أزمة غاز في كوباني ومديرية المحروقات تعزو السبب لازدياد الطلب في ظل تقنين الكهرباء
كوباني – نورث برس
اضطرت عائشة شيخي (62 عاماً)، وهي من سكان مدينة كوباني، شمال شرقي سوريا، لشراء أسطوانة غاز من مدينة الرقة بمبلغ خمسة آلاف ليرة بعدما عجزت عن تأمينها في مدينتها، في ظل ازدياد الطلب عليه بعد التقنين الأخير في الكهرباء.
وقبل تقنين الكهرباء، كانت “شيخي” كغيرها من سكان كوباني تعتمد على استعمال الأدوات الكهربائية وخاصة الطباخ الكهربائي في إعداد الطعام وغيره.
أزمة متواصلة
ومنذ أكثر من شهرين تشهد كوباني أزمة في الحصول على أسطوانات الغاز المنزلي، في ظل انخفاض عدد ساعات الكهربائي والذي زاد من استهلاك السكان للغاز بشكل أكثر من السابق.
وفي منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي، زادت مديرية الكهرباء في كوباني ساعات التقنين تدريجياً، حيث يتم حالياً قطع الكهرباء عن مقاطعة كوباني من الساعة الثانية عشرة ليلاً لغاية الرابعة عصراً.
وقبل ذلك كانت الكهرباء تصل إلى المقاطعة من الساعة الرابعة مساء حتى الرابعة صباحاً.
وربطت الرئيسة المشاركة لهيئة الطاقة في إقليم الفرات نسرين كنعان، في تصريح سابق لنورث برس نظام التقنين “باستمرار تركيا بسياستها في قطع مياه نهر الفرات.”
وأشارت “كنعان” حينها إلى أن ساعات تشغيل الكهرباء في كوباني قابلة للنقصان في حال استمرار حبس تركيا للمياه المتدفقة إلى نهر الفرات.
وبحسب الاتفاقية الموقعة بين دمشق وأنقرة والمتعلقة بنهر الفرات، “تكون حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب في الثانية، والآن لا يصل منها سوى أقل من 200 متر مكعب في الثانية”، بحسب إداريين في سد تشرين.
وأثار خفّض تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية، مشكلات حياتية وسخطاً شعبياً في المناطق التي تعتمد على النهر في مياه الشرب وري الأراضي الزراعية، كما تراجعت حركة العمل في المناطق الصناعية، نتيجة زيادة ساعات تقنين الكهرباء.
كميات غير كافية
وتشهد مراكز توزيع الغاز في المدينة ازدحاماً، حيث يضطر سكان للانتظار عدة ساعات للتسجيل أو استلام أسطوانة الغاز.
ويضم إقليم الفرات 22 مركزاً لتوزيع الغاز، يتوزع 12 منها في مدينة كوباني وتسعة في ريفها، إضافة لمركز في بلدة عين عيسى.
وشهرياً تصل نحو 24 ألف أسطوانة غاز إلى كوباني، من أصل 33600 أسطوانة تصل لكامل مراكز التوزيع في إقليم الفرات، بمعدل أسطوانة غاز لكل عائلتين شهرياً، بحسب مكتب الغاز التابع لمديرية المحروقات في إقليم الفرات.
كميات إضافية
ومنذ شهرين سجل معروف علي (80 عاماً) وهو من سكان حي “الشهيد خبات” في كوباني على أسطوانة غاز، ولكنه لم يستلمها إلى الآن.
وقال “علي” إن عائلته تعاني صعوبات في إعداد الطعام، “وخاصة أننا في شهر رمضان.”
ومع بدء التقنين في الكهرباء واستهلاك كميات أكثر من الغاز، بدأ مكتب الغاز في إقليم الفرات بجلب كميات إضافية من أسطوانات الغاز “ولكن المشكلة لا زالت قائمة، حيث أن الكميات الواردة غير كافية”، وفقاً لما أفاد به محمد حسن، إداري في المكتب.
وذكر “حسن” أنه قبل تقنين الكهرباء كانت الكميات الواردة من الغاز إلى كوباني “كافية ولم تكن مراكز التوزيع تشهد أي ازدحام.”
ورأى “محمد” أنه لا يمكن إيجاد حل لهذه المشكلة بدون زيادة ساعات توفير الكهرباء، “لأن معمل الغاز في القامشلي غير قادر على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان من مادة الغاز.”