قبيل انتهاء فترة الإغلاق الكلي.. مسنون في ديرك يتحسرون على عادات رمضانية

ديرك – نورث برس

يتحسر عبد الرحمن محمد (67 عاماً)، وهو من سكان ريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، على صلوات الجماعة وأجواء الاجتماع مع أقرانه في المسجد التي فاتته خلال رمضان هذا العام.

وحد تفشي فيروس كورونا من الطقوس والتقاليد الدينية والاجتماعية خلال شهر رمضان الحالي في ديرك وأريافها، ما أشعر مسنين بالضيق لعدم قدرتهم على اتباع ما اعتادوا عليه سابقاً.

كما أدى الإغلاق الكلي الذي فرضته الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، إلى انعدام قدرة السكان على شراء احتياجاتهم من المدن ما اضطرهم للشراء من باعة السيارات المتجولة بأسعار مرتفعة, بحسب سكان.

“مسافة مترين”

يقول الرجل المسن من قرية روباريا، جنوب غرب ديرك, إن إغلاق المسجد للحد من تفشي فيروس كورونا حرمه من تأدية عباداته كما اعتاد.

كما أن الإغلاق الكلي والإرشادات الوقائية منعت السكان من الزيارات العائلية واجتماع الأقارب والجيران بعد الإفطار.

وأضاف “محمد”، أن فيروس كورونا جعل الوضع يزداد سوءاً، “عندما نخرج يجب ارتداء الكمامات، لم نعد نصافح بعضنا بالأيدي (…) كما سابقاً.”

وكان سكان ريف ديرك “يخرجون ويتسامرون بعد الإفطار، أما الآن على من يقوم بزيارة ترك مسافة مترين بينه وبين الشخص الآخر”, على حد قول “محمد”.

وتنص الإجراءات الاحترازية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة للوقاية من الإصابة بالفيروس.

وبلغت عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق شمال شرقي سوريا، في آخر إحصائية لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية, 15.562 إصابة مؤكدة، منها 545 حالة وفاة و 1.569 حالة شفاء.

والأربعاء الفائت، قررت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا فرض إغلاق جزئي في مناطقها، لمدة سبعة أيام، مع استمرار الإغلاق الكلي في إدارتي الجزيرة والطبقة, وذلك للحد من تفشي كورونا.

وتنتهي الخميس، فترة الإغلاق, وسط توقعات بإنهاء الإغلاق الكلي مع استمرار آخر جزئي في مناطق شمال وشرقي سوريا.

“لا تسوق في المدينة”

ويرى سكان أن إجراءات الإغلاق كانت صارمة لأنها لم تنص مثلاً على تخصيص يوم في كل أسبوع من أجل أن يذهب سكان القرى إلى المدينة للتسوق خلال شهر الصيام.

ودعت جوزة سلو (65 عاماً)، وهي من سكان ريف ديرك, للسماح لسكان القرى أن يذهبوا إلى المدينة لشراء احتياجاتهم خلال الفترة القادمة.

وقالت لنورث برس إن الإغلاق أجبرها على شراء حاجة عائلتها من الخضار من السيارات المتجولة رغم أن أسعارها مرتفعة.

فهي تشتري الكيلوغرام الواحد من البندورة من السيارة المتجولة بحوالي بألفي ليرة وكيلوغرام الليمون بثلاثة آلاف، بينما تباع تلك الأصناف بسعر أرخص في المدينة, بحسب “سلو”.

وتقارن ربة المنزل طقوس رمضان قبل وبعد وباء كورونا، حيث كان سكان الريف في السابق يقيمون الموالد ويدعون الأقارب والجيران إلى الولائم وموائد الطعام.

وأضافت أن السكان في شهر رمضان كانوا يسكبون لبعضهم البعض من الوجبات التي يطهونها، “لكن الظروف الحالية باتت صعبة”، على حد تعبيرها.

ويقول الأطباء والمختصون في الصحة إن الفيروس يشكل خطراً أكبر على المسنين والمصابين بأمراض مزمنة.

ومن جانبه، قال رمضان عرفو (55 عاماً)، إن كل شيء كان متوفراً خلال شهر رمضان في السابق.

 وأضاف أنه “كان الصيام خير وراحة أما الآن فإن كل شخص معتكف في منزله ليحمي نفسه من وباء كورونا”، ولا يستطيعون الزيارات أو الصلاة في المساجد.

ودعا “عرفو” “الجهات المسؤولة” إلى مراقبة أسعار المواد لتخفيف العبء عن السكان لا سيما أن التجار يعزون سبب ارتفاعها إلى انهيار قيمة الليرة السورية.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: خلف معو