انضم طفلاً وغادر شاباً.. تفاصيل مروعة من سيرة المعارضة المسلحة الموالية لتركيا

مع احتدام الاحتجاجات الشعبية ودخول الحراك في نفق العسكرة في البلاد عام 2012، كان فجر المالكي، وهو اسم مستعار لشاب كان يبلغ حينها 12 عاماً، وتلميذاً في الصف السادس الابتدائي.

في هذه الأثناء انتشرت عائلة “المالكي” الكبيرة في ريف إدلب، وعندما تشكل الجيش السوري الحر لمحاربة قوات الحكومة السورية، انضم العديد من أقاربه له، “حوالي 40 فرداً من عائلتي أصبحوا مقاتلين ضمن الجيش السوري الحر، بينما لم ينضم له والدي، وإنما اكتفى بدعمه.”  

(صورة) فجر مالكي، 14 عام

“اضطرار” لحمل السلاح

في العام 2013 اقتربت الميليشيات الموالية للحكومة السورية من ضواحي قرية “المالكي”، ما “اضطر” لحمل السلاح حينها لأول مرة.

يستذكر “المالكي” الذي يبلغ الآن 19 عاماً تلك الفترة بالقول: “ذهبت مع أبناء عمي، في تلك الفترة، ولم يتلق أي منا أي تدريب فعلياً، ولم يكن ذلك مهماً، المهم أننا ذهبنا وحاربنا.”  

كان من المفترض أن يخضع “المالكي” لامتحان اللغة العربية في المدرسة في نفس اليوم الذي خاض فيه معركته الأولى. يقول في هذا الصدد: “فاتني الامتحان ولم أعد إلى المدرسة مرة أخرى. عندما عدت إلى المنزل في تلك الليلة، بكت والدتي وتوسلت إلي ألا أقاتل مرة أخرى، لكنني قاتلت بالطبع.”

مقاتل يبلغ من العمر 15 عاماً ضمن فرقة الحمزة في طرابلس، ليبيا.
مقاتل يبلغ من العمر 15 عاماً ضمن فرقة الحمزة في طرابلس، ليبيا.

لم يكن لأقارب المالكي من الذكور أي مشكلة مع صغر سنه، والأمر ذاته مع قائده الأول في الجيش السوري الحر، الذي أشاد به كونه ترك المدرسة للانضمام إلى القتال.  

سنوات عمر “المالكي” القليلة كشفت عن الكثير في ساحات القتال السورية، “كانت هناك بعض اللحظات الخطرة، عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، كنت أقاتل في معركة في ريف حلب الشمالي، وقد تمت محاصرتنا من قبل قوات الأسد وقتل الكثير من عناصر فصيلنا. بقيت في مكان لمدة ثلاثة أيام برفقة عنصر آخر في مثل سني، كنا نفتش عن الأكل بين القمامة، وعندما تم فك الحصار، تفاجأنا بأننا لا زلنا على قيد الحياة.”  

يقول الشاب إنه في العامين الأولين من الحرب، انضم ما يقرب من عشرة مراهقين من قريته إلى الجيش السوري الحر، “بدا القتال أكثر أهمية من أي شيء آخر. وفي ذلك الوقت، لم يكن هناك الكثير من الأطفال المجندين ضمن المعارضة السورية كما هو الحال الآن، ولكن لم يكن نادر الحدوث أيضاً.”  

أثناء مهمة صحفية

في أيلول/سبتمبر 2014، كان تنظيم داعش يقترب من ذروة قوته في سوريا، وقد بدأ القتال ضد الجيش السوري الحر وجبهة النصرة – فرع تنظيم القاعدة في سوريا -، على الرغم من أنه تحالف مع كليهما في السابق في القتال ضد قوات الحكومة السورية.

أثناء تواجدي مع الجيش السوري الحر في مهمة صحفية، قمت بزيارة الخطوط الأمامية ضد داعش في ريف حلب الشمالي، لتصوير فيلم وثائقي لصالح قناة MSNBC. أثناء تصوير المقاتلين وهم يستعدون للمعركة، رأيت طفلاً لا يبدو أكبر من 13 عاماً، ويحمل بندقية من طراز AK-47، وطلبت من مقاتل يتكلم الانكليزية أن يسأل عن عمره.

فأجاب المقاتل: “إنه أخي، إنه في السابعة عشرة من عمره، ولكنه يبدو أصغر سناً.”  

مقاتل صغير ضمن الجيش السوري الحر في مارع، سوريا، أيلول 2014
مقاتل صغير ضمن الجيش السوري الحر في مارع، سوريا، أيلول 2014

في عام 2014، أطلقت الولايات المتحدة برنامج تدريب وتجهيز السوريين (Syrian Train and Equip Program)، والذي هدف إلى توفير التدريب والأسلحة لاختيار الفصائل “المعتدلة” من الجيش السوري الحر، لتمكينها من محاربة داعش.

