عقود للتسجيل على شقق في المشاريع السكنية بحماة وسكان يتهمون مسؤولين “بسرقة الأموال”
حماة – نورث برس
منذ 18عاماً ينتظر نوار العطار (59عاماً) وهو من سكان مدينة حماة، وسط سوريا، أن يستلم منزله الذي قام بالتسجيل عليه في إحدى الجمعيات السكنية التابعة لنقابة المعلمين، حيث كان من المقرر أن يستلمه بعد خمس أعوام من تاريخ التسجيل.
وخلال تلك السنوات كان “العطار” يدفع شهرياً مبلغاً يتراوح بين ألفي وخمسة آلاف ليرة، حيث كان سعر المنزل أثناء التسجيل عليه يبلغ 700 ألف ليرة سورية.
“أموال مسروقة”
وقال إنه استفسر عن سبب تأخر تسلّمه منزله، ليعرف فيما بعد أن أحد المسؤولين عن البناء “قام بسرقة مبلغ مالي كبير وهرب به إلى خارج البلاد الأمر الذي أخّر بناء المشروع.”، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
وفي سنوات ما قبل الحرب السورية، قام سكان في حماة بالتسجيل في الجمعيات السكنية التابعة للنقابات أو التابعة لمؤسسات الإسكان التابعة لحكومة دمشق على أمل أن يتحقق حلمهم في الحصول على منزل ملك.
ومنذ تسع سنوات تنتظر قمر التيناوي (50عاماً) وهي من سكان حماة استلام منزلها، حيث أنها قامت بالتسجيل في جمعية الإسكان منذ 12عاماً على شقة على أن يتم تسليمها بعد ثلاثة سنوات مع دفع مبلغ كل شهر لحين التسليم.
وقالت السيدة الخمسينية: “مازلنا إلى الآن ننتظر الوعود الكاذبة من قبل جمعية الإسكان، حيث كان الاتفاق على شراء أراضي في حي البعث وحي طريق حلب ولكن تفاجئنا بشراء أراضي خارج حماة وتبعد عن المدينة مسافة كبيرة.”
وبرر سمير المليح (47عاماً) وهو أحد موظفي الجمعيات السكنية سبب تأخر تسليم المنازل بالحرب التي شهدتها البلاد خلال السنين عشر الماضية “والتي دفعتنا لإيقاف كافة المشاريع لحين تحسن الأوضاع.”
وأضاف: “لكن الخطأ الكبير الذي وقعنا به هو عدم شراء أراضي في ذلك الوقت فأسعار الأراضي اليوم داخل مدينة حماة تضاعفت عشرات المرات عما كانت عليه قبل الحرب.”
الأمر الذي اضطرهم لشراء أراضي خارج حماة “فهي أوسع وأكبر وأرخص سعراً”، بحسب “المليح”.
“وعود كاذبة”
وبسبب طول مدة التسليم، قام عدد ممن سجلوا على منازل في الجمعيات ببيع أدوارهم وذلك بعد فقدان الأمل بالحصول على شققهم.
وقامت غيداء الياسر (60عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة من حماة، ببيع دورها في جمعية تابعة للسكن الشبابي بعشر ملايين ليرة سورية، حيث قامت خلال الأعوام 14الماضية بدفع مليوني ليرة كأقساط شهرية للجمعية.
وعبرت “الياسر” عن ندمها في التسجيل بالجمعية، “كانت غلطة عمري أني أنفقت مالي على منزل الجمعية، حيث كانت الوعود بأن السكن سيكون مخدم بحدائق وملاعب ومسابح ومصاعد والتدفئة المركزية.”
ولكن عند بدء البناء تبين أن “كافة الوعود كاذبة ولم يتم تنفيذ شيء مما وعدونا به، فكل الجمعيات التابعة للدولة بنائها تجاري وغير جيد.”
ومنذ عام، استلم يامن العرابي (55عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان حماة منزله في حي تشرين الذي كان قد قام بالتسجيل عليه في جمعية تابع لنقابة المعلمين.
لكن ومنذ استلامه ينشغل “العرابي” بتصليحات المنزل، “فالنوافذ انكسرت والدهان تقشر والأبواب تعطلت وليس هناك مياه ولا خدمات للحي.”
وأشار إلى أنه ولسوء البناء، قام غالبية أصحاب المنازل ببيعها والسكن في أحياء أخرى، “فهذا الحي يعد معزولاً عن حماة مع أنه بني منذ أكثر من عشر سنوات.”
واتهم “العرابي” المسؤولين عن الجمعيات “بسرقة الأموال حيث أنهم لم يقوموا بتأمين الخدمات لهذا الحي كما كان متفق عليه.”