العمليات العسكرية وقلة العمل تدفع سكاناً في مناطق الحكومة للنزوح إلى شرق الفرات
دير الزور – نورث برس
يشكو “عثمان عبد الوهاب”، وهو من سكان مدينة البوكمال بريف دير الزور، شرقي سوريا، من قلة فرص العمل في مناطق سيطرة الحكومة السورية، ما دفع اثنين من أبنائه للنزوح إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
وتشهد الأجزاء الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور وأريافها بشكل عام حركة نزوح يومية للسكان نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الضفة الأخرى من نهر الفرات.
وقال “عبد الوهاب”، لنورث برس، إن أبناءه الاثنين نزحا منذ أسبوعين من مدينتهما نحو أبناء عمومتهم في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية بغية العمل.
وأضاف أن ولديه يعملان في مستودع للأدوات المنزلية هناك، “لمساعدتنا في العيش وتأسيس حياتهما التي يرونها مدمرة في البوكمال لعدم توفر فرص العمل.”
ويقصد النازحون المعابر النهرية المنتشرة على نهر الفرات في المرتبة الأولى والمعابر البرية الرسمية التي تربط مناطق سيطرة القوات الحكومية بمناطق سيطرة قوات قسد في المرتبة الثانية.
طلباً للمعيشة
ويعود السبب الرئيس لنزوح سكان من مدينتهم وقراهم وبلداتهم نتيجة تردي الوضع المعيشي وغلاء المواد في مناطق الحكومة، بحسب سكان.
وقال “عبدالخالق الحسن”، وهو من سكان مدينة البوكمال، إن شقيقه زار مدينة الرقة منذ أيام بعد تنسيق مع أقاربهم هناك لإنشاء كفالة لتسهيل دخوله مدينة الرقة بشكل شرعي بهدف إقامة طويلة الأمد هناك.
وأضاف أن أخاه الأصغر اضطر للنزوح نحو مدينة الرقة بهدف العمل بالمرتبة الأولى، “فهو يمتهن نجارة البناء ولا توجد أعمال عمران في البوكمال وريف دير الزور الشرقي.”
وقال “العبد”، لنورث برس، إن غلاء المحروقات وفقدان بعض المواد الغذائية الأساسية يدفع المزيد من السكان بمدينة دير الزور وريفها للهجرة منها نحو باقي المناطق.
ويرى جاسم العبد، وهو تاجر مواد غذائية من مدينة البوكمال، أن معظم أسباب النزوح والهجرة تتمحور حول تردي الوضع المعيشي والخدمي في منطقة الحكومة مقارنة مع مناطق قوات سوريا الديمقراطية في الضفة الاخرى من النهر.
وتشهد مناطق سيطرة القوات الحكومية ارتفاعاً كبيراً في أسعار المحروقات، ووصل سعر اللتر الواحد من مادة البنزين 4500 ليرة والمازوت 3500 ليرة سورية، وتباع بمناطق سيطرة قوات قسد بربع هذا المبلغ، بحسب سكان.
هرباً من التجنيد
كما قال ياسر العلو، وهو مختار في بلدة التبني بريف دير الزور الغربي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، إنه خرج من ريف دير الزور الغربي ما يقارب 95 شخصاً، معظمهم من شباب بلدة التبني ومعدان عتيق ومعدان جديد.
وأضاف أنهم توجهوا للعمل عند ذويهم وهرباً من الخدمة الإلزامية وتردي الوضع المعيشي وقصدوا الضفة الأخرى من النهر التي تخضع لسيطرة قوات قسد خلال الفترة الماضية.
وقال موظف في مكتب الدراسات في بلدية البوكمال، اشترط عدم نشر اسمه، لنورث برس، إنه ما يقارب ١٥٠ شخصاً، خرجوا خلال الشهرين الماضيين على شكل أفراد و عائلات نحو شرق الفرات.
كما يتخوف سكان على أطفالهم وشبابهم من الانخراط عسكرياً مع الفصائل المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني التي تنتشر بشكل كبير بمدينة دير الزور وريفها.
وتقدم الفصائل المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني على الاستيلاء على بعض المنازل التي يتم النزوح منها وعدم وجود أقارب لأصحابها في مدن دير الزور والبوكمال والميادين ويتم منحها لعائلات عناصرها، بحسب سكان.
وقال “مالك النعيمي”، وهو من سكان مدينة الميادين شرق دير الزور، إنه تم الاستيلاء على خمسة منازل هاجر منها أصحابها في مدينة الميادين خلال الآونة الأخيرة.
وأضاف أن الفصائل الموالية لإيران تستولي على منازل بحجة أن أصحابها متهمون بالعمالة لقوات قسد.
وأشار إلى أن المنازل التي جرى الاستيلاء عليها مؤخراً يتم منحها للعناصر القادمين من باقي المدن السورية وبعضهم لعناصر من الجنسية العراقية ينضوون تحت راية الفصائل التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ويتمركز في دير الزور وريفها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة, فصائل للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وفصيل “فاطميون”، والتي تُنشئ في المنطقة مراكز للتدريب وإعداد المقاتلين.