أكثر من 30 قرية تفتقر لمياه الشرب بريف ديرك ودائرة المياه تدرس إنشاء محطة تحلية
تل كوجر- نورث برس
يعاني سكان أكثر من ثلاثين قرية بريف بلدة تل كوجر، بريف ديرك أقصى شمال شرقي سوريا منذ مطلع التسعينات من مشكلة عدم توفر مياه الشرب، ما دفع البعض لترك منازلهم وأرضهم قاصدين البلدات والمدن المجاورة.
قرى شبه مهجورة
وتفتقر تلك القرى التي تعرف بقرى “الخط السياسي” أو قرى الجنوب التابعة لبلدة تل كوجر للآبار الارتوازية الصالحة للشرب، ما يدفع سكانها لشراء مياه الشرب من الصهاريج والاعتماد على المياه الكلسية لأعمالهم المنزلية وسقاية مواشيهم.
وقال حمد المطرود (32عاماً) وهو من سكان قرية خراب حسن بريف تل كوجر إنهم يشترون كل خمسة براميل من المياه الصالحة للشرب بخمسة آلاف ليرة سورية، “كما أننا نتشارك بدفع الأجرة لصاحب الصهريج.”
وذكر أنه قبل عدة سنوات تبرع صاحب بئر ارتوازي غير صالح للشرب بتوزيع المياه على سكان القرية، حيث قام كل منزل بسحب خط لإيصال المياه إلى منازلهم ومنهم من يمتلك سيارة يملأ أوانيه بشكل مباشر من البئر.
ويقتصر استخدام تلك المياه على الغسيل والأعمال المنزلية، “تفور على الأرض من حدتها وتهري الثياب، نسبة الكلس العالية بماء هذه المنطقة تجعل أضراره أكبر من نفعه،” بحسب قول “المطرود”.
وأشار “المطرود” إلى أن قرى الخط السياسي “باتت شبه مهجورة”، حيث شهدت حركة نزوح كبيرة باتجاه البلدات المجاورة مثل كركي لكي وتل كوجر أو القرى المخدّمة بالماء والكهرباء والخبز.
وأضاف، “لكن ليس باستطاعة الجميع ترك بيوتهم وأراضيهم. أجرة المنازل غالية والقدرة المادية لدّى الناس متفاوتة.” بحسب وصفه.
ولا يعد الحال بقرية ذراية بريف تل كوجر أفضل من سابقتها، حيث أبدى سكانها استيائهم من عدم استكمال الإدارة الذاتية مشروع جر المياه من البئر الارتوازي في القرية ووضع منهل لتوزيعها وإيصالها للمنازل بشكل نظامي رغم مرارتها.
مشروع لم يكتمل
وقال محمد النويديس (61عاماً) وهو من سكان قرية ذراية التي تبعد عن بلدة تل كوجر ما يقارب الـ30 كم، “منذ عام 1994 م ونحن نعاني من قلة وشح الماء الصالح للشرب، مشكلة قديمة يعيشها السكان منذ أيام الحكومة السورية.”
وأشار إلى أن سكان القرية يعانون من ضياع ماء البئر في الأرض قبل أنّ تصل إليّهم “كلّ بيت يسحب المياه عبر خراطيم والمسافة بعيدة، والإدارة الذاتية وضعت خزان لكن لم تكمل المشروع.”
ورأى “النويديس” أن الآبار الارتوازية تعد “مكلفة جداً وشراء الماء ليس حلاً، لكن لا حياة لمن تنادي.”
فيما عبر خالص الشريف (50عاماً) وهو من سكان قرية ذراية عن تذمره من استمراره بشراء المياه في ظل صعوبة الظروف المعيشية.
وأشار إلى أن الجفاف وقلة الهطولات المطرية هذا العام أثقلت كاهلهم وانعكست سلباً على مواشيهم التي كانت تشرب من التجمعات المائية المطرية وتجد المرعى.
لكن حميد العثمان وهو صاحب صهريج قال، إن بيع البرميل بألف ليرة يعتبر “قليل ولا يتماشى مع بعد المسافة وتكاليف التصليح.”
ومنذ أربعة أعوام، يقصد “العثمان” القرى التي تعاني من انعدام مياه الشرب. وأشار إلى أنه يعاني من انقطاع الكهرباء وبعد الأماكن التي يحصل منها على المياه الصالحة للشرب.
وقال: “أحياناً أملئ الصهريج بماء كلسي مُرّ ليلبي احتياجات بعض القرى التي تفتقد حتى للآبار الكلسية، ليس كلّ الناس لدّيهم قدرة على شراء الماء الحلو ولا يتوفر دوما.”
وقال محمد زاهد، الرئيس المشارك لدائرة المياه ببلدة تل كوجر، إن تكلفة حفر البئر الواحد وتجهيزه تتجاوز 150 مليون.
وإلى جانب الصهاريج الخاصة، هناك صهريج واحد تابع لبلدية تل كوجر يقوم بتوزيع مياه الشرب على 12 قرية، حيث تتم عملية التوزيع بالتناوب، بحسب “زاهد”.
وذكر أنه هناك دراسة لإنشاء محطة تحلية للمياه لتغطية حوالي 39 قرية بريف تل كوجر، لافتاً إلى أن مياه تلك المنطقة كلسية على عمق 200 متر وأكثر.