الخضروات الصيفية في ريف الحسكة خطوة للالتفاف على غلاء الأسعار

تل تمر- نورث برس

على أطراف بلدة تل تمر بريف مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، ينهمك المزارع أيمن شحادة (40 عاماً) في قطاف محصوله من الخضار الصيفية، خاصة أنه بات مصدر دخله الوحيد بعد انهيار موسم محاصيل القمح.

وهذا العام اعتمد “شحادة” ومزارعون آخرون في تل تمر، على زراعة الخضروات في محاولة منهم للمساهمة في تحقيق اكتفاء ذاتي في الأسواق المحلية، في ظل إغلاق المعابر مع مناطق حكومة دمشق وارتفاع أسعار المستوردة من مناطق أخرى.

وقال “شحادة” الذي يعمل بالزراعة منذ نحو 20 عاماً، إن زراعة الخضروات شهدت إقبالاً هذا العام من قبل المزارعين والتي قد تنقذهم من الخسائر التي تكبدوها في زراعة القمح والشعير.

وتشمل أصناف الخضروات في مشروع “شحادة” الخيار والبندورة والفليفلة والكوسا وغيرها على مساحة تقدر بثلاثة دونمات، ويساعده في جني المحصول أفراد أسرته “للتقليل من المصاريف”.

وبلغت المساحات المزروعة بالخضروات في تل تمر هذا العام نحو 20 ألف دونماً بحسب قسم الإنتاج النباتي في مؤسسة الزراعة بالبلدة.

ويتوقع مزارعون ومسؤولون في المنطقة انخفاضاً في كميات إنتاج المحاصيل التقليدية، حيث شهدت معدلات الأمطار هذا الموسم انخفاضاً كبيراً قياساً بالموسم الماضي.

وتوقع سلمان بارودو، الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة لشمال وشرق سوريا أن يصل إنتاج المنطقة من القمح في هذا العام إلى نحو 500  ألف طن وهي كمية قليلة مقارنة بالأعوام السابقة.

تخفيض الأسعار

ومنذ الحادي والعشرين من شهر آذار/ مارس الفائت، تواصل حكومة دمشق إغلاق ثلاثة معابر مع مناطق الإدارة الذاتية، وهي معبر التايهة في منبج ومعبر الطبقة والبو عاصي غرب الطبقة.

وقال مصدر مسؤول في الإدارة الذاتية في وقت سابق لنورث برس، إن إغلاق المعابر الحكومية، سببه صراع روسي إيراني على إيراداتها.

وشهدت أسواق مناطق شمال شرقي سوريا، ارتفاعاً في أسعار الخضار والفاكهة بعد إغلاق المعابر، حيث يضطر التجار إلى استيراد مختلف الخضروات والفاكهة من مصادر أخرى كإقليم كردستان العراق وبتكاليف باهظة.

ويقوم مزارعو الخضار بتل تمر بتسويق محصولهم في السوق المحلي، حيث يساهمون في تخفيض الأسعار بنسبة 20 بالمئة، وفق قولهم.

وهذا الموسم، قام عصمت محمد (64 عاماً) وهو مزارع خضار صيفية بريف البلدة، بزراعة 16 دونماً لأصناف الكوسا والخيار والباذنجان والفليفلة والبندورة.

وقال ‘”محمد”، إن حقول الخضار “تساعد في خفض أسعار الخضروات في الأسواق، فقبل البدء بالإنتاج من الحقول المحلية، كان كيلو الكوسا والخيار يصل إلى أربعة آلاف ليرة سورية، بينما الآن يباع بـ1200 ليرة.”

وأشار المزارع إلى ضرورة زيادة المساحات المزروعة بالخضار، حيث أن المساحات الحالية غير كافية لتغطية كافة احتياجات السوق.

وينتج حقل “محمد” طناً ونصف الطن من الخضار أسبوعياً، حيث أن “الإنتاج سيرتفع إلى الضعف خلال الأسابيع القادمة.”

فرصة عمل

وتدعم لجنة الإنتاج الزراعي ببلدة تل تمر المزارعين بثلاثين لتر من المازوت لكل دونم كل 15 يوماً، بالإضافة إلى السماد، بحسب إبراهيم الهجر، وهو إداري في اللجنة.

وتوفر حقول الزراعات الصيفية فرص عمل لعشرات العمال من السكان المحليين في المنطقة، حيث يعمل في حقل المزارع “حسن”  تسعة أشخاص، على أن يصل العدد إلى  15مطلع الشهر القادم، وفق قوله.

وتحت لهيب أشعة الشمس، تشكو عاملات في الحقل من الأجور القليلة التي يتقاضينها.

وبحسب العاملات فإنهن، يتقاضين مبلغ   2500ليرة سورية (أقل من دولار أميركي) مقابل ست ساعات عمل.

ويشاطر إسماعيل عطونو وهو مشرف على العمال ضمن الحقل، رأي العاملات في تدني نسبة الأجور، وأشار إلى أنهم “سيعملون على رفع أجور العاملين مع زيادة الإنتاج في الفترة القادمة.”

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد