الأرمن في ريف الحسكة يطالبون العالم الاعتراف بالإبادة الجماعية
تل تمر – نورث برس
طالب الأرمن، السبت، دول العالم الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبها الأتراك بحقهم عام 1915، وذلك في ذكرى مرور 106 أعوام على المجزرة التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى.
ووسط إجراءات احترازية من فيروس كورونا، جرت مراسم الاستذكار في قرية تل كوران، جنوبي بلدة تل تمر بريف الحسكة، بمشاركة العشرات من الأرمن.
وتعرف مجازر الأرمن بأنها عمليات قتل جماعية ممنهجة، حصلت في أراضي الدولة التركية على يد حكومة جمعية الاتحاد والترقي، خلال الحرب العالمية الأولى.
ورغم أن الأبحاث التاريخية والاجتماعية لا تختلف على وصف عمليات قتل الأرمن بالإبادة الجماعية، إلا أن بعض دول العالم لا تطلق تلك الصفة عليها خشية توتر علاقاتها مع تركيا التي لا توافق على هذا الوصف.
وقال الباحث في التاريخ الأمني، نوبار ماكونيان، لنورث برس، إنه رغم مرور 106 سنوات على الأبادة الأرمنية، لا تزال الدول الكبرى مستمرة بعدم اعترافها بمجزرة “سيفو” بحق أجدادنا على أرضنا التاريخية.
وأضاف: “عدم الاعتراف بهذه الإبادة يعود لعلاقات الدول مع تركيا من النواحي الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، إلا أن الحقيقة واضحة ولا يمكن لأحد أنكارها.”
وأمس الجمعة، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغ نظيره التركي عبر مكالمة هاتفية، عزمه وصف ترحيل الأرمن وتجويعهم والمجازر بحقهم بـ “الإبادة جماعية.”
ولفت الباحث الأرمني، بأن اعتراف الرئيس الأميركي أمر جيد ونحن سنكون سعداء بذلك كشعب مضطهد.
وشدد أن “مطالبهم من الدول الكبرى هو وضع حد للدولة التركية، بإيقاف المجازر التي يرتكبها ضد سائر شعوب المنطقة.”
وعلقت على جدران كنيسة (ما زيا) بقرية تل كوران صور للمجزرة الأرمنية، بينما أوقد الحضور شموع على مذبح الكنيسة، تخليداً لذكرى ضحايا الإبادة الأرمنية.
كما تخلل مراسم الاستذكار، تقديم عرض عسكري من قبل الكتيبة الأرمنية، في حين علقت لافتة على جدار منزل بالقرب من الكنيسة مكتوبة عليها باللغات (العربية والأرمنية والكردية والإنكليزية)، “مازلنا أرمن.”
وقال القيادي في كتيبة “نوبار أوزانيان”، مانويل ديوير، لنورث برس، إن الأتراك ارتكبوا مجزرة بحق أجداده عام 1915، ولا تزال تركيا مستمرة في مجازرها بحق الشعب الأرمني كما جرى في مدينة سري كانيه (رأس العين).
وأَضاف: “أجدادنا الذين نجوا من المجزرة قبل أكثر من مئة عام تعرضوا مجدداً للتهجير داخل الاراضي السورية.”
وأواخر عام 2019، هجرت تركيا الآلاف من سكان مدينة سري كانيه، بعد هجومها برفقة فصائل مسلحة موالية لها.
وأشار القيادي الأرمني، إلى أنهم كأرمن “من واجبهم الدفاع وجودهم وأرضهم وتاريخهم ومستقبلهم.”
وينشط وجود الأرمن بكثرة في منطقة الجزيرة علاوة على المناطق السورية الأخرى، حيث شكلوا مجلساً مدنياً في الحسكة ينظم الأرمنيون في المنطقة.
وقال عماد تتريان، عضو المجلس الاجتماعي الأرمني بالحسكة، إنهم كأرمن الشتات ينظمون أنفسهم بعد تشكيل المجلس الاجتماعي، وهم في طور التوسع بتنظيم الأرمن في إقليم الفرات وباقي المناطق في شمال شرقي سوريا، بتشكيل مجالس اجتماعية.
ويقدر عدد الأرمنيين في الجزيرة السورية نحو 12 ألف فرد بمجموع 2400 عائلة، بينما لا يزال عملية إحصائهم، وفق ما قاله “تتريان” لـنورث برس.