الكاكائيين أو الياريسان.. أقلية في العراق تتطلع إلى حق التمثيل في العملية السياسية

أربيل ـ نورث برس

قال رجب عاصي كاكائي، وهو ناشط مدني ورئيس منظمة “ميثرا” للتنمية والثقافة اليارسانية، الاثنين، إن مجتمع الكاكائيين أو الياريسان، يتطلع لحقه في التمثيل بالعملية السياسية في العراق.

والكاكائية “أقلية منسية في العراق رغم عراقتها التاريخية” حسبما يصف احد الحقوقيين من ذلك المكون حيث لا تمثيل حكومي أو برلماني لهم رغم المطالبات التي عرضوها.

وتعرضت تلك الأقلية لـ”جرائم” تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، حيث تعرضت مزاراتها للتدمير وشعبها للنزوح مع بداية ظهور التنظيم وسط العراق 2014.

والکاکائية أو يارسان هو معتقد ديني توحيدي ينتشر في عـدة دول بمنطقة الشرق الأوسط تحت مسـميات مختلفة، وترتبط قومياً بالكرد لكن لهـم هويـة دينية مختلفة.

وينتشر الكاكائيين الذين يفوق عددهم ربع مليون في العراق في وسط وشمال البلاد، وأكبر تجمع لهم في كركوك.

كما لهم انتشار في قصبات متفرقة بمناطق ديالى خاصة حوض حمرين وناحيتي جلولاء والسعدية، كذلك في قرى من سهل نينوى وأربيل والسليمانية وحلبجة، ولهم عدة مراقد ومزارات دينية.

وقال رجب عاصي كاكائي، رئيس منظمة “ميثرا” لنورث برس، إن “أبناء مجتمعه العريق قدموا تضحيات كبيرة في زمن (داعش).”

واجتاح عناصر التنظيم 5 قرى كاكائية في سهل نينوى وتسبب بنزوح سكانها ودمر 5 مزارات مقدسة، بحسب “كاكائي”.

كما اجتاح “داعش” عام 2014، قرى كاكائية في جنوب كركوك وتحديداً في قضاء داقوق، ولازالت تلك القرى مهدمة مما حال دون عودة سكانها وخاصة بعد أن انسحبت البيشمركة من المنطقة في السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2017. حسبما أفاد “كاكائي”.

وأشار إلى استمرار تعرض هذا المجتمع لهجمات فلول وبقايا “داعش”، “أصبحت المنطقة غير آمنة ومستقرة، فلم يعد سوى سكان 5 قرى من أصل 15 قرية كاكائية في حوض حمرين.”

وطالب رجب كاكائي من الحكومة العراقية بتشكيل قوة عراقية مهمتها بسط الأمن في مناطق انتشار هذه الأقلية التي تواجه “خطر الزوال”، حسب وصفه.

وقال: “لا يوجد أي اعتراف رسمي دستوري بالكاكائيين كأقلية، ويتم اعتبارهم كرد مسلمين، وهذا ما يجبرهم على المشاركة في العملية السياسية ضمن أحزاب كردية، دون أن يكون لهم كوتا خاص بهم.”

وأشار “كاكائي” إلى أنهم لم يجدوا آذاناً صاغية أو استجابة من الحكومات العراقية المتعاقبة رغم تكرار الطلبات إلى مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية والبرلمان للاعتراف بهم ومنح حقوقهم كأقلية.

وكذلك بالنسبة لإقليم كردستان العراق، شدد الناشط المدني، على أنه “لا يوجد لهم أي تمثيل في السلطات الثلاث بالإقليم، سوى أن لهم عضو في مجلس محافظة حلبجة لا غير.”

وقال إن “هناك مبادرات في العراق ومسودة قانون حماية التنوع من التمييز وعليه قراءات في مجلس النواب العراق، ونتأمل أن يتم ذكر الكاكائية فيه كمكون أصيل في هذه البلد.”

والكاكائيون بحسب ادعائهم، ديانة ظهرت قبل أكثر من 5000 عام، تعود جذورها إلى الديانة اليزدانية أو المثرائية التي ظهرت بين الشعوب الهندو-أوروبية.

وللكاكائية طقس خاص خلال الاحتفال بأعياد “خاوندكار وقولتاس ونوروز” وهو الغناء باستخدام الآلات الموسيقية في جوقة كبيرة من دون تمييز بين النساء والرجال.

إعداد: حسن حاجي ـ تحرير: معاذ الحمد