خرق نسوي لنمط الدراما الشامية في ” الكندوش”

القامشلي – نورث برس

يتخذ الحضور النسوي في دراما أعمال البيئة الشامية، هذا العام أيضاً، شكلاً تقليدياً نسقياً بعيداً عن التنويع ذي البعد الثقافي والإنساني، باستثناء دور سلاف فواخرجي في “الكندوش”.

وفي أحسن الأحوال، يحصر كتاب الدراما ومخرجوها الحضور الاجتماعي النسائي في الحارة الشامية ذات البعد الكلاسيكي التقليدي للمجتمع الدمشقي،  وهو مفهوم يعتمد على تعميق الصورة النمطية للبيئة النسوية الشامية في ” القيل والقال”.

 بالإضافة إلى عدم خروج المرأة من كنف الرجل الذي تعيش في حماه، سواء أكان أباً أو أخاً أو زوجاً أو ابناً وربما ابن أخ في بعض الأحيان.

ويبرز موضوع صيانة عفاف المرأة للزوج إذا كانت متزوجة، واذ كانت غير متزوجة في انتظار الزوج، رغم كل الحضور والمكانة الاجتماعية التي قد تكون قد حققتها والتحصيل العلمي أحياناً.

إلا أن العمل الدرامي “الكندوش” من تأليف حسام تحسين بك وإخراج سمير حسين بدأ في الحلقة الأولى بسارق يمر على سطح منزل عزمي بيك (أيمن زيدان)، وتتالت الحلقات العشر الأولى في البحث عن السارق دونَ أي تطور مشجّع قد يعمل على زيادة التشويق.

وقصة بيع بيت الأرملة (سلاف فواخرجي) لعزمي بيك، وإعجاب الدلّال نزار ابو حجر بها، يدفعها للطلب من عزمي بيك إقامة علاقة معه بشكل واضح وصريح بعيداً عن التقاليد الشكلية في الحارة الشامية، وهذا ما يجعله يفكر جدياً في الاستجابة لطلبها المشفوع بجمال نسوي خلاب، بالمقارنة مع زوجته (صباح جزائري).

وبغض النظر عن قضية الاستجابة، الفعل بحد ذاته في الحارة الشامية غير مستحب وخارق للعادات والتقاليد في الدراما الشامية.

هذا الخرق جاء بلا مقدمات مقنعة، خصوصاً أنها استطاعت التخلص من سلفها الذي كان يلاحقها في بيت العائلة حتى بوجود أمه، وأبناء أخيه، وقدرتها الواضحة في التخلص من الدلّال أيضاً عن طريق البيع المباشر بوجود المختار.

إعداد وتحرير: إحسان الخالد