حبس الفرات “زاد الطين بلة” .. مزارعون في منبج محبطون من قلة الإنتاج الزراعي

منبج – نورث برس

وسط أرض مزروعة بالقمح يجلس عبد الرحمن خوجة(60 عاماً)، وهو مزارع في ريف منبج، شمالي سوريا، وبجانبه مضخة مياه تكبد تكلفة وعناء تصليحها لعلها تجدي نفعاً في تحسين المحصول الذي يبدو بحال غير جيدة هذا الموسم.

نقص الأمطار وتراجع مخزون المياه الجوفية المخصصة للري ثم حبس تركيا لمياه نهر الفرات، هي أبرز الأسباب  التي أثرت على تدهور حال الزروع ولا سيما القمح والشعير.

ويقدر مزارعون في منبج نسبة تراجع الموسم الحالي بنحو 60% مقارنة بالعام الفائت، إذ يطغى شعور الإحباط على كثيرين منهم، بعد انتهاء موسم الأمطار وبدء اصفرار الزرع.

إمكانات ضعيفة

وهذا العام، زرع عبد الرحمن خوجة نحو عشر هكتارات من الشعير بعلاً، لكن قلة الهطولات المطرية أطاحت بآماله في موسم وفير.

وقال المزارع، الذي ينحدر من قرية المنكوبة بريف منبج الشمالي، إنه لم يستطع زراعة أكثر من هكتار ونصف من القمح المروي نتيجة “ضعف الإمكانات وقلة الدعم المقدم من قبل مؤسسة الزراعة.”

وقدمت مؤسسة الزراعة التابعة للإدارة المدنية في منبج العام الفائت، نحو 1100 لتر من المازوت للمزارعين، فيما تراجعت هذا العام للنصف، بحسب خوجة.

وبلغت  مساحة الأراضي المزروعة بالقمح المروي هذا العام قرابة  2400هكتار، بينما بلغت مساحة أراضي الشعير المروي 1300 هكتار، بحسب مؤسسة الزراعة في منبج.

وتسبب قطع مياه نهر الفرات من الجانب التركي، بمشكلات لدى السكان في الجانب السوري لمجرى النهر، أبرزها انقطاع الكهرباء وفقدان المياه اللازمة للشرب وري الأراضي الزراعية، وسط مخاوف من فقدان معظم المحاصيل المزروعة.

ويوم أمس الأحد، قال ولات درويش، رئيس مكتب  الطاقة في الإدارة الذاتية، إن منع تركيا تدفق  مياه الفرات إلى  شمال وشرقي سوريا  أثر على حوالي أربعمئة ألف  هكتار على جانبي نهر الفرات.

وحذر من أن يؤدي هذا المنع إلى “كارثة بيئيّة وإنسانيّة.”

خيارات وعقبات

وفي الجهة الأخرى من قرية المنكوبة، يتفقد محمد السليم (39 عاماً)، محصول الشعير في أرضه التي لا تتجاوز الهكتار، ليرجح النتيجة نفسها “لا أمل من الحصاد هذا العام.”

وقال لنورث برس إن خيار بيع الزرع لمربي المواشي أيضاً لن يخفف كثيراً من الخسائر، فالمربون باتوا يفاوضون وفق الأسعار التي تعجبهم، وذلك لكثرة المزارعين الذين قرروا اللجوء إلى هذا الخيار.

ومنذ بداية الموسم الزراعي وقلة الهطولات المطرية، توقع مزارعون أن يكون الموسم الزراعي “خاسراً”، و”زاد الطين بلة” حبس تركيا لمياه نهر الفرات، ما ينذر بمشاكل في الإنتاج الزراعي في عموم شمال شرقي سوريا.

وقرر “السليم” زراعة أرضه بالقمح في الموسم القادم، لكنه متخوف من عدم الحصول على الدعم الكافي من مؤسسة الزراعة، خاصة بخصوص الري.

وربط خالد الأوسو، وهو الرئيس المشارك لمؤسسة الزراعة في منبج، تقديم أي دعم للمزارعين بمخرجات اجتماع قادم لهيئة الاقتصاد وتقديراتها للموسم الحالي.

وقال المسؤول الزراعي، في معرض رده على انتقادات المزارعين، إن مؤسسته قدمت من 600 إلى 750 لتر من المازوت  لكل هكتار، وزودت كل مزارع بـ 350 كغ من بذار القمح لكل هكتار بسعر 350 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.

إعداد :صدام الحسن – تحرير: هوشنك حسن