القامشلي – نورث برس
يركز العمل الدرامي “خريف العشاق” على جوانب الحياة الثقافية والعاطفية، والاجتماعية، والسياسية.
ويشير لذلك من خلال حكاية مجموعة من الشبان والشابات قرروا تحدي مجتمعهم وظروفهم، حيث يتزوج ثلاثة ضباط من ثلاث فتيات من طوائف مختلفة، على الرغم من الاختلافات الطبقية والاجتماعية والطائفية.
ويعتقد هؤلاء أن الحب يمكن أن يشكل حصانة لخياراتهم، لكنهم يكتشفون أن القرار الفردي غير كاف، ولن يستطيعوا الاستمرار به ضمن كل هذا المحيط المعادي.
ويتعرض العمل لفترة زمنية منذ أوائل السبعينيات ويستمر حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضي، هذه الحقبة شهدت الكثير من الأحداث على الصعيدين العربي والكوني.
وتفاعلت الحكاية ما بين الخاص والعام في العمل وكان مثيراً وجذاباً منها حرب (تشرين، أكتوبر) 1973، والصراع العنفي مع الإخوان المسلمين، وغزو الكويت في بداية تسعينيات القرن الفائت.
كما شهدت على الصعيد العالمي سقوط منظومة كاملة (سقوط الشيوعية والاتحاد السوفييتي، وسقوط جدار برلين).
والتحولات التي تطرأ على الشخصيات الثلاثة في ظل استمرار نكبات الحرب تفرض تحد من نوع آخر، فالفنان “حسين عباس، عقيد” يقف ضد زواجهم في البداية، بينما “العم، أيمن زيدان”، يوجه كل هذه الشخصيات نحو مسارات العمق في العمل الدرامي من موقع المسؤولية العسكرية والسياسية، فهو الذي تصب عنده كل المعلومات، ويجبر الضابط الأحمد على وضع السماعة، ويذكره بقبوله للهدايا، وليس الرشوة.
ويهتم بالفساد في أجهزة الأمن في تلك المرحلة، وكيفية العمل على إصلاحها بالتنسيق مع الأحمد في مرحلة الثمانيات.
بينما الضباط الأحمد الصغير الذي يدرس في موسكو وبلغاريا ويطور اختصاصه المهني في الجيش، ويفرض نكهة خاصة لقضية الخلافات الزوجية وخروجها من بوتقة الحب إلى إطار العلاقات شبه العائلية التقليدية بين الأزواج.
والأحمد الذي تكلل مع زوجته في كنيسة موسكوفيه، لكي تتحلل من عقدة الذنب الدينة في الحياة العملية.
ويستمر الجدل حول حساسية النص، بطرحه العامل الطائفي الحاضر بقوة في مفرداته.
ومقعد البطولة حجز للممثلَين الشقيقَين محمد وأحمد الأحمد في أول بطولة تجمعهما معاً إلى جانب كل من الممثلين الشباب: لجين إسماعيل، حلا رجب، علا سعيد وعلياء سعيد.