ومن بين الفصائل الرئيسية التي تم اختيارها كانت “حركة حزم”، التي كان لها آلاف المقاتلين في حلب ومحيطها وإدلب.  

في آذار/مارس 2015، هاجمت جبهة النصرة حركة حزم، مما أدى إلى حل الفصيل فعلياً، وقامت بسرقة الأسلحة والمساعدات الأخرى التي قدمتها الحكومة الأميركية للحركة، وهكذا أصبحت جبهة النصرة أكثر قوة في إدلب وحلب، حيث أقامت نقاط تفتيش خارج أراضيها وفرضت سيطرة أكبر على فصائل الجيش السوري الحر.

بينما باتت وحشية داعش معروفة عالمياً، سواء من خلال أفعاله في سوريا والعراق، إلى جانب الأفلام الدعائية التي تم إنتاجها ونشرها ببراعة، في هذه الأثناء بدت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، أكثر مرونة تقريباً بالمقارنة مع داعش.

“النصرة” تجند الأطفال

يقول المالكي: “كانت النصرة أكثر رأفة مع المدنيين من داعش، وقدمت رواتب أعلى وتدريباً أفضل للمقاتلين من الجيش السوري الحر، لذا أصبحوا أكثر شعبية، حيث ترك العديد من المقاتلين الجيش السوري الحر وانضموا للنصرة، وبعد ذلك، بدأت النصرة في تجنيد الأطفال.”  

وأضاف “المالكي” أن عبد الله المحيسني، رجل الدين السلفي السعودي في جبهة النصرة، أصبح لاعباً أساسياً في مساجد ريف إدلب، فقد كان يأتي مع مقاتلي النصرة من كل حي، ويلتقون مع الرجال لتشجيعهم على الانضمام إلى النصرة، وقد أقاموا معسكرات تبشيرية للأطفال وتجنيدهم للقتال أيضاً.”  

مخيم تلقين عقائدي تابع لجبهة النصرة في أطمة، ادلب، 30 نيسان 2016
مخيم تلقين عقائدي تابع لجبهة النصرة في أطمة، ادلب، 30 نيسان 2016

في مقطع فيديو تم تصويره في مناسبة لتلقين الشباب في إدلب، قال المحيسني إنه يجب أن يكون عمر الأولاد الذين ينضمون إلى جبهة النصرة 15 عاماً على الأقل.

ويقول “المالكي” إنه يعرف شخصياً العديد من الأطفال الذين بدأوا القتال من أجل النصرة، عندما كانوا في سن الـ 13 أو 14 عاماً.

“في عام 2016، عندما بدأت المعركة الرئيسية بين قوات نظام الأسد والمعارضة السورية في حلب، ذهب الفصيل الذي كنت أنتمي إليه إلى هناك للقتال، كنا نقاتل إلى جانب جبهة النصرة، وقد صادفت أحد أعضاء النصرة الذي كنت قد التقيت به من قبل، كان اسمه “مصطفى واصل”، حيث قُتل جراء قصف في تلك المعركة في الأسبوع الأول من شهر حزيران/يونيو 2016، وكان يبلغ من العمر 14 عاماً عندما توفي.”  

مصطفى واصل، مقاتل في جبهة النصرة قبل موته في عمر الـ 14، 2016
مصطفى واصل، مقاتل في جبهة النصرة قبل موته في عمر الـ 14، 2016

استمر “المالكي” في القتال مع المعارضة السورية على مر السنوات، ويقول في هذا الصدد: “كان عامي 2016 و2017 من أصعب الأعوام بالنسبة لي، لم تكن فصائل المعارضة السورية تدفع للمقاتلين بشكل ثابت، لم أستطع شراء حذاء لي، كنت بالكاد أستطيع شراء الطعام، كان عمري حينها 16 أو 17 عاماً.

جيش موال لتركيا

في كانون الأول/ديسمبر 2017، اندمجت معظم فصائل الجيش السوري الحر فيما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، الذي يخضع لإشراف ودعم مباشر من الحكومة التركية.

يقول “المالكي”: “في تلك الفترة، أصبحت عملية الدفع للمقاتلين أكثر اتزاناً، وانتابنا شعور بالأمل فيما يتعلق بتحسن وضع المعارضة السورية، لكن بدأت عملية عفرين فيما بعد.”  

في كانون الثاني/يناير 2018، أطلقت تركيا عملية “غصن الزيتون”، حيث هاجمت مدينة عفرين ذات الأغلبية الكردية الساحقة في شمال سوريا. قصفت القوات الجوية التركية المدينة، بينما شنت فصائل الجيش الوطني المدعومة من تركيا هجوماً برياً.

