NPA
أكّدت روسيا أنّها بدأت بتفكيك مخيم الركبان للنازحين السوريين على الحدود السورية-الأردنية, في حين نفت هيئة العلاقات العامة في المخيم هذا الأمر.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "رايا نوفوستي" أمس الجمعة، عن رئيس "المركز الروسي للمصالحة" أندريه باكين, أنّ خطة تفكيك المخيم بدأت الجمعة وقد تستغرق شهراً كاملاً, وستجري بإشراف الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر السوري.
وأضافت أنّ عملية الإجلاء ستكون على دفعاتٍ كل منها تضم /3000/ إلى /3500/ نازح، وذلك من خلال معبر "جليب" الذي ستشرف عليه /12/ وحدة عسكرية روسية و/35/ شرطياً.
ومن جهته أكّد شكري شهاب المتحدّث باسم "هيئة العلاقات العامة والسياسية" في مخيم الركبان أنّه لن يُفكّك, وأوضح لموقع "بروكار برس" أنّ من سيغادر المخيم قريباً هم /500/ شخص فقط وقد يصل العدد إلى ألف، مشيراً إلى أنّ عدد سكان المخيم حالياً هو /12/ ألف، بحسب استبيان للأمم المتحدة.
وقال شهاب إنّ الهيئة اتفقت مع وفد الأمم المتحدة منذ دخوله أوّل مرة إلى المخيم في منتصف آب/أغسطس الماضي، على خطة تتألف من ثلاث مراحل أولها الدخول لإجراء استبيان برغبة الأهالي بالخروج أو البقاء، والثانية دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم، لتكون الثالثة إخراج من يرغب إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.
شهاب أكد أن روسيا استغلت إجراءات الأمم المتحدة وبدأت بنشر الإشاعات حول تفكيك مخيم الركبان.
وعن الوضع الإنساني داخل المخيم قال: "الوضع لا يزال سيئاً جداً، إذ تستمر قوات النظام بمحاصرة المخيم منذ سبعة أشهر ولا تسمح بإدخال المواد الغذائية والمستلزمات الصحية والطبية إلى المخيم".
وتستمرّ موسكو ودمشق وطهران بالسعي إلى تفكيك وإزالة مخيم الركبان الواقع في المنطقة المحرّمة بين سوريا والأردن، وقرب المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن, لأسباب سياسية تتعلق بالتنافس مع واشنطن على هذه المنطقة والضغط عليها للانسحاب من قاعدة "التنف".
وتُعسكر قرب المخيّم قواتٌ أمريكيةٌ في قاعدة (التنف)، وفصائل معارضةٌ مدعومةٌ من واشنطن تحمل اسم "مغاوير الثورة".
من جهته أصدر "جيش مغاوير الثورة" بياناً الثلاثاء، قال فيه إن الهلال الأحمر السوري أوقف عملية توزيع المواد الغذائية على الفقراء في مخيم الركبان بأمر من الحكومة السورية من أجل إجبار الأهالي على المغادرة.
وحول هذا الصراع وفي تصريحاتٍ سابقةٍ لـ"بروكار برس" قال العميد المنشق عن الحكومة السورية, أحمد الرحال: "المنطقة تشكّل نقطة استناد للقوات الأمريكية التي تنطلق منها دورياتٌ لمراقبة الممر الإيراني ما بين التنف والبوكمال، فالأمريكان تهمهم هذه المنطقة التي تشكّل "مسمار جحا" بحيث تتيح لهم التمدّد جنوباً وشمالاً وإلى العمق".
وكان المخيم يضم أكثر من خمسين ألف نازح عانوا الحصار والجوع, وتوفي عددٌ من الأطفال نتيجة سوء التغذية.