تفاقم أزمة المياه في الحسكة وريفها في ظل استمرار إيقاف تركيا لمحطة علوك
الحسكة – نورث برس
يضطر رضوان خليفة (39عاماً) وهو من سكان حي الفيلات الحمر بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بشكل يومي لجلب دلاءَ فارغة بواسطة دراجة ليقوم بملء المياه لعائلته سواء من الصهاريج أو من الخزانات المتواجدة في الأحياء أو من آبار المياه المالحة والمرّة التي حفرها السكان في الأحياء.
عملية يقول “خليفة” إنها أنهكته منذ أكثر من عامين، حيث يعاني سكان المدينة وريفها ومخيمات النازحين في المنطقة ومدن الشدادي وتل تمر والهول من أزمة مياه خانقة، تتفاقم مع قدوم فصل الصيف.
“المفاوضات فشلت”
وفي الثاني عشر من هذا الشهر، اندلع حريق في محطة تحويل الكهرباء في الدرباسية، شمال شرقي سوريا، تلك المحطة تقوم بتغذية محطة آبار علوك بالتيار الكهربائي.
وأسفر الحريق عن قطع التغذية عن خطوط الريف وخروج محطة علوك بريف سري كانيه (رأس العين) للمياه عن الخدمة، بحسب مصدر من محطة تحويل الكهرباء في الدرباسية.
ولكن ورغم انتهاء عمال الصيانة والإصلاح في محطة تحويل الكهرباء في الدرباسية، لم تصل المياه إلى الحسكة وريفها بسبب رفض قادة الجيش التركي في سري كانيه تشغيل محطة علوك باستطاعتها الكاملة.
ويطالب هؤلاء ووفقاً لمصدر من مديرية مياه الحسكة التابعة لحكومة دمشق، بالمزيد من التيار الكهربائي لمناطق سيطرتهم مقابل تشغيل عدد محدد من مضخات المياه.
وقال المصدر إن المفاوضات مع الجانب التركي برعاية الحليف الروسي “فشلت نتيجة مطالبة الجانب التركي بالحصول على 25 ميغا واط من التيار الكهربائي مقابل تشغيل مضختين أفقيتين فقط من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءاً، على أن يتم تشغيل 4 مضخات من التاسعة مساءاً وحتى التاسعة صباحاً، بمعدل 16 بئر.”
وأضاف المصدر: “لم تثمر المفاوضات، وتوقفت، إلى جانب وجودة تجاوزات وسرقات لمحتويات المحطة.”
وتعتبر محطة آبار علوك هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدن تل تمر والحسكة والشدادي والهول وأريافها والمخيمات التابعة لها.
مياه مرة ومالحة
وفي هذه الأثناء، يضطر سكان الحسكة إلى استعمال المياه المالحة والمرة من الآبار التي حفروها في الأحياء، خلال العام الماضي نتيجة إيقاف تركيا ولأكثر من مرة تشغيل محطة علوك.
ويعتمد السكان على شراء مياه الشرب من الصهاريج، “بأسعار مرتفعة”، تزيد من معاناتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها شريحة كبيرة من سكان المدينة.
وفي بعض الأحيان يضطر سكان في الحسكة لاستخدام المياه المرة لطهي المأكولات، في ظل عدم تمكنهم من تأمين مياه الشرب نتيجة الضغط على أصحاب الصهاريج.
وما فاقم الوضع أكثر هو أن انقطاع المياه تزامن مع حلول شهر رمضان وموجة جديدة من فيروس كورونا وارتفاع درجات الحرارة التي وصلت خلال الأيام القليلة الماضية لنحو 35 درجة مئوية في الحسكة.
وقال أحمد مصطفى (23عاماً) وهو من سكان حي الكلاسة بالحسكة إن معاناتهم تتفاقم يوماً بعد يوم في ظل عدم القدرة على تأمين مياه الشرب، “كما أن جلب المياه من الآبار المرة في الأحياء لا تقل تعباً وعذاباً عن سابقتها.”
ويضطر “مصطفى” كغيره من السكان أحياناً، لدفع مبلغ يتراوح بين خمسة إلى عشرة آلاف ليرة سورية لكل خمسة براميل مياه، متهماً أصحاب الصهاريج “باستغلال الوضع.”
لكن أحمد العليوي وهو صاحب صهريج لبيع المياه قال إنهم يتعرضون “للاستغلال” من قبل أصحاب آبار المياه في منطقة الحمة غرب الحسكة.
وأضاف: “كنا في السابق ندفع ستة آلاف ليرة مقابل 125 برميلاً، أما الآن ندفع 12 ألف، وسيصبح 14 ألف ليرة يوم غد.”