موقد الكاز في الشدادي.. خيار غير آمن في ظل نقص الغاز المنزلي

الشدادي- نورث برس

تضطر أم محمد (39عاماً)، وهي من سكان مدينة الشدادي جنوب الحسكة، شمال شرقي سوريا، لاستعمال موقد الكاز عوضاً عن الغاز المنزلي، إذ أنها تواجه صعوبة في الحصول على الأخير منذ عدة أشهر.

ورغم تكرر حوادث بسبب الاستخدام غير الآمن للمواقد البدائية المعتمدة على مادة الكاز، يقول سكان في المدينة وريفها إنهم مجبرون على الاعتماد عليها في ظل نقص أسطوانات الغاز المنزلي.

مخاطر

ورغم أن “أم محمد” تدرك مخاطر استخدام الكاز وتأثير الروائح الصادرة عن احتراقه على صحتها، إلا أنها لا تجد بديلاً آخر لإعداد الطعام لعائلتها.

ويعاني سكان المدينة وريفها من نقص حاد في أسطوانات الغاز المنزلي، ما يجبرهم على استخدام موقد الكاز البدائي والمعروف محلياً بـ”البابور”.

وتشتري أم محمد مادة الكاز من السوق السوداء، في ظل صعوبة الحصول عليه من محطات الوقود التي تشهد ازدحاماً وطلباً متزايداً عليه، نتيجة نقص المادة، حيث يصل سعر اللتر الواحد إلى 600 ليرة سورية من الباعة والبسطات.

ويقوم مجلس المدينة المدني بتوزيع مادة الكاز عبر الكومينات (مجالس الأحياء) ولكن بين فترات متقطعة ومتباعدة، بحيث تحصل كل عائلة على عشرين لتر بسعر 105 ليرة سورية للتر الواحد.

وبداية الشهر الفائت، قام المجلس بالتنسيق مع لجنة المحروقات في المدينة، بتوزيع 20 لتر من مادة الكاز على سكان الريف، وفقاً لما أفاد به حسن الخلف نائب الرئاسة المشتركة للمجلس لنورث برس.

وتحتاج عائلة “أم محمد” يومياً إلى ثلاثة لترات من الكاز، ما يزيد من أعباء المعيشة وسط الأزمة الاقتصادية.

وفي آب/ أغسطس العام الماضي، أسفر نشوب حريق في أحد المباني السكنية بالشدادي، عن أضرار مادية في المبنى المؤلف من أربعة طوابق وكانت تسكن فيه عوائل نازحة من ديرالزور.

وقال أحد الجيران إن سبب الحريق هو تطاير شرارات النار من موقد الكاز إلى عدة غالونات بنزين كانت موضوعة بالقرب من الموقد ما أدى إلى اشتعال النيران في المنزل.

والعام الفائت، فقدت شابة تبلغ 24 عاماً حياتها جراء انفجار موقد كاز في قرية البجدلي شرق الشدادي، بعد أن استخدمت مادة البنزين في الموقد بدل الكاز.

أزمة منذ سنوات

وقال حسان العمر (33عاماً)، وهو من سكان ريف الشدادي، إنهم يعانون منذ سنين من نقص أسطوانات الغاز المنزلي  المخصصة للمدينة، “فيبقى موقد الكاز البديل الوحيد رغم مخاطره.”

ومنذ ستة أشهر، لم يحصل “العمر” على الغاز المنزلي، حيث أنه يضطر أحياناً لاستخدام مادة البنزين “بسبب عدم توفره في أغلب الأوقات في السوق السوداء.”

ورأى أن أزمة الغاز سببها فساد، “في مناطقنا تتوفر حقول من الغاز والنفط، ولا ندري من المسؤول عن عدم توفر الغاز والمحروقات والكهرباء.”

لكنه أضاف: “نحن مجبرون على التأقلم مع كافة الظروف والأزمات التي نمر بها، سواء أزمة المياه أو الكهرباء والغاز المنزلي، عشر سنوات كانت كافية لإجباري وإجبار كثير من السوريين على التعايش مع الواقع المفروض.”

وتشمل مشكلة أسطوانات الغاز المنزلي مدن القامشلي والحسكة وكوباني ومنبج ومدناً أخرى في شمال وشرقي سوريا.

ويبلغ سعر أسطوانة الغاز التي يتم توزيعها عن طريق الكومين 2.500 ليرة سورية، في حين إن توفرت في السوق السوداء تباع بـ15 ألف ليرة سورية ووزنها لا يتعدى عشرة كيلوغرامات، بحسب سكان محليين.

وأرجع أمين درويش، الرئيس المشترك للمجلس المدني في الشدادي، سبب عدم توفر أسطوانات الغاز إلى “النقص الحاد في الكميات المخصصة للمدينة.”

وأضاف: “يبلغ عدد العائلات في الشدادي وريفها أكثر من 15 ألف عائلة، لكن الكميات المخصصة لنا شهرياً تقتصر على2400  أسطوانة،  فكيف لنا أن نقوم بسد حاجة هذه العائلات؟”

وأشار إلى أنهم بين الحين والآخر يطالبون بزيادة الكميات المخصصة للمدينة “ولكننا لم نحصل على أي زيادة حتى هذه اللحظة.”  

 إعداد: باسم الشويخ – تحرير: سوزدار محمد