انتشار النفايات في أحياء حماة والبلدية تتذرع بغياب وقود سيارات نقل القمامة

حماة – نورث برس

تتلقى مرام النوري (28عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة من سكان حي القصور بمدينة حماة، وسط سوريا، العلاج من مرض اللشمانيا الذي أصيبت به خلال الشهر الفائت في يديها ووجهها في مستوصف بالمدينة.

وبالقرب من منزل “النوري” وأحياء أخرى في حماة تتجمع أكوام من القمامة حول الحاويات وعلى أرصفت الشوارع، بالإضافة إلى انبعاث روائح كريهة منها وتجمع الذباب والحشرات عليها، مسببة أمراض جلدية للسكان.

شكاوى دون جدوى

وقالت “النوري” إن سكان الحي طالبوا البلدية بضرورة ترحيل القمامة ورش المبيدات “فلم نرى آذاناً صاغية.”

وفي بعض الأحيان، يضطر سكان الحي إلى القيام بحرق النفايات في الشوارع، للتخلص من الروائح الكريهة والتخلص من الحشرات، “لكن الروائح التي تنتج عن حرقها تجعل الوضع أكثر سوءاً.”، بحسب “النوري”.

ولجأ سكان في الحي إلى رش منازلهم من الداخل والخارج بالمبيدات الحشرية على حسابهم، ولكن كل تلك الإجراءات “لا تجدي نفعاً إن لم تتدخل البلدية وتقوم برش كامل الحي وترحيل النفايات.” بحسب سكان محليون.

وقال سامي العلواني (66عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان حي الشيخ عنبر بحماة، إن سيارات البلدية تأتي للحي مرة واحدة فقط في الأسبوع، “ولا تقوم بتنظيف الحي إنما فقط ترحل القمامة التي في الحاويات وتترك ما حولها.”

وقدم سكان الحي عدة شكاوى ولكن “دون جدوى”، ليلجؤوا إلى تقديم طلب لمحافظ حماة، حيث قام الأخير بجولة في الحي.

لكن  البلدية وقبل الجولة بعدة ساعات قامت بتنظيف الحي كاملاً وشطف الشوارع “وبعد مرور المحافظ عاد الوضع مثل ما كان في السابق ولم نعد نرى البلدية أو عمالها.”، وفقاً لما ذكره “العلواني”.

وأضاف: “مهمة البلدية هي تتبع زيارات المحافظ وتنظيف الشوارع قبل مرور أي وفد، ومن ثم ترك الأحياء تطوف بالقمامة.”

“وضع للأسوء”

وفي الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير الفائت، قام محافظ مدينة حماة، محمد طارق كريشاتي، بحجب الثقة عن رئيس مجلس بلدية حماة عمر الطيار، بسبب تهم فساد موجهة إليه.

ويأتي عزله وحجب الثقة عنه، بعد عملية الهدم الأخيرة التي شنها محافظ حماة “كريشاتي” لحي النقارنة.

وقالت مصادر لنورث برس، إن “الطيار اتهم بتقاضي أموال من متعهدي البناء والسماح لهم بالبناء في الأراضي الزراعية.”

ونهاية كانون الأول/ ديسمبر العام الفائت، تم إحالة ثلاثة موظفين من مراقبي البناء التابعين للبلدية، للتحقيق بتهم فساد وتقاضي رشاوى وتسهيل البناء غير المشروع.

وقال عصام الحوزاني (36عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان حي جنوب الملعب إنهم كانوا يأملون أن تتحسن أوضاع  المدينة بعد عزل رئيس مجلس بلدية حماة، “كان لدينا أمل بحل هذه المشاكل ولكن بدل أن تتحسن الأحوال ازداد الأمر سوءاً.”

وذكر لنورث برس أنه قبل أسبوعين “جاءت موجة الخنافس وامتلأت المنازل بها وبحشرات غريبة، حيث طلبوا من البلدية رش المبيدات، ولكن دون جدوى.”

وأرجع غزوان المليح (58عاماً) وهو اسم مستعار لموظف في بلدية حماة سبب عدم ترحيل القمامة ورش المبيدات إلى عدم توفر وقود للشاحنات وعدم تزوديهم بالمبيدات.

 وتعمل حالياً سيارتان فقط لترحيل القمامة في جميع أحياء حماة وذلك بعد توقف السيارات الأخرى عن العمل، “بسبب عدم تزودينا بمخصصات مازوت.”، بحسب “المليح”.

ومنذ أكثر من شهر تشهد حماة وكافة مناطق سيطرة حكومة دمشق أزمة محروقات خانقة، حيث خفضت الحكومة مخصصات المدن من البنزين والمازوت.

وأشار الموظف الحكومي إلى أن عدد عمال النظافة في البلدية لا يغطي كافة الأحياء، كما أن عدد المتقدمين لهذه الوظيفة “قليل جداً، لأن الرواتب قليلة وغير مشجعة.”

إعداد: علا محمد – تحرير: سوزدار محمد