واشنطن – هديل عويس ـ NPA
للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، سمحت تركيا لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، بالتواصل مع محاميه وتوجيه مؤيديه عبر رسالة أوصلها محامو أوجلان في مؤتمر صحفي، دعا فيها الكرد إلى مفاوضات “ديمقراطية” مع تركيا واستخدام القوة الناعمة بدلاً من العنف.
وأثارت رسالة الزعيم الكردي منذ ثماني سنوات، تساؤلات المحللين والمراقبين للوضع في سوريا، إذ رأى البعض أنها جاءت بدفع أمريكي لتركيا لتقوم بخطوة على طريق التوصل لتسوية لا تجعل الولايات المتحدة خاسرة في سوريا وترضي الجانب التركي على حد سواء.
من جانب آخر، يرى المراقبون للمشهد الداخلي التركي، مأزقاً شعبياً يواجه الرئيس أردوغان بعد خسارته أهم المدن التركية في انتخابات البلدية، وإعادة الانتخابات في إسطنبول، الأمر الذي يكلف الحكومة التركية سيلاً من الانتقادات.
وبهذا الخصوص يقول الباحث جورجيو كافييرو، المختص بالشأن التركي في حوار مع “نورث برس”، إنه دون أدنى شك يحتاج أردوغان في المرحلة الحالية أكراد تركيا، وهم جزء لا يتجزأ من المشهد الانتخابي والسياسي، وخاصة في ظل الدعوة لإعادة إجراء انتخابات اسطنبول.”
كما رجح موقع الـ “مونيتور” المراقب لشؤون الشرق الأوسط، أن يكون الأمر “متعلق بالتعقيدات في الداخل التركي، والتأثير الكردي على المشهد السياسي مثل إضراب آلاف السجناء الأكراد عن الطعام بسبب العزلة على أوجلان، الأمر الذي أيضاً يخسر أردوغان المزيد من الأسهم الانتخابية”.
ورجّح موقع مونيتور، وجود ما يزيد عن /3000/ سجين في /92/ سجن تركي، مضربون عن الطعام للمطالبة برفع العزلة عن اوجلان، مات منهم تسعة في شهر آذار/ مارس الماضي.
وكتب الـ “مونيتور” أن هذا التأثير العريض لشخص أوجلان في صفوف الأكراد، يدفع الحكومة التركية إلى القيام بهذا التحرّك في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يكون أردوغان قد فكر بتغيير التحالفات الانتخابية التي يعتمد عليها مستفيداً في المرحلة المقبلة من تقارب مع الأكراد.
وكان إبراهيم يلمز من بين المحامين الأربعة الذين تقدموا بطلب لزيارة أوجلان ، لكنهم لم يصلوا إلى الجزيرة، حيث قال: “نعتقد أن الحكومة قد منحتنا أخيرًا إمكانية الوصول إلى المتهم الذي ندافع عنه بعد رفض طلبنا لـ/810/ مرات.
وأضاف يلمز أنه من السابق لأوانه الاستنتاج إذا ما كانت الحكومة التركية تنوي التوقف عن حملة القمع القاسية لحريات الحركات السياسية الكردية، مشيراً إلى أن المضربين في السجون سيستمرون بإضرابهم إذا ما كانت الزيارة لمرة واحدة فقط.
ويشير الباحث كافييرو، إلى أن “إنهاء هذه العزلة لا ينفصل عن المشهد السوري وتعقيداته والطريق إلى معركة إدلب، ودفع واشنطن للتوصل إلى تسوية ما بين الـ’YPG’ (وحدات حماية الشعب) الذين أثبتوا بأنهم مجموعة جادة بقتالها لتنظيم الدولة الإسلامية، وتركيا الشريك في تحالف الناتو، بالشكل الذي لا يؤثر على مصالح أمريكا في سوريا.”
ويرى كافييرو أن الفصائل في إدلب هي أحد الخاسرين من المشهد العام والتحالفات المستجدة في الشمال السوري، فروسيا وفي ظل تقارب كبير مع تركيا ومع رفضها لطبيعة الفصائل الموجودة في إدلب، تسعى للتقريب ما بين نظام الأسد وأنقرة بعد أن حصرت المعارضة في إدلب حيث تشن الهجمات لسحقها تباعاً.