محلل سياسي عراقي يكشف عما يميز قاعدة عين الأسد لتعرضها للهجمات الصاروخية
أربيل ـ نورث برس
كشف نجم القصاب وهو محلل سياسي عراقي، الأحد، عمّا يميز قاعدة عين الأسد عن باقي القواعد العراقية التي تتعرض للهجمات الصاروخية، وأشار إلى أنها الأقرب للاستهداف والأكثر رمزية لدى الأميركان.
وقال المحلل السياسي إن قاعدة عين الأسد التي تعرضت للهجوم أمس السبت، لها قيمة رمزية لدى الولايات الأميركية المتحدة.
وبدأت السلطات العراقية التحقيق بعد هجوم بطائرتين مسيرتين يوم أمس، على قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق والتي تضم قوات أميركية، وأسفر عن أضرار مادية، وفقاً للتحالف الدولي.
وزار مسؤولون أمنيون القاعدة بعد الهجوم، لتقييم حجم الأضرار والتباحث مع الجهات العسكرية المتواجدة هناك.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم التحالف الدولي في العراق واين ماروتو، إن الهجوم على القاعدة لم يسفر عن إصابات في الأرواح، لكنه أدى إلى تدمير حظيرة طائرات.
وأضاف: فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم على القاعدة التي تضم قوات أميركية وعراقية.”
وعدَ ماروتو كل هجوم ضد حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان والتحالف، “يقوّض سلطة المؤسسات العراقية وسيادة القانون والسيادة الوطنية العراقية.”
وتتعرض قواعد ومطارات في مناطق متفرقة من العراق لهجمات صاروخية، لكن الأبرز هي تلك التي تستهدف عين الأسد.
وقال القصاب إن “قاعدة عين الأسد تعد أكبر القواعد العسكرية وقد زارها الرئيس الأسبق جورج بوش في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق.”
وأشار إلى أن أحد أبرز الأسباب التي تجعل القاعدة مستهدفة أكثر من غيرها هو “قربها من مصدر المهاجمين وليست بعيدة عن أياد الجهات التي تشن عليها الهجمات الصاروخية.”
وتم إنشاء هذه القاعدة في حقبة الحرب الإيرانية ـ العراقية بثمانيات القرن الماضي، شمالي ناحية البغدادي في محافظة الأنبار وسط العراق وهي منطقة سنية.
واحتوت القاعدة قوات التحالف الدولي بعد سقوط نظام صدام حسين ولازالت.
وقال المحلل السياسي، إن للقاعدة أهمية رمزية لدى الولايات الأميركية المتحدة.
وأشار إلى أمر آخر وهو أنها تتواجد في مكان ذو غالبية سنية، وأن أطرافاً سياسية سنية تدعم أكثر من غيرها تواجد القوات الأجنبية في البلاد، ما يعني أنه قد تحمل الهجمات رسالة إلى الجهات التي تدعم هذا التوجه.
وزار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القاعدة بشكل مفاجئ في السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2018 برفقة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكان في القاعدة بعيد الميلاد المجيد.
وأعلن البيت الأبيض عن الزيارة بعد مغادرة ترامب بعدة ساعات، دون إجراء لقاءات رسمية عراقية، وهذا ما أثار غضباً في الأوساط السياسية العراقية.
وهجوم يوم أمس هو الثاني الذي يصيب القاعدة في أقل من أسبوع. إذ استهدفت بصاروخين من نوع كاتيوشا الثلاثاء الماضي، دون وقوع إصابات، وفق بيان لوزارة الدفاع العراقية.
وتعرضت القاعدة لقصف جوي بالصواريخ الباليستية في صباح الثامن من كانون الثاني/ يناير 2020، من قبل الحرس الثوري الإيراني وقد تم إعلان الهجوم من جانب إيران رسمياً.
وجاء ذلك الهجوم رداً على هجوم مطار بغداد الدولي الذي قتل فيهِ الجنرال الإيراني قاسم سليماني مع مجموعة من قيادات الحشد الشعبي في بغداد بينهم ابو مهدي المهندس.
وتشهد العراق توتراً إيرانياً أميركياً في شبه صراع على النفوذ، تحاول العراق تفاديه في حقبة الكاظمي من خلال تفعيل الحوار الاستراتيجي وإخراج القوات الأميركية واقتصار تواجدها لغايات الاستشارة والتدريب فقط.
لكن ليس كل الهجمات تتبناها الفصائل الموالية لإيران، إذ لم تصل التحقيقات لنتائج واضحة حول مصدر الهجمات التي تعرضت لها القاعدة مؤخراً وهجمات على قواعد أخرى في البلاد.
وتعرضت قاعدة عين الأسد في الثالث من آذار/ مارس الفائت، لهجوم بنحو 10 صواريخ بذخيرة إيرانية الصنع، جاء قبيل زيارة البابا فرانسيس التاريخية إلى العراق.