نساء مخيم عشوائي في الرقة يتكبدون مشقة يومية للحصول على الخبز
الرقة ـ نورث برس
في صباح كل يوم تنطلق العشرات من النساء في مخيم “اليوناني” العشوائي جنوبي الرقة شمالي سوريا، في رحلة شقاء نحو الرقة في محاولة لاستجداء مندوبي الخبز في أحيائها للحصول على حاجة عائلاتهن من المادة.
ولكن محاولات صفية الرجب (60 عاماً) مع باقي النسوة في المخيم في طلب الخبز من المندوبين، دائماً ما تبوء بالفشل.
ووصف نازحون يقيمون في المخيم، مخيمهم بـ”المقبرة الجماعية” بسبب افتقاده لأي من مقومات الحياة.
ولا تكاد تنفك تردد “الرجب” عبارة “نريد الخبز”، علها تجد آذاناً صاغية لمعاناتها ومعاناة ساكني المخيم.
ويرفض غالبية المندوبين إعطاء ساكني المخيم الخبز، بحجة أن “المخصصات لسكان أحياء المدينة، وإعطاء الخبز لإحدى عائلات المخيم سيسبب نقصاً في حصص سكان تلك الأحياء.”
ويسكن في المخيم الذي يقع في قرية كسرة فرج بريف الرقة الجنوبي، ما يزيد على 250 عائلة، غالبيتها من منطقة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي الغربي والتي تسيطر عليها حالياً قوات حكومة دمشق.
وتساءلت الرجب عن المدة التي سيحتاجها سكان المخيم للحصول على مخصصاتهم من الخبز، على الرغم من مرور أربع سنوات على بنائه.
وينتشر في الرقة وريفها عشرات المخيمات العشوائية والتي غالباً ما يكون ساكنوها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في أرياف حمص وحماة وريف الرقة الجنوبي الغربي.
ومؤخراً نشر المكتب الإعلامي في مجلس الرقة المدني مقطع فيديو، فيما قال إنه “لأشخاص يقومون بسرقة مخصصات السكان من الخبز وبيعه كمواد علفية.”
وتظهر المشاهد المصورة، كميات كبيرة من الخبز وضعت في غرفة بمنزل في أحد أحياء الرقة بغرض تجفيفه وبيعه لاحقاً أعلافاً لمربي الماشية.
وقال فرج الكظام (40 عاماً)، وهو أحد سكان المخيم، إن مشكلة تأمين الخبز لم تحل رغم مرور كل هذه المدة الزمنية على إنشاءه.
وطلبت لجنة الاقتصاد إجراء إحصاء لسكان المخيم، ليتم تخصيص كميات من الخبز، “لكن هذا الأمر بقي في خانة الوعود التي لم يتم الوفاء بها”، بحسب “الكظام”.
وأقرَّ محمد النايف، رئيس مكتب شؤون المخيمات العشوائية في المجلس العام في الشامية، بوجود مشكلة في تأمين الخبز لسكان المخيمات وخصوصاً مخيم اليوناني.
وأشار “النايف” إلى قيام مكتب شؤون المخيمات العشوائية بالتواصل مع لجنة الاقتصاد في مجلس الرقة المدني لإيجاد حل ينهي معاناة سكان المخيم.
وطالبَ المعنيين بحل المشكلة، وإجراء جولات ميدانية على أرض الواقع ليتم خلالها الكشف المباشر عن معاناة النازحين.