انتشار حفر في شوارع بالرقة والخدمات الفنية تتذرع بظروف الطقس
الرقة- نورث برس
قرر حسن الصالح (30 عاماً)،إيقاف سيارة الأجرة خاصته في المنزل والبحث عن مهنة أخرى يقتات منها، نتيجة الأعطال التي يسببها انتشار الحفر في شوارع الرقة وأزقتها وارتفاع أسعار الصيانة.
وتنتشر الحفر بشكل كبير في شوارع مدينة الرقة، وسط غياب عمليات الصيانة من قبل دائرة الخدمات الفنية في مجلس الرقة المدني، ومكتب الخدمات الفنية في بلدية الرقة.
ويعتمد سكان الرقة على سيارات الأجرة “التكسي” وباصات النقل الداخلي للتنقل داخل المدينة وضواحيها، ويتجنب بعض السكان الركوب بالباصات بسبب طول المدة الزمنية للوصول للمكان المطلوب.
تكاليف صيانة عالية
وباتت صيانة عطل في السيارة تعادل مردود عمل كامل وربما تزيد أحياناً، بمعنى أنها لا تتناسب مع الدخل الذي توفره خلال العمل ضمن مدينة الرقة، “لذلك لم يعد بالإمكان مواصلة العمل على هذا النحو.”
وحمّل “الصالح”، دائرة الخدمات الفنية مسؤولية ترميم الطرقات، “لأن هذه المسألة لا تتسبب فقط بأعطال السيارات وإنما غالباً ما تكون سبب للحوادث المرورية.”
“بحصة بتسند جرة”
لكن نايف العمر (40 عاماً)، وهو أب لستة أطفال، قرر مواصلة عمله حاله حال الكثير من سائقي سيارات التكسي في الرقة، لكنه يقود ببطءٍ وحذرٍ شديدين. على حد وصفه.
وقال “العمر”، وهو من سكان حي الفرات، إن كثيراً من السائقين مجبرون على مواصلة العمل حتى لو كان المردود المادي قليلاً، “بحصة بتسند جرة.”
ورغم وجود تعرفة محددة من قبل مكتب النقل الداخلي في الرقة لسيارات الأجرة في المدينة وخارجها، لكن بعض السائقين لا يلتزمون بها بسبب تكلفة الصيانة.
ويشكو باسل عثمان (35 عاماً)، الذي يعمل في محل لبيع الألبسة وسط المدينة، من عدم وجود تسعيرة موحدة للنقل.
ويستقلّ “عثمان” كل يوم تكسي أجرة من منزله بحي شارع القطار إلى دوار الساعة وسط الرقة، لكنه يضطر أحياناً للاتفاق مع السائق قبل الركوب لتجنب حدوث ملاسنة عند دفعه للأجرة.
وبحسب عثمان: “التسعيرة هي 1000 ليرة سورية للتوصيلة داخل المدينة بحسب التعرفة التي حددها مكتب النقل الداخلي، لكن في كثير من المرات أدفع 1500 ليرة.”
ويعمل جنيد المحمد (25 عاماً) في صيانة السيارات في المنطقة الصناعية في الرقة، وقال إن أعطال آلية القيادة (الدوزان، ونوابض السيارات)، هي الحفر الموجودة في شوارع المدينة.
وأضاف “المحمد”: “غالبية سائقي السيارات يتجهون لتركيب قطع الصيانة متوسطة الجودة نتيجة تكرار الأعطال ذاتها وخلال فترة قصيرة.”
ظروف الطقس
قال أحمد حجو، مدير دائرة الخدمات الفنية في مجلس الرقة المدني، إن الدائرة أعلنت عن إطلاق مشروع التزفيت بعد أيام قليلة.
وأشار إلى أن سبب هذا التوقيت هو من أجل توفر المناخ المناسبة للتزفيت.
ويتبع لدائرة الخدمات، مجبل لإنتاج المجبول الإسفلتي في قرية شنينة، 11 كم شمال الرقة، وينتج كمية تتراوح بين 250 متر مكعب و400 متر مكعب في اليوم الواحد.
وقامت بلدية الشعب في الرقة، بالتعاون مع منظمات مدنية تعمل في المنطقة، بتعبيد غالبية الشوارع الرئيسة في المدينة، لكن الشوارع الفرعية لا تزال مدمرة بشكل شبه كلي، نتيجة القصف الذي تعرضت لها أثناء طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها في أواخر عام 2017.
وأضاف “حجو”، لنورث برس، أن مشاريع التزفيت في الرقة ستركز هذا العام على إصلاح الطرق داخل المدينة وتسوية الحفر الناتجة عن اهتراء الزفت أو الأمطار.