سكان في ريف الحسكة يعللون عدم التزامهم بالإغلاق الكلي بسوء الوضع المعيشي

تل تمر – نورث برس

أمام محل لصيانة الدراجات النارية في قرية الركبة5  كم جنوبي بلدة تل تمر شمالي الحسكة شمال شرقي سوريا، ينهمك أحمد حمدان (20عاماً) من سكان القرية في العمل، بينما بجواره عدد من الزبائن دون التقيد بوسائل الوقاية.

وقال الشاب العشريني: “في القرى بشكل خاص لا يمكن الالتزام بالإجراءات المتخذة للحد من تفشي كورونا، لأن الحياة المعيشية صعبة، كما أن قلة المحصول هذا العام بسبب الجفاف أثرت على الوضع الاقتصادي لسكان القرى.”

غياب وسائل الحماية

ويرتاد يومياً العديد من الزبائن محل “حمدان” لصيانة درجاتهم النارية وذلك دون ارتداء الكمامات أو المحافظة على التباعد الاجتماعي.

ومنذ السادس من هذا الشهر، تخضع مدن الرقة والقامشلي والحسكة لإغلاق كلي، حيث قررت الإدارة الذاتية بعد ذلك بأسبوع فرض إغلاق كلي لعشرة أيام أخرى على كامل مناطقها.

وفي الواحد والعشرين من الشهر الجاري، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فرض إغلاق جزئي على مناطق سيطرتها كافة لفترة أسبوع تبدأ من صباح الجمعة في الثالث والعشرين من شهر نيسان/أبريل الحالي وحتى التاسع والعشرين منه.

ويترافق الإغلاق الجزئي مع تمديد الإغلاق الكلي في مناطق إدارتي الجزيرة والطبقة.

وبحسب مديرية الصحة في سري كانيه والتي تتبع لها بلدة تل تمر، فإن الإصابات بفيروس كورونا في القرى “أكبر بكثير من المدينة.”

ومنذ مطلع نيسان/ أبريل الجاري، سجلت منطقة تل تمر أكثر من أربع حالة وفاة و 100 إصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأمام المحلات التجارية والأزقة على طول مئات القرى في ريف الحسكة، يجتمع سكان دون مراعاة التباعد الاجتماعي، بينما حركة المارة بالذهاب إلى أعمالهم اعتيادية.

وفي قرية تل حفيان جنوبي تل تمر، يجتمع مجموعة من الرجال أمام محل لبيع المواد المنزلية المستعملة يتبادلون أطراف الحديث.

وقال خليل بركات (33 عاماً) وهو صاحب المحل، إنهم يعلمون “جيداً” خطورة فيروس كورونا، إلا أن مسألة التقيد بوسائل الحماية الشخصية ليست بمحض إرادتهم، حسب تعبيره.

استهتار

وأضاف: “في اليوم يزورني الكثير من الزبائن طلباً للمستلزمات المنزلية كما جمعتنا هذه، أو عندما نذهب للفرن لجلب الخبز سترى مئة شخص يقفون ضمن طابور.”

وعلل هو الآخر” الاستهتار بوسائل الحماية إلى سوء الوضع المعيشي، “باعتقادي الوضع المعيشي أصعب من فيروس كورونا بالنسبة لشعب المنطقة، فمثلاً كل يوم أقوم بشراء خبز سياحي لعائلتي بخمسة آلاف ليرة وهذا يعتبر مصروفاً كبيراً بالنسبة لنا كمحدودي الدخل.”

وقالت ريما رسو، الناطقة باسم مديرية الصحة في سري كانيه إنه هناك “قلة وعي واستهتار بقرارات خلية الأزمة من ارتداء الكمامات والمحافظة على التباعد الاجتماعي.

ومنذ إعلان هيئة الصحة فرض إغلاق كلي في كافة مناطق الإدارة الذاتية، تخرج فرق تثقيفية لمديرية الصحة ضمن بلدة تل تمر وريفها “لحث السكان على التقيد بالحماية الشخصية ومدى خطورة الوباء المتفشي بالمنطقة.”، بحسب “رسو”.

وأشارت إلى أنهم يسعون بكافة السبل لتغطية أكبر منطقة ممكنة بجلسات تثقيف لزيادة الوعي الصحة، إلا أن المساحة الجغرافية الكبيرة للمنطقة تحدّ من قدرة فرقهم على تغطيتها.

وأضافت: “لذلك يتطلب من السكان وعي أكبر وحس بالمسؤولية أكبر لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر.”

ووفق الإحصائية الأخيرة لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية، فقد بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في شمال شرقي سوريا أكثر من 15 ألف حالة مؤكدة منها 545 حالة وفاة، بينما تماثل 1569 حالة للشفاء.

ورغم انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا في منطقة تل تمر منذ إعلان الإغلاق الكلي، “إلا أن خطر تفشيه مجدداً لا يزال قائماً.” وفق مديرية الصحة.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد