“حسرة العودة” أبرز سمات العيد لدى نازحي سري كانيه

الحسكة – نورث برس

تستذكر فاطمة تحضيرات العيد في مدينتها قبيل النزوح، وكيف كانت التحضيرات تطول لأيام، لكن الحزن وحسرة العودة باتت أبرز سمات عيد هذا العام.

ونزحت فاطمة شاهين (34 عاماً)، مع أطفالها الأربعة التي تتكفل بتربيتهم بعد وفاة زوجها، من مدينة سري كانيه لتسكن في غرفة بإحدى مدارس حي العمران بالحسكة، ابان الغزو التركي بمساندة فصائل من المعارضة السورية الموالية لها.

وتخضع مدينة سري كانيه لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها، منذ أواخر عام 2019، في غزو تسبب بنزوح 300 ألف شخص، وفق تقارير حقوقية.

وقالت شاهين وهي تحتضن طفلها الأصغر لـ “نورث برس” : “كنا نعيش بأمان في مدينتنا رغم ان زوجي كان متوفي لكن كنا نسكن في منزلنا وكل مستلزماتنا كانت متوفرة.”

وأضافت: “كنا نقوم بالتسوق قبيل تهجيرنا ونقوم بشراء الحلويات والسكاكر واللباس لأطفالنا، اما الان فبات من الحسرة علينا هذه التقاليد القديمة سواء بشراء اللباس لأطفالنا أو شراء الحلويات والسكاكر قبيل العيد.”

وأمس الثلاثاء، أعلنت الحكومة السورية أن الخميس هو اول أيام عيد الفطر في سوريا.

ولفتت إلى أن العيد كان مصدر فرح لهم في السابق، لكنه تحول لـ “مصدر للحزن والحسرة وعدم قدرتنا على إسعاد اطفالنا باللباس والسكاكر، ونجلس في غرفة واحدة هي منزلنا حالياً.”

وأشارت إلى أن اطفالها باتوا يعيشون أوضاع نفسية صعبة في ظل غياب مظاهر العيد والاحتفال، ومشاهدة بقية الاطفال مرتدين افضل اللباس ومحتفلين بالعيد.

ووصفت النازحة الدعم المقدم لهم بالقليل، بالإضافة لغلاء اسعار مختلف المواد ما زاد من معاناتهم: همي الوحيد ان اوفر الغذاء والشراب لأطفالي.

وتتذكر والدة اليتامى ايامهم في سري كانيه قبيل العيد وتقول: “كنا نقوم بشراء المستلزمات الضرورية لاستقبال العيد من سجاد وغيرها من المتطلبات لاستقبال الضيوف، إلى جانب شراء الحلويات والسكاكر واللباس لأطفالنا.”

وختمت شاهين كلامها بالقول: “كنا نقوم باقتناء وشراء كل جميل يليق بالعيد، الان نحن عاجزون عن جلب أي شيء.”

من جانبها قالت هالة السلوم (46 عاماً)، إن تحضيرات العيد كانت تبدأ قبل حلوله بعشرة أيام، بشراء مختلف الحاجيات.

وأضافت لـ “نورث برس”: “كنا نقوم بصنع الحلويات في المنزل وشراء اللباس للأطفال، اما الان فما عادت لدينا القدرة على الشراء.”

ولفتت الى ان اطفالها يشاهدون اطفال الجيران في الحي وهم بأفضل اللباس: “يبكون ويطلبون مني شراء الملابس لهم ايضاً.”

ورغم قدوم عيد الفطر تقول النازحة “ليس هناك أي اجواء للعيد بين النازحين القاطنين بالمدرسة، ونقوم بمسايرة اطفالنا بالكلام الجميل، ليس لدينا القدرة على شراء مستلزمات العيد لهم.”

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: هوشنك حسن