“تُباع بالقطعة”.. حلويات العيد في دمشق لمن استطاع إليها سبيلاً
دمشق – نورث برس
أصبح من الصعوبة بمكان على رجلٍ مثل “أبو سعيد”، وهو دمشقي في العقد الرابع من العمر، أن يشتري حلوى العيد لارتفاع أسعارها.
ويقضي الرجل معظم وقته في العمل الليلي كموظف في بلدية المزة في العاصمة دمشق.
ومع اقتراب العيد، تشهد أسعار الحلويات في دمشق ارتفاعاً خيالياً، مقابل تراجع القدرة الشرائية لأغلب السكان، إذ بات أكثر من 90% منهم يعيش تحت خط الفقر، بحسب تقديرات أممية، جراء تراجع دخلهم الشهري، وفقاً لتقلبات سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي.
في حديثه لنورث برس، يقول الموظف في البلدية إن دوامه المسائي في تنظيف شوارع المزة وساحاتها، يبقيه عودته إلى منزله حتى ساعاتٍ متأخرة.
وكان شهر رمضان قاسياً على “أبو سعيد” وعائلته؛ بسبب افتقاره لمختلف صنوف الغذاء الأساسية، وانعدام تواجد الحلوى على مائدته الرمضانية.
غلاء كبير
في سوق حي الميدان الدمشقي “الجزماتية”، تنتشر محال الحلويات بكثرة، وبمختلف صنوفها في مشهد يعطي ذاك السوق طابعه الخاص، خصوصاً في شهر رمضان.
وتتزايد أسعار الحلويات والمعجنات والسكاكر بشكل كبير يفوق قدرة السوريين على شرائها، ومع اقتراب العيد واضطرارهم لشرائها يلجأ غالبية السكان إلى الأسواق الشعبية الرخيصة.
وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الحلويات ذات الصنف الممتاز 85 ألف ليرة، والنوع الأول بين 50 و60 ألف ليرة، فيما يبلغ ثمن النوع العادي (الشعبي) حوالي 25 ألف ليرة سورية.
ويقول محمد عبدالله (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لمدرس في حي ركن الدين ولديه ثلاثة أولاد، إنه لم يكن يتوقع أن تصل الأسعار إلى هذا الحد “إنها صدمة كبيرة، لا أستطيع الشراء.”
وأضاف: “يبلغ راتبي من التدريس حوالي 60 ألفاً، وأقوم بإعطاء بعض الدورات، ومع ذلك لا يمكنني الحصول على الأنواع العادية، لارتفاع أسعارها.”
وذكر “عبدالله” أنه “ليس من الضروري أن نأكل حلوى من السوق، نستطيع أن نعمل معمول العيد بالبيت.”
ورغم كثرة المارة في السوق، إلا أن حركة الشراء ضعيفة، وتقتصر على مشاهدة الحلويات وأسعارها دون القدرة على شرائها.
شراء بالقطعة
ويذهب غالبية السوريين، هذه الأيام، لشراء الحلويات بالقطعة، والتي يتراوح سعرها بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ليرة.
وقالت هبه عجلوني، وهي أم لثلاثة أطفال، لنورث برس، بتحسر: “أشتري لأولادي حلويات بالقطعة، أو أذهب لشراء أرخص الأنواع من الأسواق الشعبية الرخيصة وقليلة الجودة.”
وهذا العام، غابت أصنافٌ من الأطعمة والمشروبات عن موائد الإفطار والسحور في رمضان، كان السكان قد اعتادوا عليها في الأعوام الماضية.
وأضافت “عجلوني”: “المهم ألا أحرم أولادي من الحلويات، حتى لو كانت بالقطعة، أو ذات جودة سيئة.”
بالمقابل هناك أناس يفتقدون حتى قدرة الشراء بالقطعة، بحسب ما قالته “عجلوني.”
ويعزو أحد الباعة، طلب عدم نشر اسمه، ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات انتاج الحلويات جراء تقلبات سعر صرف الليرة السورية.
وأضاف أن “مواد تصنيع الحلويات كالغاز الصناعي مرتفعة وتبلغ 50 ألف ليرة للأسطوانة، إضافة للزيوت والسمن الحيواني، وليس انتهاء بالجوز واللوز والفستق والتمر والسكر وغيرها من المواد الأولية المرتفعة السعر.”