كساد خضار في حماة ومزارعون يتعرضون لخسائر بسبب أزمة المحروقات

حماة – نورث برس

يشتكي مزارعو الخضار الصيفية وتجار في حماة، وسط سوريا من كساد كبير في محاصيلهم وصعوبة كبيرة في تصريف منتجاتهم إلى المدن الأخرى وذلك بسبب أزمة المازوت التي تعيشها المدينة.

ومنذ أكثر من شهر تشهد حماة وكافة مناطق سيطرة حكومة دمشق أزمة محروقات خانقة، حيث خفضت الحكومة مخصصات المدن من البنزين والمازوت.

لا مازوت

وشلت أزمة المحروقات الحركة في مدينة حماة وأوقفت النقل الداخلي والخارجي، إضافة لتوقف معظم سيارات نقل البضائع والمعامل بسبب عدم تزويدهم بالمازوت.

وقال طلال الصاري (49عاماً) وهو اسم مستعار لسائق شحن يعمل على خط حماة ـ دمشق، إنه قبل أزمة المازوت كان ينقل يومياً عدة شحنات من الخضار والفواكه لدمشق وحمص والمحافظات الأخرى.

وأضاف: “الآن توقف عملي بين المحافظات بسبب عدم تزويد سيارتي بالمازوت من قبل الدولة ورفض الكازيات التعبئة.”

ويضطر السائق لشراء المازوت من السوق السوداء، حيث يتراوح سعر اللتر منه ما بين 2000 و3000 ليرة سورية.

ويقوم “الصاري” حالياً بنقل الخضار من الأراضي الزراعية إلى سوق الهال في مدينة حماة، حيث “لم يعد هناك طلبات إلى المحافظات إلا القليل، بسبب الأجور المرتفعة.”

ومؤخراً، ارتفعت أجور النقل بين المحافظات السورية عدة أضعاف وبلغت أجور النقل لسيارات “الانتر” من مدينة حماة إلى مدينة دمشق 500 ألف ليرة، بعد أن كانت تتراوح بين 150 و200 ألف ليرة قبل ذلك.

وارتفعت أجور النقل لسيارات  الشحن “كيا4000” إلى 250 ألف ليرة بعد أن كانت تتراوح بين 60 إلى 80 ألف ليرة.

“بضائع مكدسة”

وقال ريان الورار (46عاماً) وهو اسم مستعار لأحد تجار سوق الهال في حماة، إن “البضائع مكدسة لدينا في السوق وليس هناك تصريف إلى المحافظات الأخرى.”

وأشار التاجر إلى أن التصريف الآن بات معتمداً على سوق الهال في المدينة الذي “لا يستهلك ربع المنتجات الواردة إليه.”

وأضاف: “الآن موسم البصل وهناك عشرات الأطنان من البصل في سوق الهال لا تجد من يحملها وبعد عدة أسابيع سينبت موسم البطاطا, إن استمر الوضع هكذا ستتكدس البطاطا في السوق دون تصريف أيضاً.”

وذكر تجار آخرون لنورث برس أنه هذه هي المرة الأولى التي تتكدس فيها الخضار في سوق الهال دون تصريف، حيث باتوا يرفضون شراء كافة الكميات من المزارعين “لأنها كميات كبيرة ولا يستطيع السوق استيعابها فيشترون على حسب حاجة السوق.”

ويدفع تكدس الخضار بعض المزارعين لإنشاء بسطات في أسواق الخضار وبيع بضائعهم بأنفسهم لتصريف كميات أكبر من المنتجات.

وعلل “الورار” سبب ارتفاع أسعار الخضار إلى أن المزارعين” يرفعون الأسعار لتعويض خسارتهم فمعظم المنتجات أتلفت بسبب عدم وجود نقل لها للمحافظات الأخرى.”

“فالمزارع سيضطر لدفع أجور نقل أكثر من السعر الذي يبيع فيه البضائع لذلك يضطر لرفع سعرها في المدينة وعدم نقلها للمحافظات الأخرى لتجنب الخسائر الكبيرة.”

خسائر

ويفكر سعيد الخالد (55عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع في حماة، جدياً ببيع أرضه والعمل في مهنة أخرى بعيدة عن الزراعة إذا استمرت خسارته أكثر.

وقال “الخالد” إنه خسر مئات الآلاف بسبب أزمة النقل وارتفاع أجور السيارات، إذ أنه  يجد صعوبة في تأمين سيارات بأسعار “مناسبة” لنقل محصوله من الخضار إلى سوق الهال في المدينة.

وأضاف: “أصحاب السيارات يطلبون 20 إلى 40 ألف ليرة سورية لنقل المحصول من الأرضي التي تبعد حوالي 20 كم عن سوق الهال، وهذا المبلغ كبير جداً.”

عدم تأمين حكومة دمشق المازوت للمزارعين وعدم قدرة بعضهم على شرائه من السوق السوداء أدى لتلف محاصيل من الخضار وذبولها لعدم سقايتها.

وقال جمال العوف (60عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع في بساتين الشريعة في الريف الجنوبي لحماة، إن المزروعات “ذبلت من العطش بسبب عدم وجود مازوت لتشغيل الآبار، وذهبت إلى المحطات جميعها رفضت إعطائي لتر مازوت.”

ويعجر “العوف” عن شراء المازوت من السوق السوداء بسبب ارتفاع سعر، حيث وصل سعر اللتر منه إلى ثلاثة آلاف ليرة.

وطالب “العوف” عدة مرات مديرية الزراعة في حماة بتأمين المازوت لسقاية الأراضي “فكان ردهم أنه ليس هناك مازوت حالياً وفي حال تأمينه سيتم توزيعه.”

إعداد: علا محمد – تحرير: سوزدار محمد