معارض سوري: ما يحصل في إدلب أسوأ الصفقات وابتعاد عن الحل السياسي

ألمانيا – شرفان علو – NPA
يستمر الطيران الروسي و الحكومي السوري بقصف كثيف على مناطق في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، وسط تساؤلات عن الصمت التركي الذي يعتبر الضامن لهذه المنطقة، وما تمّ مناقشته في كواليس مباحثات آستانا 12.
المباحثات التي جرت يومي 25 و26 نيسان/أبريل الماضي في عاصمة كازاخستان في إطار مسار أستانا الذي ترعاه كل من روسيا وإيران وتركيا، لم تسفر عن أية خطوات عملية يمكن أن توقف الحرب في شمال غربي البلاد.
وأبرم اتفاق وقف إطلاق النار حول إدلب في كانون الأول/سبتمبر 2018 بعدما تفاوضت بشأنه روسيا وتركيا، وقد نصّ على إقامة “منطقة منزوعة السلاح” تفصل المناطق الخاضعة للفصائل الجهادية والمعارضة عن تلك الخاضعة للحكومة.
وأتاح الاتّفاق الروسي- التركي، تفادي حملة عسكرية واسعة للجيش السوري في المحافظة، بيد أنّه ينفّذ عمليات قصف مدفعي زادت وتيرتها منذ شباط/فبراير.
ودخلت القوات الحكومية يوم أمس، في إدلب إلى قلعة مضيق و/3/ قرى أخرى والتي كانت تعتبر مناطق منزوعة السلاح . 
وتتحدث بعض الأطراف عن صفقات ومعارك تُدار مجددا في ريفي حماه وإدلب وربما يكون البديل هي مناطق ريف حلب الشمالي، بحسب متابعين
ويقول المعارض والسياسي السوري، سمير نشار، لـ”نورث برس”: “إن ما يحصل في ادلب وريف حماه هو ما تم الاتفاق عليه في سوتشي والذي كان من المفترض أن تقوم تركيا بإنجاز عدة نقاط ألا وهي إنشاء منطقة عازلة بعمق 15كم وسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، وفتح الطرق الدولية بين حلب وكل من دمشق واللاذقية، بالإضافة إلى محاربة التنظيمات الإرهابية داخل إدلب كهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)”.
وكان من المفترض أن تنجز تركيا ما اتفق عليه في سوتشي بين الرئيسين أردوغان وبويتن، قبل العام الجاري، و لكن تركيا امتنعت عن ذلك للــ”استفادة من وضع أوراق جديد والسيطرة على مناطق ريف حلب الشمالي ابتداء من تل رفعت والقرى المجاورة لها ” بحسب سمير نشار.
ويشير نشار إلى أن “الروس والنظام بدءا الآن بمهاجمة الريف الشمالي لحماه والريف الجنوبي لإدلب لقضم مناطق استراتيجية مهمة سواء باتجاه سهل الغاب وصولا لجسر الشغور والمحور الآخر باتجاه خان شيخون والبلدات المطلة على أوتستراد حلب/ دمشق الدولي، وسط صمت الضامن التركي، علما بأن الفصائل حاولت قبل عدة أيام الهجوم على مرعناز والمالكية وشوارغة في ريف إعزاز لكن يبدو الهجوم فشل بسبب الألغام المزروعة وأيضا وسط صمت إيراني روسي”. 
ويرى المعارض السوري، تلك التطورات بأنها “صفقة جديد” واصفاً إياها بــ”أسوء الصفقات التي حصلت سابقا”. 
ويقول سيمر نشار أن سبب فشل آستانا لا علاقة له بعدم الاتفاق على أسماء أعضاء اللجنة الدستورية، “وإنما السبب الرئيسي هو عدم موافقة الولايات المتحدة مع مجموعة الدول المصغرة على الحل السياسي التي تحاول مجموعة استانا فرضه خلافا لمسار جنيف والقرار الدولي رقم 2254 الذي يتضمن الانتقال السياسي”. 
ويرى المعارض والسياسي السوري، سمير نشار، في حديثه لـ”نورث برس” أن المرحلة ليست البحث وإيجاد حل سياسي في سوريا أو الخلاف لعدم نضوجه وتوفر الشروط اللازمة، إنما المرحلة هي لمواجهة النفوذ الإيراني وإخراجه من سوريا”.
ويختتم: “ربما يؤدي هذا الأمر إلى مواجهات خطيرة بين أمريكا وحلفائها وبين إيران وحلفاؤها” في المنطقة .