مقاتل يبلغ من العمر 13 عاماً ضمن فصيل فيلق الشام في سرمدا، سوريا
مقاتل يبلغ من العمر 13 عاماً ضمن فصيل فيلق الشام في سرمدا، سوريا

وفي هذه الأثناء طبقاً “للمالكي”: “بينما بدأت تركيا بتجنيد المزيد من الرجال لدعم الفصائل التابعة للجيش الوطني السوري من أجل عملية عفرين، بدأت في الوقت نفسه بتجنيد المزيد من الأطفال أيضاً، ويستمر ذلك حتى يومنا هذا، حيث هناك الكثير من الأطفال ضمن فصائل الجيش الوطني السوري الآن.”  

لكن “المالكي” يقول أيضاً: “تم تضليل مقاتلي الجيش الوطني بشأن الهدف الحقيقي للعملية في عفرين، فقد أخبرنا الأتراك أن وحدات حماية الشعب (وهي ميليشيا ذات أغلبية كردية متحالفة مع الولايات المتحدة)، وداعش يعملون معاً لمحاربتنا انطلاقاً من عفرين، وقالوا إن وحدات حماية الشعب تريد أن تفعل ما فعلته إسرائيل وإنشاء دولة داخل سوريا للكرد فقط، وأنهم يحاولون احتلال إدلب وريف حلب وصولاً إلى اللاذقية.”  

ويضيف “المالكي”: “لكن عندما كنت في عفرين بعد بدء الغزو، رأيت كيف قامت فصائل الجيش الوطني بنهب المدنيين واختطافهم واغتصاب النساء. رأيت أن تركيا تحتل عفرين، لم نكن نحارب الأسد في عفرين، لم تكن للمعركة علاقة بثورتنا ضد النظام السوري.”  

مقاتل يبلغ من العمر 15 عاماً ضمن فرقة الحمزة في طرابلس، ليبيا.
مقاتل يبلغ من العمر 15 عاماً ضمن فرقة الحمزة في طرابلس، ليبيا.

وفي النهاية، تم تكليف “المالكي” بالعمل كحارس سجن في عفرين، حيث يستذكر قائلاً: “كان هناك رجل مسن كان قد اعتقل من قبل فرقة الحمزة (فصيل تابع للجيش الوطني السوري)، لقد كان أكبر من أن يمشي بشكل سليم. سألت أحد القادة عن سبب اعتقاله، فقال إن الرجل خطط لزرع قنبلة في إحدى نقاطنا العسكرية. كنت أعلم أن هذا لم يكن صحيحاً، وأستطيع تأكيد ذلك من خلال النظر إلى الرجل العجوز، كونه غير قادر على فعل أي شيء كهذا.”   

ويقول “المالكي”: “عندما تُركت وحدي مع الرجل، سألته عما حدث بالفعل، فقال لي إن رجال فرقة الحمزة اقتحموا منزله بغرض سرقته واعتقلوه، ولكن قبل أن ينقلوه إلى السجن، اغتصبوا ابنته في الغرفة المجاورة.”  

دل السجين للمالكي موقع منزله بالضبط الكائن في حي الأشرفية في مدينة عفرين، وقال له: “اذهب إلى هناك، وسترى أن هناك جنوداً في منزلي، ستدرك أنني أقول الحقيقة.”  

500 طفل مجند

بعد فترة قصيرة من غزو عفرين، غادر “المالكي” الجيش الوطني وعاد إلى إدلب، حيث يعتبر نفسه الآن ناشطاً، وهو يراقب عن كثب الوضع في مناطقه والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها المعارضة.

“في الوقت الحالي، هناك أكثر من 500 طفل ضمن الفصائل المختلفة حسب تقديري، ويعود السبب لفقرهم المدقع، فهم لا يقاتلون من أجل قضية، وإنما يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة، وتركيا تضحي بهم.”  

بدأ “المالكي” بجمع الصور والمعلومات عن الأطفال المقاتلين في صفوف الجيش الوطني السوري: “أشعر بالأسف تجاههم، لأنني كنت طفلاً مقاتلاً أيضاً، ولا أريدهم أن يمروا بالتجارب التي مررت بها، لكنهم في وضع أسوأ مما كنت عليه. عندما بدأت الحرب، كنت أعرف القراءة، ولكن معظم الأطفال المقاتلين اليوم لا يستطيعون القراءة، فقد مات آباء الكثيرين منهم أثناء القتال، ويتم استغلالهم من قبل تركيا وقادة الجيش الوطني الفاسد.”   

مقاتل يبلغ من العمر 14 عاماً ضمن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في ادلب، سوريا.
مقاتل يبلغ من العمر 14 عاماً ضمن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في ادلب، سوريا.

