مخاوف نازحين من انتشار فيروس كورونا في مخيم نوروز بريف ديرك

ديرك – نورث برس

تحاول أمينة الظاهر (28 عاماً) وهي نازحة تسكن في مخيم نوروز شرق ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا منع أطفالها السبعة من اللعب والاختلاط مع أطفال المخيم وزادت من الاهتمام بنظافتهم الشخصية وغسل أيديهم باستمرار.

وامتنعت النازحة التي تنحدر من ريف سري كانيه (رأس العين) بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا في المخيم عن الزيارات لجيرانها وتشكيل تجمعات معهم.

إلا أن كل ذلك لا يبدد مخاوف النازحة من التعرض للإصابة وخاصة أن جميع النازحين في المخيم يتشاركون في الحمامات والمطابخ، إضافة إلى قرب الخيم من بعضها.

ويضم مخيم نوروز 350 عائلة نزحت إلى المخيم بعد الهجوم التركي على منطقتي سري كانيه وتل أبيض عام، 2019 إضافة لوجود عائلات من مدينتي عفرين وكوباني.

وسجل المخيم إلى الآن، أربع إصابات بفيروس كورونا، ثلاثة منها تماثلت للشفاء والحالة الرابعة تحت الرعاية الطبية، بحسب فريق الهلال الأحمر الكردي بالمخيم.

وذكرت “الظاهر” أن المعقمات نفدت عندها منذ أشهر، مشيرة إلى أن بعض العائلات عدد أفرادها قليل وقد تكفيهم المعقمات لفترة أطول من غيرها التي عدد أفرادها كبير.

وأصيبت هدلة جمو (36عاماً) وهي نازحة من مدينة سري كانيه بالفيروس حيث أنها وضعت نفسها في الحجر الصحي في خيمتها لمدة عشرة أيام.

 وفي تلك الأثناء توجه زوجها وطفلها وعمتها التي تقيم معهم إلى أقارب لهم ضمن المخيم خوفاً من انتقال العدوى لهم، وفق قولها.

وتلقت “جمو” الرعاية الصحية خلال فترة الحجر الصحي من فريق الهلال الأحمر الكردي في المخيم، إضافة إلى توفير المأكل لها من قبل زوجها والجيران.

وأشارت “جمو” إلى أن قلة الوعي قد تدفع البعض في المخيم إلى إخفاء إصابتهم بالفيروس في حين أنها راجعت النقطة الصحية وشرحت لهم وضعها الصحي والأعراض التي ظهرت عليها دون تردد إلى أن شفيت “تماماً” من الفيروس.

ويضم مخيم نوروز نقطة طبية تابعة للهلال الأحمر الكردي ويبلغ عدد الكوادر الطبية العاملة فيها 12 شخصاً، بينهم طبيب أطفال وطبيب داخلية وقابلة قانونية وصيدلانية وممرضين ومسعفين، كما تتوفر في النقطة سيارة إسعاف.

واشتكت “جمو” من قلة الدعم المقدم من المنظمات العاملة في المخيم بخصوص توزيع الكمامات والمعقمات، إذ أنها وزعت المعقمات مرة واحدة منذ انتشار الفيروس في المنطقة، مطالبة إياهم بتوفيرها لهم.

وعبرت عن مخاوفها من انتشار الفيروس في المخيم، “سيكون ذلك كارثة.”

وخصص فريق الهلال الأحمر الكردي في المخيم خيمة لعزل المصابين بالفيروس وفي حال استدعى حالة المريض النقل للمشفى فهناك فريق الطوارئ يتكفل بنقلهم، بحسب أحمد المصطفى وهو قائد الفريق.

لكن “المصطفى” أشار إلى أنهم لم يحتاجوا إلى الآن لنقل المصابين إلى مشفى ديرك، “لأن حالات الإصابات كانت متوسطة.”

ويعقد الفريق جلسات توعية صحية للإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، “إلا أن النازحين لا يستجيبون، فهم لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية ولا سيما ارتداء الكمامة وكذلك رفض المريض التواجد في غرفة العزل.”

وقالت دجلة محمد مديرة مكتب العلاقات في المخيم، إن بعض المنظمات وزعت المعقمات والكمامات ضمن المخيم “إلا أنها غير كافية.”

ومع ظهور الحالات في المخيم فرضت إدارة المخيم إغلاقاً كاملاً على المخيم لمدة أسبوعين قبل أن تنهيه مع تماثل ثلاث حالات للشفاء وبقاء حالة واحدة.

وعن حركة خروج النازحين من المخيم إلى مدينة ديرك لشراء احتياجاتهم، أشارت “محمد” إلى أنه بحسب تنظيم المجالس في المخيم يتم السماح بخروج أربعة أشخاص من كل مجلس لجلب احتياجات النازحين.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد