء، حق البنطلون والقميص 50 ألف ليرة، فالأسعار خيالية بصراحة’’.

ويشير ‘‘العلي’’ والذي يعمل كفلاح بأنه عاطل عن العمل بسبب انهيار الموسم الزراعي بالمنطقة، بأنه لا رقابة على المحلات نتيجة تباين الاسعار من محل لأخر.

وأضاف ‘‘المواد الغذائية والحلويات تشهد غلاء كبير ولا يوجد رقابة، هناك فارق بالأسعار من محل لأخر، نطالب بتشديد الرقابة على المحلات التجارية لنتمكن من الشراء’’.

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: هوشنك حسن