تفاقم معاناة سكان الحسكة جراء انقطاع المياه وسط تفشي كورونا واقتراب فصل الصيف

الحسكة – نورث برس

يعاني سكان مدينة الحسكة وريفها، شمال شرقي سوريا منذ عشرة أيام من انقطاع مياه الشرب، نتيجة خروج محطة علوك للمياه بريف سري كانيه (رأس العين) عن الخدمة.

وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، اندلع حريق في محطة تحويل الكهرباء في الدرباسية، شمال شرقي سوريا، المحطة التي تقوم بتغذية محطة آبار علوك بالتيار الكهربائي.

وأسفر الحريق عن قطع التغذية عن خطوط الريف وخروج محطة علوك للمياه عن الخدمة، بحسب مصدر من محطة تحويل الكهرباء في الدرباسية.

وقال المصدر لنورث برس حينها إن الحريق اندلع بسبب تفجير القاطع الرئيسي في المحول، دون أن يحدد المدة التي ستنتهي أعمال الصيانة في المحطة وإعادة التغذية، وربط ذلك بنتيجة تقييم الأعطال والقطع المتوفرة في المحطة.

وتعتبر محطة آبار علوك هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدن تل تمر والحسكة والشدادي والهول وأريافها والمخيمات التابعة لها.

وفي هذه الأثناء، يضطر سكان الحسكة إلى استعمال المياه المالحة والمرة من الآبار التي حفروها في الأحياء، خلال العام الماضي نتيجة إيقاف تركيا ولأكثر من مرة  تشغيل محطة علوك بريف مدينة سري كانيه الخاضعة لسيطرتها.

فيما يعتمد السكان على شراء مياه الشرب من الصهاريج، “بأسعار مرتفعة”، تزيد من معاناتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها شريحة كبيرة من سكان المدينة.

وقال محمد السالم (57 عاماً) وهو من سكان حي خشمان بمدينة الحسكة إنهم يدفعون ألف ليرة سورية مقابل برميل واحد من المياه.

وخلال الأيام القليلة الماضية، اشترى “السالم” مياه الشرب بعشرين ألف ليرة سورية، بعدما توقفت العديد من المنظمات التي كانت في السابق تقوم بتوزيع المياه على السكان والمناطق التي لا تصلها المياه.

وقبل خروج محطة علوك عن الخدمة، لم تكن المياه تصل إلى المنازل بسبب ضعف ضخها، بحسب سكان المدينة الذين أشاروا إلى أن معاناتهم تزداد سوءاً في ظل تفشي فيروس كورونا في المنطقة واقتراب فصل الصيف.

واليوم الأربعاء، سجلت مدينة الحسكة 42 إصابة جديدة وحالتي وفاة بفيروس كورونا المستجد، بحسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

ومع بداية العام الجاري، بدأت الإدارة الذاتية، بتنفيذ أعمال مشروع استجرار مياه نهر الفرات من مدينة الصور بريف دير الزور الشرقي إلى مدينة الحسكة وريفها الجنوبي.

لكن لقمان موسى وهو مدير مشروع صيانة الخطوط في مشروع استجرار مياه الفرات إلى الحسكة قال في تصريح سابق لنورث برس إن المشروع “لا يعتبر بديلاً عن محطة مياه علوك وإنما هو حالة إسعافية لتأمين نسبة معينة تقدر بنحو 20 – 25 بالمئة من حاجة الحسكة من المياه.”

ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع خلال ثلاثة أشهر، بقيمة مالية تقدر بمليون ونصف المليون دولار أميركي، بحسب بيان سابق للإدارة الذاتية.

وقال عبد الرحيم محمد (60عاماً) وهو من سكان حي القطار وسط الحسكة إن المياه قبل انقطاعها بشكل كامل كان يتم ضخها كل أربعة أيام، “ولكن ضعف الضخ وقلة فتراته كان يؤدي لعدم تمكن الكثير من السكان من ملء خزاناتهم بالمياه.”

وأشار إلى أن وضع المياه في الحسكة يتفاقم يوماً بعد يوم، وخاصة أنهم سيحتاجون لاستهلاك كميات أكثر من المياه خلال فصل الصيف.

وقال محمد أيوب (51 عاماً) وهو سكان حي الصالحية بمدينة الحسكة إن شراء المياه يعد “مصروفاً إضافياً بعيداً عن الخبز والكهرباء وغيرها من الضروريات.”

وأشار إلى أنهم في أغلب الأحيان يضطرون للبقاء حتى ساعات الفجر “على أمل تعبئة الخزانات بالمياه، ولكن بدون فائدة، حينها لا يتوفر التيار الكهربائي ولا مولدات الاشتراك ونبقى بدون مياه.”

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد