زراعة علف بديل للحيوانات الداجنة وتجارب خاصة لسكان من السويداء
السويداء – نورث برس
يتوجه ريدان العلي (40عاماً) وهو من سكان مدينة السويداء، جنوب سوريا إلى أحواض نبات الأزولا كل صباح والتي أشادها على أسطح منزله في المدينة لمراقبة مراحل نموه والتي يعقد الأمل عليها في استنبات أعلاف لدواجنه المنزلية والماشية.
والأزولا هو نبات صغير يعيش على أسطح الأحواض المائية وليس له جذور ويتكاثر من تلقاء نفسه بسرعة وخلال وقت قصير ويحتوي على نسبة عالية من البروتين.
علف بديل
ويتوجه العديد من مربي الدواجن والمواشي في السويداء إلى زراعة نبات الأزولا (عدس الماء) كبديل عن الأعلاف التقليدية والتي باتت “باهظة الثمن”.
وبدأت فكرة زراعة سرخس الأزولا لدى “العلي” قبل عام، حيث قام بزراعته على سطح منزله، إذ لاقت فكرته استحساناً لدى العديد من سكان السويداء، “تغني عن الأعلاف الأخرى والمستوردة بنسبة خمسين في المئة من شرائها.”
وبحسب مربي أبقار وماشية ودجاج، فإن الحصول على الأعلاف من خلال استنبات سرخس الأزولا عبر زراعته في أحواض مليئة بالمياه، أكثر وفرة مالية لهم من شراء الأعلاف التقليدية.
ويتم زراعة سرخس الأزولا من خلال إحداث أحواض مائية على أسطح المنازل أو في الأرض بارتفاع لا يتعدى 20 سم، يتم تبطينها بالنايلون وفرش طبقة من التراب، ليتم بعدها فرش البذور عليه على أن تصلها أشعة الشمس.
وأشار “العلي” إلى أن الأزولا يحتاج إلى مغذيات خاصة به حتى يتكاثر “ولكن بعد تعقيم مياه الحوض منعاً لانتشار الفطريات.”
ويمكن الاستغناء عن المغذيات الكيميائية بأخرى عضوية كروث الأبقار والدجاج والأغنام، حيث تنقع في الماء قبل بذر الأزولا داخل الأحواض بحدود يومين.
وينتج حوض من الماء مساحته مئة متر مربع مزروع بالأزولا في اليوم الواحد وبعد شهر من زراعته أكثر من 25 كيلو غرام من علف الأزولا الأخضر.
وهو يحتاج إلى درجات حرارة بين 18 و35 درجة مئوية حتى يتكاثر بشكل سريع، حيث تؤثر درجات الحرارة المنخفضة سلباً في عملية تكاثره، بحسب “العلي”.
“تجارب ناجحة”
وبحسب أكرم الولي (55 عاماً) وهو خبير زراعي واقتصادي من سكان السويداء، فإن نبات الأزولا يضاعف كتلته الحيوية في مدة يومين غالباً حيث يمكن أن تصل كمية الإنتاج في المشاريع الكبيرة من ثماني إلى عشرة أطنان للهكتار الواحد من العلف.
ويعد الأزولا غنياً بالبروتينات والأحماض الأمينية الأساسية والفيتامينات والمعادن ومناسباً لإطعام الأبقار الحلوب والدجاج وإنتاج البيض مقارنة بالأعلاف التقليدية عالية التكلفة، بحسب “الولي”.
ورأى الخبير الزراعي أن التوجه إلى استنبات سرخس الأزولا كأعلاف حيوانية هي حاجة اقتصادية ضرورية لدى جميع مربي الدواجن والمواشي كمشاريع علفية بديلة واستراتيجية.
ودعا “العلي” سكان السويداء والمهتمين بتربية الدواجن والمواشي في منازلهم بالتوجه إلى استنبات سرخس الأزولا “كأعلاف بديلة وأكثر مردودية وجدوى اقتصادية من الأعلاف التي تستوردها الحكومة وتبيعها بأسعار مرتفعة.”
ويقدر سعر الكيلو الغرام الواحد من علف الصويا والذرة الصفراء بـ1500 ليرة سورية، بينما سعر الكيلو الغرام الواحد من علف الأزولا يقدر بـ750 ليرة سورية.
واعتبر خزاعي الشاعر (39عاماً) وهو من سكان ريف السويداء الشرقي وأحد المهتمين بتربية الدواجن في حديقة منزله أن تجربته في زراعة سرخس الأزولا العام الفائت “كانت ناجحة ولم أتوقع لها هذا النجاح.”
ويرغب “الشاعر” هذا العام في زيادة المساحات المزروعة في أرضه لسرخس الأزولا إلى خمسين متراً مربعاً بعد أن كانت لا تتعدى بضعة أمتار مربعة.
وأشار إلى أن الغاية الأساسية في استنبات الأزولا لديه هي إطعام طيور الدواجن في حديقة منزله بعد أن أثقلته التكاليف العالية من الأعلاف التقليدية المتواجدة في الأسواق.