شارع القطار في الرقة يتحول لسوق للأثاث المنزلي المستعمل

الرقة – نورث برس

يحمل خضر الطالب (40عاماً) مطرقة صغيرة، ويحاول خلع المسامير القديمة في خزانة خشبية مستعملة، ليعيد إصلاحها وبيعها في محله الذي يقع في شارع القطار في مدينة الرقة، شمالي سوريا.

وكان “الطالب” قد غير قليلاً في مهنته بعد أن حولها من بيع الأثاث المنزلي الجديد والذي يقوم بصناعته من الخشب، إلى إصلاح قطع الأثاث الخشبي المستعمل وبيعه للسكان المحليين الذين يرتادون سوق شارع القطار.

ويقع شارع القطار، الذي حمل اسمه من محطة القطار القريبة، في ضواحي مدينة الرقة الشمالية، ويمتد من دوار التموين شرقاً حتى مبنى الدفاع المدني القديم غرباً بطول يقارب ألفي متر.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة، تحول الشارع تدريجياً لسوق لبيع وشراء الأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية المستعملة.

أسعار منخفضة

يقول “الطالب”، إذ ينهمك في عمله، إن سكان المدينة والقرى المحيطة بها يجدون في هذا السوق “منفذاً رئيساً لبيع وشراء احتياجاتهم من المستلزمات المنزلية.”

ويعود ذلك إلى انخفاض أسعار البضائع بالمقارنة مع الأسواق الأخرى التي تبيع البضاعة ذاتها في الرقة، وفقاً لـ”طالب”.

وأرجع انخفاض الأسعار “النسبي” لانخفاض إيجارات المحال، إذ يبلغ إيجار المحل وسطياً مئة ألف ليرة سورية، بينما يتجاوز ثلاثمئة ألف ليرة سورية في أحياء وأسواق المدينة الأخرى كشارع تل أبيض.

ويضطر سكان لشراء الأدوات المستعملة لعدم مقدرتهم على شراء الجديدة والتي ارتفعت أثمانها “كثيراً” بسبب تدهور قيمة الليرة السورية وارتباطها بسعر صرف الدولار الأميركي.

مصادر مختلفة

ومن حسن الحظ، كان شارع القطار أقل دماراً وتضرراً خلال المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية(داعش) عام 2017 مقارنة مع أحياء أخرى، ما دفع المستثمرين بعد طرد التنظيم للعمل فيه وافتتاح محال، ليتطور الشارع بشكل سريع.

وينشط الإقبال بحسب الموسم ويرتبط بارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها، حيث يلجأ السكان لشراء المراوح والمبردات صيفاً والمدافئ والمفروشات شتاءً.

ويضم السوق العشرات من المحلات، وتختلف مصادر بضاعتها من محل إلى آخر، لكن غالبيتها قادمة من الداخل السوري أو مناطق سيطرة الفصائل المعارضة الموالية لتركيا، بحسب أصحاب محال.

لكن خليل المحمد (30عاماً)، وهو بائع أدوات كهربائية، قال إن عدداً من سكان الرقة أيضاً يقومون ببيع أدواتهم المستعملة “بغرض تجديدها أحياناً أو لعدم قدرتهم على تشغيلها بسبب عدم توفر الكهرباء في أماكن إقامتهم أحياناً أخرى.”

وكرر باسل محمد (30 عاماً) وهو من سكان الرقة، عبارة “حلال…حلال” عند سؤاله عن مصدر غسالة أراد شراءها من محل لبيع الأدوات الكهربائية، خلال حواره مع صاحب المحل.

وقال إن الزبائن الذين يشترون الأدوات المستعملة يخشون من مصدر البضاعة، “فكثير من المدن السورية تعرضت للتعفيش سواء من القوات التابعة لحكومة دمشق أو من الفصائل الموالية لتركيا.”

وارتبط مصطلح “التعفيش” ارتباطاً وثيقاً بالحرب السورية واعتبر إحدى تداعياتها السلبية.

ويرى “المحمد” أنه من حق “الشاري” معرفة مصدر الشيء الذي يشتريه حتى وإن كان مستعملاً، “والتحري إن كان مصدره “حلالاً أم لا.”

 إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: سوزدار محمد