أصحاب معامل منظفات شرق دير الزور: توفر الدعم سيوفر فرص عمل جديدة
دير الزور – نورث برس
لا يملك عبد الإله المركاز، وهو صاحب معمل لإنتاج المنظفات في مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، إمكانات لشراء آلات إضافية وزيادة عدد العمال لديه، رغم حاجته لتوسعة معمله.
ويعتقد أصحاب معامل ومشروعات صناعية صغيرة في الجزء الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من أرياف دير الزور أن بإمكانهم تأمين منتجات محلية وفرص عمل إذا ما تلقوا دعماً لمشروعاتهم، لكن مسؤولين محليين قالوا إن بعض المؤسسات الإدارية ما زالت في طور التشكيل ومن الصعب عليها تقديم دعم للمشروعات الخاصة حالياً.
“باحثون عن عمل”
وقال “المركاز” إن العديد من الشبان يقصدون معمله باحثين عن فرص للعمل، “ولكن لا نستطيع أن نوظفهم بسبب عدم توفر الإمكانات المادية لزيادة الإنتاج وغياب أي دعم.”
ورأى صاحب المعمل أنه في حال تم تقديم قروض أو أقساط سواء من الإدارة الذاتية أو من منظمات عاملة في دير الزور أو أي جهة أخرى، “سنقوم بتوسيع العمل وتأمين فرص عمل أكثر.”
ويعمل ضمن معمل “المركاز” حالياً ستة عمال، وينتج يومياً ما بين طن وطن ونصف من المنظفات.
وينتج معمل محمود الدحو في بلدة الكشكية، شرق دير الزور، ما يقارب 2 طن من المنظفات يومياً ويتم توزيع الإنتاج في المنطقة بين بلدة السوسة شرق دير الزور وحتى مدينة الرقة.
وقال “الدحو” إن مثل هذه المشاريع بحاجة لدعم مالي “لأنها تلعب دوراً مهماً في توفير فرص عمل للشباب، يعمل في معملي حالياً ستة عمال، إذا تم تقديم التمويل سأتمكن من توظيف ستة آخرين.”
أسعار منافسة
وتنتشر في ريف دير الزور الشرقي نحو ستة معامل لإنتاج مختلف أنواع المنظفات من مسحوق الغسيل وأصناف من الشامبو وسائل الجلي وغيرها، وتطرح منتجاتها في مناطق بدير الزور ومدن أخرى في شمال وشرقي سوريا.
وتشهد تلك المعامل “إقبالاً جيداً” من قبل سكان المنطقة وذلك لانخفاض أسعارها مقارنة مع المنتجات المستوردة في الأسواق، حيث يصل سعر كيلو مسحوق الغسيل إلى أكثر من 2.500 ليرة سورية, بينما يباع في المعامل بألف ليرة.
كما تعرض هذه المعامل علبة سائل الجلي بـ 700 ليرة سورية في الوقت الذي تباع في الأسواق بنحو 1.500 ليرة.
وقال عارف العساف(32عاماً) وهو من سكان بلدة الكشكية إنه يقصد المعمل في بلدته لشراء احتياجات عائلته من مواد التنظيف، حيث أن “نوعيتها جيدة وأسعارها منخفضة لأكثر من النصف عن الأسواق التجارية.”
وأشار “العساف” إلى أن ارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية والاستهلاكية وضعف القدرة الشرائية جعل من تلك المعامل وجهة لذوي الدخل المحدود.
فرغم انخفاض جودة بعض هذه المنتجات بالنسبة لمنتجات المعامل الكبرى، يرى سكان في ريف دير الزور أن لا فرق كبير بينها وتلك الواردة من خارج المنطقة، والتي تكون أحياناً أصنافاً مقلدة للماركات المعروفة.
غياب الدعم
ويواجه أصحاب معامل المنظفات صعوبات في استيراد البضائع والمواد الداخلة في الإنتاج، بالإضافة إلى تفاوت سعر صرف الدولار حيث يكون الاستيراد بالدولار الأميركي، بينما يباع الإنتاج بالليرة السورية.
ويقول أصحاب معامل المنظفات في ريف دير الزور الشرقي إنهم لم يتلقوا أي دعم من المنظمات الدولية ولا من الإدارة المدنية في ريف دير الزور.
وعلل مالك العبد الله، وهو رئيس لجنة الاقتصاد في الريف الشرقي لدير الزور، عدم تقديم الدعم بأن “الادارة الذاتية لا تمتلك مقومات توفير الدعم لتلك المعامل.”
وفي آذار/ مارس 2019، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الباغوز آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد معارك عنيفة وبغطاء جوي من التحالف الدولي.
لكن الاستقرار الأمني في أرياف دير الزور بقي نسبياً بالمقارنة مع مناطق الرقة والطبقة والجزيرة إذ لم تخلُ المنطقة من عمليات لمسلحي التنظيم وخلاياه النائمة.
وفي آذار/ مارس الفائت، طالبت قوات سوريا الديمقراطية القوى الإقليمية والدولية بدعم الإدارة الذاتية في مختلف الصعد “الأمنية والسياسية والاقتصادية وإعادة الاعمار.”
وأضاف رئيس لجنة الاقتصاد في الريف الشرقي لدير الزور أن بعض مؤسسات الإدارة المدنية في دير الزور ما تزال “الآن في طور التشكيل.”