صحيفة بريطانية: يجب أن يواجه مقاتلو تنظيم “الدولة” الأجانب في سوريا محكمة جرائم الحرب
NPA
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير نشرته اليوم أنّ معتقلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المحتجزين في سجون ومخيمات مكتظة في شمال شرقي سوريا يجب أن يحاكموا.
وأضافت الصحيفة مستندة إلى حديث مسؤولين محليين أنّ من ضمن معتقلي التنظيم "حوالي 60 بريطانياً يجب محاكمتهم كجزءٍ من جهدٍ دولي لنزع فتيل التطرف في المنطقة".
ونقلت قول سياسيين من المنطقة حول الحاجة إلى "مساعدة غربية للتعامل مع السجناء محلياً ، بما في ذلك إنشاء محكمة معترفٍ بها لجرائم الحرب" وذلك وسط مخاوف إعادة بناء التنظيم لنفسه.
وتستند الصحيفة إلى صور ومشاهد مرئية نشرتها صحيفة "ذه تايمز" البريطانية بشكل حصري في 30 أيلول/ سبتمبر من العام الحالي, والتي تظهر الظروف غير الصحية في السجون المكتظة ومحاولات سجناء تنظيم "الدولة الإسلامية" في التمرد على حرس السجن ومهاجمتهم.
وتختلف تقديرات عدد مقاتلي التنظيم المحتجزين. وقدرت الإدارة الرقم بـ /6,000 /شخص ، من بينهم /1,000/ أجنبي ، لكن آخرين يقولون إنّ العدد الحقيقي هو ضعف ذلك. وقد ظل بعضهم رهن الاحتجاز لمدة عامين أو أكثر دون محاكمةٍ.
وتستوعب مخيمات اللاجئين أكثر من /100,000/ شخص ، معظمهم من النساء والأطفال ، وأكبرها مخيم الهول في الحسكة والذي يضم أكثر من /70,000/ شخص.
وتقدر المصادر البريطانية أنّ ما يزيد عن /60/ بريطانياً بالغاً من الرجال والنساء محتجزون أو يعيشون في معسكراتٍ في شمال شرقي سوريا. ولم تبذل المملكة المتحدة سوى القليل من الجهد لإعادتهم إلى أوطانهم.
وفي قضيتين بارزتين ، جرّدت المملكة المتحدة الجنسية من شيماء بيجوم وجاك ليتس. وقد يتم تسليم اثنين آخرين ألكسنده كوتي والشافي الشيخ متهمين بقتل الرهائن الغربيين إلى الولايات المتحدة, حسب تقريرٍ لصحيفة "الغارديان" تم نشره في 31 آب/أغسطس.
وقال اثنان من النواب البريطانيين الذين ذهبوا في مهمةٍ لتقصي الحقائق في شمال شرقي سوريا الشهر الماضي، بما في ذلك زيارة إلى مخيم للاجئين، إنّ المملكة المتحدة "تدين لأولئك الذين قاتلوا داعش على الأرض" وقالوا إن الوضع في السجون والمخيمات كان حرجاً.
وقال لويد راسل – مويل ، النائب من الحزب العمالي الذي يرأس المجموعة البرلمانية في شمال شرقي سوريا، إنّ السلطات المحلية بحاجة إلى مساعدة غربية: "إن القنبلة الموقوتة لمقاتلي داعش والأُسر المتطرفة تتجاوز قدرة شمال شرق سوريا على معالجتها. الفشل في إعطاء الأولوية لهذا سيكون إهمالاً أمنياً دولياً من الدرجة الأولى ".
وانتقد النواب أيضا المملكة المتحدة لعدم الاعتراف بشمال شرقي سوريا سياسياً، حيث رفض الوزراء مقابلة مسؤولي الإدارة عندما زاروا لندن في وقتٍ سابقٍ من هذا العام.
وقال النائب المحافظ ووزير السجون السابق كريسبين بلانت, وهو عضو آخر في الوفد: "حتى الآن كان التهرب من مسؤولية أمتنا مخزٍ بالكامل". داعياً رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى "عكس هذا الموقف".
وتستمر مظاهر العنف من قبل نساء مقاتلي التنظيم الأجانب واللاتي يسمين "المهاجرات", داخل مخيم الهول, كان آخرها أوّل أمس الاثنين, 30 أيلول/سبتمبر حيث اشتبكت النساء في قطاع "المهاجرات" بالمخيم مع عناصر من قوى الأمن, ما اسفر عن مقتل امرأة وإصابة /6/ أخريات.
وفقد تنظيم "الدولة" آخر معاقله الباغوز في آذار / مارس 2019 ، بعد حرب دامت خمس سنواتٍ, تم خلالها تحرير جزءٍ كبير من الجغرافية السورية من عناصر التنظيم من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي ضدّ داعش.