محلّل سياسي لـ”نورث برس”: أوروبا معرقلةٌ لـ”المنطقة الآمنة” شمالي سوريا وخطر عودة “داعش” قائمٌ

واشنطن – هديل عويس ـ NPA
يقول المحلّل السياسي، فلاديمير فيلغينبيرغ، بأنّ الدول الأوروبية تقف عائقاً أمام تنفيذ "المنطقة الآمنة" في الشمال السوري، حيث يبحث الرئيس التركي على موافقةٍ دوليةٍ لتشكيلها وتمويلها من الأوروبيين، مشيراً إلى أنّ المخيمات في الشمال السوري تشكل تحدياً كبيراً، خاصة وأنّ الغربيين يرون في الذين يقبعون فيها من الخارجين من مناطق "الدولة الإسلامية"، خطراً حقيقياً يهدّد المنطقة.

ويقول المحلّل السياسي، فلاديمير فيلغينبيرغ، المختص بشؤون سوريا والعراق لـ"نورث برس": إنّ كلمة أردوغان في اجتماعات الجمعية العمومية في الأمم المتحدة أخبرت العالم عما يريده من وراء ما يسميه "منطقة آمنة"، وهو "تغيير ديموغرافي وخلق ما يسميه وسماه في السابق النظام السوري، (حزام عربي) يحصر الأقليات الكردية والمسيحية ويمنعها من متنفسٍ على الحدود وذلك عبر إرسال /2 – 3/ مليون لاجئ تختارهم تركيا في منطقةٍ تسيطر عليها."
ويرى فيلغينبيرغ أنّ أمام أردوغان تحدياتٌ كبرى لتحقيق هذه المنطقة، ومنها أنّه يبحث عن موافقةٍ دوليةٍ على تشكيلها ويطلب تمويلها من الأوروبيين الذين ينظرون إلى هذا الطلب حتى الآن على أنّه غير واقعي، فشمال شرقي سوريا الآن أصلاً منطقةٌ مستقرةٌ يراها الغرب موطناً للآلاف من اللاجئين السوريين.
ويشير فيلغينبيرغ إلى تحدي مخيمات الخارجين من مناطق "الدولة الإسلامية" على أنّها بعيون الغرب خطرٌ حقيقيٌ يتهدّد المنطقة، حيث تشكّل هذه المخيمات نقطةً تمكّن التنظيم المتطرف من العودة إلى الانطلاق والنشاط في أي لحظةٍ أمام أي انهيارٍ أمنيٍ وفوضى في المنطقة. ويقول؛ هناك الآن توافقٌ إيراني – تركي – روسي على الرغبة بدفع واشنطن التي تقف في وجه طموحاتهم في سوريا إلى خارج المعادلة، ولكن بعد تنفيذ هذا الأمر سيعود هذا الثلاثي إلى الصراع المرير الذي كان أكثر الصراعات الدموية على الأرض السورية وبالتالي عودة الحرب، موضحاً؛ "هذا الأمر الذي نقوله يعرفه صنّاع القرار في العالم، ولا أحد يريد عودة الحرب إلى سوريا".
ويقول فيلغينبيرغ أنّ الكونغرس الأمريكي بحزبيه الجمهوري والديمقراطي يرون أيضاً عدم واقعيةٍ في طرح الرئيس ترامب، "إذ نراهم يأخذون مساراتٍ معاكسةً للإعلان بالانسحاب، فنرى في مجلس الشيوخ دفعاً للمزيد من التمويلات للهيئات المدنية والمحلية المقرّبة من (قسد) لإرساء استقرارٍ مستدامٍ في المنطقة في ظل الاقتناع بأنّ "الدولة الإسلامية" بخلاياها النائمة جاهزةٌ للانقضاض على حالة الأمن والأمان في المنطقة في أية لحظةٍ".
ويضيف؛ يعلم صناع القرار أيضاً أنّ أيّ توغلٍ تركيٍ فيما يسمى "منطقة آمنة" سيدمّر استراتيجيةً أخرى للولايات المتحدة وهي الرغبة بحدِّ انتشار نفوذ إيران في المنطقة فأمام تهديدات تركيا سينحسر انتشار نفوذ "قسد" وبالتالي سيزداد نفوذ إيران وهذا ما تخطط له إيران وروسيا من وراء إعطاء تركيا والمعارضة السورية بعض الوهم بوجود مكاسب لهم عبر "اللجنة الدستورية".
ويشير إلى أنّ التوافق الإيراني الروسي التركي الآن "ينحصر بنقطةٍ واحدةٍ وهي رغبة الجميع بخروج أمريكا وإضعاف نفوذها في المنطقة، والمرحلة التي تليها ستكون مرحلة تصارع هذه القوى الثلاثة لتنفذ روسيا ما تسميه عودة سيادة النظام السوري على كل المناطق السورية" بما في ذلك ما سيسميه أردوغان "منطقة آمنة".
ويختتم فيلغينبيرغ حديثه مع "نورث برس" بالقول: "لازلت أرى خطورةً في إقصاء "قسد" وذراعها السياسية من المحادثات السياسية ولكن أرى أنّها محادثاتٌ فارغةٌ لن تقود لأي اتفاقٍ أو توافقٍ".