قبل أن يغادر “المالكي” عفرين في 2018، يتذكر حينما كان يسير بجوار مقرٍ لفصيل السلطان مراد التابع للجيش الوطني السوري: “سمعت أصوات موسيقا وضحك، فتوقفت للنظر في النوافذ، في البداية ظننت أن امرأتين ترقصان أمام ثلاثة من قادة السلطان مراد، ولكن بمجرد أن نظرت عن كثب، رأيت أنهم كانوا أطفالاً صغاراً، وهم يرتدون ملابس نسائية، وبمجرد أن بدأ الرجال في اغتصاب الصبيين، لم أعد قادراً على تحمل المشاهدة وهربت من مكان الحادث.”  

ويشير “المالكي” إلى أن مسألة الاعتداء الجنسي لقادة المعارضة السورية على الأطفال الذكور موجودة منذ بداية الحرب في سوريا، لكنها أصبحت أكثر انتشاراً الآن من أي وقت مضى.

أطفال “للجنس” والقتال في ليبيا

في كانون الأول/ديسمبر 2019، أبرمت تركيا صفقة مع حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس الليبية مقراً لها، وبدأت بنشر الآلاف من مقاتلي الجيش الوطني السوري في طرابلس ومصراتة.

وخلال مقابلات أجريت مع أعضاء في الجيش الوطني السوري في ليبيا، تم كشف أن قوات حكومة الوفاق الوطني بذلت جهوداً كبيرة لإبقاء الغالبية منهم بعيداً عن السكان المدنيين المحليين.  

ويعلق “المالكي” على هذا الأمر: “بعد أن أرسلت تركيا فصائل الجيش الوطني السوري إلى ليبيا، لم يكن باستطاعة عناصر الفصائل الوصول إلى النساء، وباتوا بعيدين عن زوجاتهم. لذلك قاموا بإحضار صبياناً صغاراً إلى ليبيا لغرض وحيد، ألا وهو استخدامهم جنسياً، ويسمونهم بـ”الفراخ.”

مقاتل يبلغ من العمر 16 عاماً ضمن فرقة الحمزة في طرابلس، ليبيا.
مقاتل يبلغ من العمر 16 عاماً ضمن فرقة الحمزة في طرابلس، ليبيا.

في آذار/مارس 2020، قال تقرير لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إن تركيا جندت أطفالاً لإرسالهم إلى ليبيا. استشاط “المالكي” غضباً لدى سماع ذلك وقال: “كل فصيل من الجيش الوطني السوري يقوم بإرسال مقاتلين إلى ليبيا، يملك نسبة محددة يتوجب عليه ملؤها، ونتيجة لذلك انتهى المطاف بالجنود الأطفال أن يكونوا من ضمن المسلحين في ليبيا.”   

لكن لا تبدو المسألة في تجنيد تركيا للأطفال وإرسالهم إلى ليبيا، فمنذ سنوات وهناك جنود أطفال ضمن صفوف الجيش السوري الحر والجيش الوطني السوري.

ويصف “المالكي” الأمر بأن “هذه القضية كانت موجودة قبل وقت طويل من إرسال تركيا أول سوري إلى ليبيا، وستظل قائمة بعد فترة طويلة من مغادرة آخر سوري لليبيا.”

لكنه يتساءل، هل الأطفال السوريون الذين يقاتلون مهمون فقط عندما يغادرون سوريا؟ يجب أن تكون الأمور واضحة أنه عندما أرسلت تركيا الجيش الوطني السوري إلى أذربيجان (لدعم القوات الأذربيجانية في هجومها على إقليم ناغورنو كاراباخ في أيلول/سبتمبر 2020)، كان هناك أطفال أيضاً.”  

مقاتل يبلغ من العمر 15 عاماً ضمن فصيل السلطان مراد في مهجع في أذربيجان، تشرين الأول 2020.
مقاتل يبلغ من العمر 15 عاماً ضمن فصيل السلطان مراد في مهجع في أذربيجان، تشرين الأول 2020.

لا يتأمل فجر المالكي، كثيراً فيما يتعلق بمستقبل سوريا وشبابها، “ثورتنا ماتت، والجيش الوطني السوري مجرد مرتزقة لتركيا، لقد أرسلنا أردوغان إلى ليبيا وأذربيجان، وهناك الكثير من الشائعات حول المكان الذي سيتم إرسال الجيش الوطني السوري إليه بعد ذلك.”

ويقول: “جيل الشباب، أولئك الذين كانوا أطفالاً عندما بدأت الحرب، إنهم الآن أميون ومتخلفون وساذجون، وأعتقد أنهم سيبقون عبيداً لتركيا.”

إعداد: ليندسي سنيل