سكان في حماة يشتكون ارتفاع أجور العلاج واللامبالاة في مشافٍ خاصة

حماة – نورث برس

يشتكي سكان في مدينة حماة وسط سوريا، من ارتفاع  أجور العلاج في مشافٍ خاصة، إضافة إلى التسيب واللامبالاة بحياة المرضى.

وتعاني المشافي الحكومية من سوء الخدمات وتعطل الأجهزة الطبية، الأمر الذي يدفع نسبة كبيرة من المرضى إلى التوجه للمشافي الخاصة في حماة.

ويوجد في مدينة حماة مشفيين حكوميين: “الوطني” ويستقبل كافة الحالات، و”الأسد الجامعي” وهو مخصص للنساء والأطفال.

وأشار سكان في حماة إلى أن المشافي الخاصة في حماة انتهزت سوء الخدمات في الحكومية لترفع أسعارها.

أجور مرتفعة

وتبلغ أجرة الليلة الواحد في المشافي الخاصة بمدينة حماة 100 ألف ليرة سورية، ناهيك عن فاتورة أسعار الأدوية، التي باتت تثقل كاهل الكثير من المرضى وخاصة ذوي الدخل المحدود.

وراجعت سلوى الخالد (37 عاماً) وهو اسم مستعار لسيدة من سكان مدينة حماة، عيادة طبيب الأطفال، للكشف عن حالة طفلها الذي يشكو من آلام معوية، حيث حولها الطبيب إلى مشفى خاص.

وقالت لنورث برس، إن طفلها مكث في المشفى لمدة يومين، لتلقي العلاج الذي اقتصر على إعطائه ” السيروم” فقط.

وأشارت إلى أن قسم المحاسبة في المشفى تقاضى منها 100 ألف ليرة عن الليلة الواحدة عدا سعر الأدوية، لتبلغ التكاليف 500 ألف ليرة.

ولدى التدقيق في فاتورة التكاليف، تبين لـ”الخالد” أن هنالك أدوية لم يتم إعطاؤها لطفلها مسجلة ضمن الفاتورة، وعند مواجهة المشفى ماطلوا لتضطر مجبرة على دفع كامل المبلغ.

ووصفت العلاج في المشافي الخاصة بـ”تجارة رابحة”، مستغلين حاجة سكان المنطقة لها وسط تردي الوضع الخدمي والصحي في المشافي الحكومية.

استهتار ولا مبالاة  

قالت سعاد الضامن (42عاماً ) هو اسم مستعار لسيدة من سكان حماة، لنورث برس: “قبل عدة أشهر تعرض والدي لوعكة صحية، حينها هممت بالاتصال مع عدد من المشافي الخاصة لإسعافه.”

وأضافت: “جميعها رفضت وكانت حجة بعضها هو عدم توفر الوقود وأخرى قالت أن سيارة الإسعاف الخاصة لديها في مهمة.”

واتصلت “الضامن” بالهلال الأحمر السوري، والذي رفض هو الآخر تلبية طلبها في إسعاف والدها، “بحجة أنه ليس بالإمكان إسعاف المريض إن لم يكن في حالة إغماء كامل.”

 وما كان أمامها سوى طلب المساعدة من الجيران حتى تمكنت من اسعاف والدها بنقله إلى مشفى خاص، “ولكن وضع المشفى لم يكن بأحسن من وضع الإسعاف.”

وأضافت: “لم أجد أي طبيب مناوب. طلبوا مني انتظار الطبيب لصباح اليوم التالي، لكن حالة والدي كانت سيئة ولم تكن تتحمل التأخير.”

وبعد تهديدهم بالشكوى “قام المشرفون على المشفى بالاتصال بأحد الأطباء، الذي لم يصل إلا بعد وفاة والدي.”

وحملت “الضامن” المشفى المسؤولية عن وفاة والدها “بسبب إهمالهم وتقصيرهم.”  

وأضافت: “رغم وفاة والدي بسبب إهمالهم، طالبتني المشفى بدفع 150 ألف ليرة.”

وأشارت إلى أنه تم إبلاغها من محاسب المشفى أنه وبمجرد دخولها للمشفى وطلب الطبيب تم فتح صفحة للحساب.”، والتي تضمنت أجرة الطبيب 65 ألف ليرة رغم وصوله متأخراً.

وقال كمال المليح (61عاماً) وهو اسم مستعار لطبيب قلبية في حماة، لنورث برس، إن ارتفاع أجرة المشافي يعود لعدة أسباب، كارتفاع سعر المحروقات ومستلزمات العلاج، إضافة لارتفاع أسعار الأجهزة الطبية وصيانتها.

وأشار إلى أن هذه الأسباب هي التي دفعت المشافي لرفع أسعارها.

وأضاف: “لا ننكر أن هناك أطباء يتاجرون بأرواح المرضى ونسوا أن الطب مهنة إنسانية.”

إعداد: علا محمد – تحرير: فنصة تمو