الإدارة الذاتية تتوقع إنتاجاً منخفضاً لموسم لقمح

القامشلي – نورث برس

يتوقع مسؤولون في شمال شرقي سوريا انخفاضاً ملحوظاً في إنتاج القمح والشعير للموسم الزراعي الحالي, في حين يشعر مزارعون أنهم على شفا خسائر كبيرة.

ومع نهاية آذار/مارس العام الحالي، بدأت آمال معظم المزارعين في الجزيرة السورية تتلاشى نتيجة هطول كميات قليلة من الأمطار.

وقال ريدور محمد (36 عاماً)، وهو مزارع لديه 120 دونماً مزروعة بالقمح بعلاً قرب مدينة القامشلي, إنه مقبل على خسارة موسمه “بشكلٍ شبه كامل.”

وأضاف “محمد”, وهو متزوج وأب لطفلين: “الزراعة لم تعد عملاً مربحاً كما السابق، لذلك من الممكن أن نبحث عن مصلحة أخرى نقتات منها.”

وأشار إلى أنه في كل عام هناك تحدّ, ” ففي العام الفائت التهمت الحرائق أجزاء من حقولنا وفي هذا العام لم تنزل كميات كافية من الأمطار ولا نعلم ماذا يحصل العام القادم.”

وشهدت الجزيرة السورية تراجعاً ملحوظاً في الانتاج الزراعي عقب الحرب السورية بينما كانت تساهم في انتاج القمح بنسبة تفوق 60 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي السوري.

وقال سلمان بارودو، وهو الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد لشمال وشرق سوريا, إن وضع الموسم الزراعي لهذا العام سيء جداَ, لأن معظم المساحات المزروعة بعلية وتأثرت بقلة هطول الأمطار.

وأضاف, في مقابلة مطولة مع نورث برس, أن قلة الأمطار وكذلك تخفيض تدفق مياه نهر الفرات من جانب تركيا أثرا على الزراعات المروية في المنطقة.

أكثر من مليون هكتار

وتصل مساحة الزراعات البعلية من القمح والشعير في شمال وشرق سوريا إلى نحو 800 ألف هكتار، بينما لا تصل المساحات المروية إلى 300 ألف هكتار، وفقاً لبارودو.

ومنذ شباط/فبراير الماضي، تواصل تركيا حبس مياه نهر الفرات في خرقٍ لاتفاقية تقاسم المياه أبرمت في العام 1987 بين الحكومة السورية والدولة التركية.

إنتاج منخفض

وتوقع “بارودو” أن يصل إنتاج شمال وشرق سوريا من القمح في هذا العام إلى نحو 500  ألف طن وهي كمية قليلة مقارنة بالأعوام السابقة.

وفي العام 2020، بلغت كمية إنتاج القمح في مناطق الإدارة الذاتية نحو 850 ألف طن، كما بلغت قرابة 900 ألف طن في العام 2019 الذي شهد حرائق واسعة.

وقبل العام 2011، كانت سوريا تنتج نحو أربعة ملايين طن من القمح، لكن الإنتاج تراجع كثيراً بعدها ليتراوح بين مليون طن ومليون ونصف المليون طن سنوياً، وفق إحصاءات رسمية.

وقال سلمان بارودو إن هناك أمل في إنتاجٍ ولو منخفض للمساحات البعلية في منطقة “الخط 10” الحدودي ما بين ديرك (المالكية) والدرباسية وهي منطقة غزيرة الأمطار.

إجراءات وقائية

وأشار إلى أن الهيئة تتخذ إجراءات وقائية للمحافظة على الموسم وعدم نشوب حرائق وكذلك حماية المحصول من الحشرات الضارة عبر رش المبيدات الضرورية بالمجان.

وأضاف الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد لشمال وشرق سوريا: “نعمل مع كافة مديريات ولجان الزراعة لإحصاء المساحات المزروعة بشكلٍ دقيق ودراسة تكاليف الإنتاج لتحديد سعرٍ مناسب للقمح والشعير بحيث لا يتضرر المزارع.”

وأواخر نيسان/أبريل الفائت، أصدرت هيئة الاقتصاد لشمال شرق سوريا تعميماً ينص على منع الإتجار بمادة القمح أو احتكارها وذلك “لأهميتها في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الخبز.”

وتشهد مدن رئيسة في شمال شرقي سوريا بين الفترة والأخرى نقصاً في توفر مادة الخبز وسط ازدحام للسكان أمام المخابز العامة وإضراب الأفران الخاصة عن العمل.

ويقول مسؤولون في هيئة الاقتصاد إن لديهم  خططاً عديدة  لتحسين جودة الخبز وتوفيره على نطاقٍ واسع خلال الفترات القادمة.

وتعمل الإدارة الذاتية على إنشاء خمسة أفران تموينية جديدة في إقليم الجزيرة وإنشاء معمل لإنتاج الخميرة وإنشاء مطاحن جديدة وصيانة المطاحن القديمة.

وقال “بارودو” إن الكثير من الألاعيب في مسألة الطحين “كانت ومازالت”، حيث أن كمياتٍ من الطحين تباع دون أن تستخدمها الأفران الخاصة.

وأضاف: “نعمل حالياً على معالجة هذه المشكلة.”

إعداد: هوكر العبدو – تحرير: خلف معو